يشكو القرويون
الفلسطينيون وسط وشمال
الضفة الغربية، من الخسائر الهائلة التي يتكبدونها جراء الخراب التي تعيثه قطعان من
الخنازير البرية، يحرص المستوطنون على نقلها لتقليص قدرة الفلسطينيين على التمسك بأراضيهم.
ويؤكد القرويون الفلسطينيون أن
المستوطنين يقومون بنقل الخنازير البرية في شاحنات ضخمة، ويقومون بدفعها وسط الحقول، سيما في ساعات الليل، بهدف تحقيق أكبر قدر من الضرر، مشيرين إلى أن هذه الخنازير تمتاز بشهيتها الكبيرة وأحجامها الكبير نسبيا، ما يفاقم من مستوى الضرر.
وبسبب القيود التي يفرضها جيش الاحتلال على حرية الحركة في الريف، سيما في المناطق التي تتاخم المستوطنات، فإن قدرة الفلسطينيين على مكافحة الخنازير محدودة للغاية.
من ناحيته قال عماد عباهرة، الرئيس السابق لمجلس "اليامون" المحلي: "إن ظاهرة الخنازير البرية باتت تشكل خطراً اقتصادياً كبيراً على البلدة، وعلى جميع القرى والبلدات الواقعة في شمال الضفة الغربية".
وفي حديث مع "عربي 21" أوضح عباهرة "أن المستوطنين يتعمدون جلب قطعان كبيرة من الخنازير، ودفعها وسط الحقول في أوج المواسم الزراعية، سيما موسم اللوز"، مشيراً إلى أن "الخنازير تقضي على الموسم عبر تكسير أشجار اللوز بعد التهام المحصول".
ونوه إلى أن "الخنازير تقوم بتخريب شبكات المياه والمزروعات في طريقها، بحيث تقضي على كل ما تواجهه في طريقها"، مشيراً إلى أن "المستوطنين يحرصون على جلب الخنازير في ساعات الليل، ليضمنوا تحقيق أكبر قدر من التدمير والخراب في ظل غياب المزارعين".
وأشار عباهرة إلى أن هناك "مخاوف من أن تجلب هذه الخنازير الأمراض المعدية، سيما وأنها تشرب من آبار المياه أثناء مهاجمتها المحاصيل".
وشدد على أن الخنازير تمثل خطراً مباشراً على سلامة المواطنين، حيث أنها لا تتردد في مهاجمة كل من تقابله في طريقها، مشيراً إلى أنه نظراً لأن الخنازير تتحرك ضمن قطعان كبيرة، فإن أي هجوم يمكن أن ينتهي بوفاة الشخص المستهدف.
ولفت عباهرة إلى أن المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" متواطئة مع المستوطنين، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تمنع استيراد المواد الكيماوية التي تستخدم في إبعاد الخنازير، معتبراً أن هذه الممارسات تأتي ضمن حملة شاملة تهدف إلى محاولة طرد المزارعين الفلسطينيين من أراضيهم.
بدورها، أقرت مريام فايس، وهي واحدة من زعماء المستوطنين اليهود، أن المستوطنين اليهود يحرصون منذ سنين على توظيف الخنازير البرية فيما أسمته بـ "حرب البقاء" من أجل تكريس بقائهم في الضفة الغربية، منوهة إلى ضرورة القيام بكل الخطوات وعدم استبعاد أية وسيلة تصلح لتحقيق الهدف.
وفي مقابلة أجرتها معها الخميس الماضي إذاعة "عروتس شيفع" الناطقة بلسان المستوطنين، قالت فايس، التي ترأس المجلس المحلي في مستوطنة "كرنيه شمرون"، الواقعة للغرب من مدينة نابلس: "نظراً لأن هذه البلاد تعود لنا وحدنا ونظراً لأن هناك من ينازعنا بدون وجه الحق ملكية هذه الأرض، فعلينا أن نستخدم كل الوسائل التي تقنعه بتغيير سلوكه.
يذكر أنه على الرغم من أن الديانة اليهودية تحرم أكل لحم الخنزير أو التعاطي معه بشكل من الأشكال، إلا أن الحاخام "دوف ليئور"، من كبار الحاخامات في المستوطنات، أفتى بجواز استخدام الخنازير في
الحرب ضد الفلسطينيين.