اعتبر وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الثلاثاء، الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل "مهزلة مأساوية".
ونقلت وزارة الخارجية الفرنسية عن فابيوس قوله إن "الانتخابات الرئاسية في سوريا لن تجلب أي شرعية لـ (الرئيس السوري) بشار الأسد"، وأكد أنها تُعدّ "مهزلة مأساوية".
وكانت السلطات السورية أعلنت الاثنين، عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية اعتبارا من الثلاثاء، على أن تجري الانتخابات في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل.
تحذيرات دولية
واعتبرت الحكومة البريطانية أن نتيجة الانتخابات الرئاسية في سوريا "لن تكون لها أي قيمة أو مصداقية".
وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مارك سيموندس، إن "خطة الأسد للانتخابات هدفها الوحيد تدعيم ديكتاتوريته".
وأضاف: "ستجرى هذه الانتخابات وسط هجمات مستمرة للنظام على المدنيين مع مئات الآلاف يعيشون تحت نير النظام في ظروف رهيبة وفي أجواء من الرعب، في حين يقبع الآلاف من المعارضين السلميين في السجون أو أنهم فقد أثرهم".
ولفت إلى أن "ملايين السوريين من النازحين أو الذين يعيشون خارج سوريا لن يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم. وانتخابات تنظم في مثل هذه الظروف لن تتوفر فيها أي معايير دولية، ونتيجتها لن تكون لها أي قيمة أو مصداقية" .
وفي السياق نفسه، قالت الأمم المتحدة إن الأمين العام بان كي مون، حذر من أن الانتخابات الرئاسية التي أعلنت عنها سوريا ستعرقل الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية إذا أجريت.
الولايات المتحدة سخرت من الانتخابات
وسخرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر بساكي، الاثنين، من الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام السوري إجراءها في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل.
وفي معرض إيجازها الصحفي اليومي بمقر الوزارة في العاصمة واشنطن، قالت بساكي إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يستخدم الانتخابات على أنها "محاكاة ساخرة للعملية الديمقراطية، لا مصداقية لها، وتقوض النتائج التي توصلت إليها مباحثات جنيف1".
"الإندبندنت" والحرب المنسية
وفي سياق متصل، خصصت "الإندبندنت" اللندنية افتتاحيتها الاثنين للوضع في سوريا، ووصفت ما يحدث هناك بالحرب المنسية، وقالت: "ثلاثة أعوام مرت والنزاع لا يزال محتدما، ولا يمكن لقادة الدول الغربية أن يديروا ظهورهم لما يحدث".
ونبّهت إلى أن "أهم ما يثير مشاعر الناس في احتفالات عيد الفصح، هو كيف أن سوريا انحدرت إلى هاوية العنف المسلح. في البداية اعتقد قادة الدول الغربية، ومنهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، بتفكير متسرع أن نظام بشار الأسد بمنزلة جثة تنتظر من يدفنها.. واليوم على العكس، فإنه يستعد للبقاء في السلطة، فقد توقع أخيرا بأن يقضي نظامه على المعارضة المسلحة بحلول 2015".
ولفتت الصحيفة إلى أن "سوريا ستبقى فريسة للعنف، ومقسمة وغير قادرة على تنظيم انتخابات، حتى لو خطر للأسد افتراضا أن يترك شعبه حرا في اختياره".
المعارضون ليسوا كلهم إرهابيين
وتقول الإندبندنت إن "الدول الغربية نفضت أيديها، وأصبحت لا تحب أعضاء المعارضة المسلحة أيضا، على الرغم من المساندة التي قدمتها لهم في بادئ الأمر، وهذا التغير حيال المعارضة مؤلم، لأن الكثيرين ممن لا علاقة لهم بالقاعدة هم اليوم في قلب الثورة على نظام الأسد، ولا يمكنهم أن يتركوا الثورة".
وتضيف: "كان على قادة الدول الغربية التفكير مليا قبل تحريك الجرة السورية، وقد فات الأوان الآن".
الغارات القاتلة
وفي أثناء ذلك، أسفرت المعارك الدموية عن مقتل 27 شخصا، جراء إلقاء مروحيات تابعة لقوات النظام السوري براميل متفجرة على مناطق متفرقة تقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة
حلب (شمال سوريا).
وأفادت المنظمة السورية لحقوق الإنسان، في بيان لها، بأن مروحيات النظام السوري ألقت براميل متفجرة على أحياء "الفردوس" و"الأنصاري" و"الحيدرية" و"مساكن هنانو" و"أرض الملح" في حلب، ما أسفر عن مقتل 27 شخصا وإصابة العشرات.
من جانب آخر، أوضح الناشط المحلي في حلب "مصطفى سلطان" للأناضول، أن العديد من الأشخاص قُتلوا وأصيب العشرات، جراء استهداف النظام بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب منذ يومين.
وذكر سلطان أن الهجمات أسفرت عن تدمير سبعة مبانٍ بشكل كامل، فضلاً عن احتراق 14 سيارة، مضيفاً أن فرق الدفاع المدني انتشلت 20 جثة من تحت أنقاض المنازل التي تهدمت بفعل
القصف، وأنها اضطرت إلى استخدام آليات ثقيلة، من أجل استخراج الجثث التي لم يستطع أحد الوصول إليها.
وأشار سلطان إلى أن 24 منطقة مختلفة من المدينة تعرضت لقصف جوي الأحد، وأن العديد من المناطق أُخليت بسبب القصف العنيف الذي تعرضت له، لافتا إلى أن مروحيات النظام تواصل قصفها للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة حتى في فترات الليل.
وأكد سلطان أن مروحيات النظام السوري قصفت الليلة الماضية منطقة الفردوس، ملحقة بذلك أضرارا بالمنازل والمحال التجارية، كما أنها تسببت بحرق بعض السيارات، فيما تمكنت فرق الإطفاء بعد جهود مكثفة من السيطرة على الحرائق.
من ناحية أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية السورية، في بيان لها إن مروحيات تابعة لسلاح الجو السوري قصفت بلدة "تلمنس" بريف محافظة إدلب، شمال سوريا ببراميل متفجرة تحوي مواد سامة، مشيرةً إلى أن القصف تسبب في تعرض أكثر من 200 شخص للاختناق، ومضيفةً أن المتأثرين بالغازات يعانون أعراضا كضعف الرؤية والتقيؤ والدوخة والتضيّق في بؤبؤ العين.
وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية من جانبها؛ أنه تم نقل المصابين بالغازات في بلدة تلمنس إلى المستشفيات الميدانية في البلدة لتلقي العلاج.
بدورها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن مركز العاصمة دمشق شهد سقوط العديد من قذائف الهاون، التي تسببت في وقوع قتلى وجرحى، متهمة الثوار بإطلاق هذه القذائف، بحسب قولها.