يرى الكاتب
الإسرائيلي سيفر بلوتسكر أن قرار
السلطة الفلسطينية بوقف
المفاوضات مع إسرائيل إلى إشعار آخر يرجع لرغبتهم في التوجه نحو صديق آخر غير الولايات المتحدة لرعاية المفاوضات، وهو
روسيا.
وقال بلوتسكر في مقالته بصحيفة يديعوت أحرونوت، الأحد، إن العالم العربي اليوم مفكك ولا يوجد أي صديق حقيقي تعتمد عليه السلطة إضافة إلى صعوبة وجود مؤيدين هامين خارج الشرق الأوسط، إلا أن ما يجري في روسيا أمور غير متوقعة خاصة بعد حشد قواتها على حدود أوكرانيا.
وقال إنه في مثل هذه الظروف من الطبيعي أن يكون الكرملين معنيا بتوسيع دائرة الأصدقاء العالميين "الضيقة جدا" له، والفلسطينيون كذلك معنيون بمن يعطي رعاية بديلة بصديق قوي ذي مصداقية عالية.
ولفت إلى انه وعند النظر من زاوية استراتيجية روسية فإن السلطة الفلسطينية تعتبر كرأس جسر مثالي إلى العالم العربي في القتال ضد "الإسلام المتطرف والمتزمت" والذي تعتبره روسيا أيضا كعدو.
وأوضح أن بعضا من قادة منظمة التحرير درسوا في الجامعات السوفييتية ويفهمون الروسية ويتشاركون الرأي مع بوتين بأن تفكيك الاتحاد السوفييتي كان "المصيبة السياسية الأكبر في القرن العشرين".
ومن زاوية النظر الفلسطينية؛ فإن مصداقية روسيا كقوة عظمى لا تهجر رعاياها ثبتت على نحو ظاهر في موقفها من نظام الأسد في سوريا، وفي رام الله واثقون من أن روسيا يمكنها أن تقر في غضون ساعات مساعدة طارئة اقتصادية بحجم ماليّ لا تستطيع الولايات المتحدة إقراره بأي شكل من الأشكال.
وأضاف الكاتب: "المندوب الروسي في الأمم المتحدة سيؤيد رفع مستوى مكانة فلسطين في المنظمة بينما مندوبة الولايات المتحدة ستعارض و "الدوما" الروسي في موسكو يعطف عليهم بينما الكونغرس في واشنطن معادٍ".
واعتبر الكاتب أن هذا الوضع يعد لقاء مصالح مثاليا بين السلطة وروسيا وتحققه سيغير ميزان القوى في منطقتنا، وإذا هدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الفلسطينيين وإسرائيل بان أمريكا ستسحب يدها من المحاولة والجهد لإقرار حل للنزاع، فإن الفلسطينيين سيهددون كيري وإسرائيل غدا بدعوة روسيا كشريك وكوسيط إلى طاولة المباحثات.