الميليشيات المسيحية تنكّل بالمسلمين في إفريقيا الوسطى - ا ف ب
أعلنت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، أنها تحاول إجلاء نحو 19 ألف مسلم من مناطق قرب عاصمة إفريقيا الوسطى بانغي.
جاء ذلك عقب هرب نحو 16 ألف مسلم من منازلهم في بانغي خلال العشرة أيام الماضية، وسط تصاعد لأعمال العنف، حسب الوكالة.
وتواصلت أعمال القتل رغم نشر جنود تابعين للاتحاد الإفريقي والقوات الفرنسية التي لعبت دورا في إذكاء الفتنة.
وقالت وكالة غوث اللاجئين، إنها قلقة بشأن المسلمين الذين هربوا إلى ضاحية في بانغي تدعى "بي كاي12".
ولم تقتصر المجازر على بانغي، بل انتشرت كذلك في مدن كارنو وبيربيراتي وبودا وبوسانغوا، وغيرها من المناطق التي تحاصرها المليشيات المسيحية المعروفة باسم "أنتي بلاكا".
وقالت المتحدثة باسم الوكالة، فاتوماتا لوجون-كابا إن "وكالة الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة في ترحيلهم إلى مناطق أكثر أمنا داخل أو خارج البلاد".
وأضافت: "لا نريد أن نقف ونتفرج عليهم وهم يذبحون"، وإن "بقاءهم أحياء حتى الآن هو بسبب وجود قوات الاتحاد الإفريقي، والقوات الفرنسية".
وجاء هذا التحذير بعد أيام من إطلاق القوات التشادية النار في حي يقطنه المسيحيون في بانغي، مخلفة 24 قتيلا.
ونقلت تلفزة "بي بي سي" عن مراسلها في جنيف، إيموجين فولكس، أن الصليب الأحمر الدولي يصف الوضع في إفريقيا الوسطى بالخطر المستمر، إذ تفتقد البلاد إلى أدنى الخدمات الأساسية.
وتناقلت وسائل الإعلام تقارير عن أكل لحوم البشر وقطع رؤوس الأطفال في أعمال العنف هذه.
وقالت منظمة العفو الدولية في شهر شباط/ فبراير، إن هجمات المليشيات المسيحية أدت إلى "نزوح المسلمين بعدد غير مسبوق".
وكان الوضع الأمني قد انفلت في إفريقيا الوسطى، بعدما أسقط متمردون يعرفون باسم "سيليكا"، الرئيس فرانسوا بوزيزي، في آذار/ مارس 2013. ونصبوا زعيمهم ميشال جوتوديا.
واضطر جوتوديا في شهر كانون الثاني/ يناير إلى التنحي أيضا بحجة أنه لم ينجح في إنهاء العنف الطائفي.
ويتعرض المسلمون منذ ذلك الوقت لهجمات المليشيات المسيحية، وهو ما دفع بهم إلى الهروب من منازلهم، وهاجر بعضهم إلى الدول المجاورة مثل الكاميرون وتشاد.
ونزح ربع سكان البلاد البالغ عددهم 6.4 مليون من مناطقهم منذ بدء الاضطرابات.
يشار إلى أن مواقع إفريقية، أكدت في شهر شباط/ فبراير أنه تم الإفراج عن العديد من القادة المسيحيين المناهضين للمسلمين في إفريقيا الوسطى بعد 24 ساعة من حبسهم.
وأطلقت المليشيات المسيحية إنذارًا للحكومة المؤقتة للإفراج عن هؤلاء القادة، وذلك بعد اجتماع مع رئيس الحكومة، وأفرج عن 8 شخصيات من القتلة في العاصمة بانغي، وبخاصة آكل لحوم البشر والمعروف بـ"الكلب المسعور".
ويذكر أن الحكومة الجديدة لا تسيطر على أي شيء في البلاد، ويبدو أن الوضع في شوارع العاصمة قد تخطاها؛ حيث إن المليشيات المسيحية تملي أوامرها على الحكومة كما هو الحال في الإفراج غير المبرر عن قتلة المسلمين.