استغرب رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، المحسوبة على الإخوان المسلمين، عبد الرزاق مقري، الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأربعاء، إلى الجزائر.
وقال مقري، الثلاثاء، "نحن نستغرب هذه الزيارة ولم نتعود على مثلها في هذا الوقت بالذات".
واعتبر أن "الرأي العام الجزائري كما هو ملاحظ مستغرب من الزيارة التي تأتي في عز الحملة الانتخابية الرئاسية" المقررة في 17 نيسان/ إبريل الجاري.
ورفض مقري الخوض في تفاصيل وخلفيات زيارة كيري على عكس التصريحات التي أدلت بها مرشحة حزب العمال اليساري، لويزة حنون، التي وصفتها بـ"الصفقة الخفية مع النظام الحالي لغض الطرف عن التجاوزات التي تحصل في الانتخابات الرئاسية".
واعتبرت حنون أن تلك "الصفقة" هي في مقابل "التنازل عن الكثير من الأمور بما فيها قاعدة 51/49% والتي تمنح الأغلبية للجانب الجزائري في أي مشروع مع الأجانب، زيادة على السماح للشركات الأميركية المستثمرة في الجزائر بتحويل أرباحها بالعملة الصعبة إلى الخارج".
وقالت إن الزيارة تندرج ضمن "طلب الوساطة الجزائرية بين السعودية وقطر" على خلفية الأزمة الدبلوماسية بينهما.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عبد العزيز الشريف، إن زيارة كيري تندرج ضمن الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وأضاف الشريف أن الزيارة "ستسمح بتطوير وتوثيق الحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة الأميركية".
وأشار إلى أن المباحثات بين الجانبين ستتناول الحوار حول كافة ميادين التعاون الثنائي لا سيما التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية وتطوير الاستثمار.
كما ستتناول "مجموعة المسائل التي تهم البلدين على المستويين الإقليمي والدولي والعلاقات الجزائرية الأميركية الجد متينة في مجال محاربة الإرهاب".
يشار إلى أن الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين البلدين انعقدت في واشنطن في تشرين الأول/ أكتوبر 2012.
يذكر أن زيارة كيري كانت مقررة في كانون الأول/ ديسمبر 2013 قبل تأجيلها بسبب تطورات الملف النووي الإيراني.
من جهة ثانية حذر تقرير أمني جزائري من مخطط أجنبي يهدف لإثارة الفوضى قبل إجراء
الانتخابات الرئاسية المقررة بالبلاد في 17 نيسان/ إبريل الجاري.
ونقلت صحيفة "الشروق"
الجزائرية، الثلاثاء، عن مصدر أمني "رفيع"، قوله إن "المخطط يهدف إلى إثارة الفوضى بعدد من المحافظات الجزائرية "وتم تجنيد 56 شخصاً من جنسية مغربية لتنفيذها، يفترض أن يجري دخولهم فرادى وليس بصفة جماعية".
وأضاف المصدر الذي وصف التقرير بـ"السري"، ووزع على مختلف الأجهزة الأمنية في الجزائر، أنه تم رفع "درجة الحذر والتأهب بمختلف المحافظات، ووجهت أوامر وتعليمات بصفة خاصة لشرطة الحدود حتى ترفع من درجة اليقظة والحذر بمختلف المعابر".
وأشار إلى أن النداءات الموجهة من قبل عدد من المسؤولين الجزائريين بشأن ضرورة التحلي باليقظة للمحافظة على أمن واستقرار الجزائر "لم تنبع من فراغ".
وقالت الصحيفة إن التقرير الأمني "حمل معلومات خطيرة وحساسة حول مخطط أجنبي لإثارة الفوضى بعدد من الولايات الجزائرية بمناسبة الانتخابات الرئاسية، وحدد الجهة التي خططت لذلك".
وذكر التقرير أن المخطط يسعى لتحريك الشارع الجزائري من خلال استغلال احتجاجات بسيطة وتلقائية في أية منطقة من الجزائر.
ووجهت وزارة الداخلية برقية إلى المحافظين الـ 48 وإلى رؤساء البلديات طالبتهم فيها بإطلاعها على أي احتجاج أو اعتصام أو أية حادثة قد تشكل شرارة ممكنة لضرب الاستقرار.
يشار إلى أن العلاقات الجزائرية - المغربية تشهد منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أزمة حقيقية، بسبب الخلاف حول الصحراء الغربية والحدود البرية التي أغلقتها الجزائر منذ 1994 والتي تسببت في خسائر تجارية وسياحية كبيرة للمغرب.