اجتمع العاهل الأردني عبد الله الثاني مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الأردنية عمان، الأحد، بعد وصول الأخير إلى أراضي المملكة، في زيارة تستمر ليوم واحد، في مباحثات تركز على العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وبحث الخلافات العربية والأوضاع في مصر وسوريا.
واستقبل الملك الأردني نظيره القطري في قصر بسمان بالعاصمة عمان، وتستمر زيارة الأمير القطري للمملكة لساعات، في ضوء عدد من الملفات الحساسة، التي تشهد انقساما عربيا حولها، بما في ذلك الأوضاع في كل من سورية ومصر، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا".
وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه كان في استقبال الأمير قطر، الأمير علي بن الحسين رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة، وسفير دولة قطر لدى الأردن والسادة أعضاء السفارة وعدد من كبار المسؤولين الأردنيين من مدنيين وعسكريين.
وقال الأمير تميم في بيان له لدى وصوله المملكة: "لا شك أن زيارتي هذه والوفد المرافق لي ستتيح لنا فرصة طيبة لتبادل الرأي والتشاور معا حول أهم قضايانا العربية والإسلامية، التي تتطلب منا تعزيز التعاون وتدعيم التنسيق بين بلدينا الشقيقين، لاسيما في هذه الظروف الدقيقة والتحديات الكبيرة التي تحيط بأمتنا العربية".
واعتبر رئيس تحرير صحيفة الرأي الأردنية (حكومية)، سمير الحياري في حديث لـ"عربي 21"، أن الزيارة تأتي "لحرص الأردن على علاقات ذات جدوة، كما أن قطر دولة فاعلة في مجلس التعاون الخليجي، وللأردن مصالح جيدة مع معها"، مشيرا إلى أن هناك حوالي 30 ألف أردني يعمل في قطر.
وأضاف أن من أهداف هذه الزيارة "تجسير الهوة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، فالأردن معروف بدوره الإيجابي لبلورة العلاقات العربية المشتركة، وإنهاء الخلافات، خاصة أن الأردن له علاقاته الحميمة مع الجانب القطري".
وقال مسؤول أردني رفيع المستوى إن قطر، من المرجح إنها ستفرج عن المنحة التي خصصتها قبل ثلاث سنوات تقريبا للأردن بمقدار 1.25 مليار دولار، ضمن مساهمتها في الصندوق الخليجي لدعم الأردن وبواقع 250 مليون دولار سنويا، والتي لم تسدد مساهمتها حتى الآن به، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول".
ووقع الأردن و قطر في سبتمبر/ أيول 2012، على الاتفاقية الإطارية المنظمة لمساهمة دولة قطر والبالغة 1.25 مليار دولار وبواقع 250 مليون دولار كل عام على مدار خمس سنوات.
ورجح المصدر -بحسب الوكالة- أن يتم بحث مسألة استيراد الأردن للغاز القطري بأسعار تفضيلية كبديل عن الغاز المصري المتوقف منذ تموز/ يوليو 2013، نتيجة لتفجير خط الغاز وعدم إصلاحه لهذه اللحظة.
ونقلت مواقع محلية عن مصدر سياسي مطلع في الأردن، قوله في وقت سابق، إن العاهل الأردني طلب دعما من الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الخلاف بين
السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر".
وأوضح أن "الخلاف السعودي القطري أزعج المسؤولين في القصر الملكي الأردني، ما دفعهم إلى البحث عن طرق لحل المشكلة، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه".
وأعلن كل من السعودية والإمارات والبحرين في 5 آذار/ مارس سحب سفرائها من قطر.
وفي بيان مشترك، برّرت هذه الدول خطوة سحب السفراء بعدم التزام قطر بالاتفاق المبرم في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وسبق أن شهدت الفترة الماضية احتقانا بين السعودية وقطر، بسبب موقفي البلدين المتباينين من الوضع الراهن في مصر، وفي علاقات قطر الجيدة مع الإخوان المسلمين، وأسهمت وساطة أمير الكويت، في عقد قمة ثلاثية بالرياض في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وساهمت القمة في تخفيف الاحتقان بين البلدين.