نفى جمال معروف، قائد جبهة ثوار
سوريا أن يكون قد انتفع من الحرب الدائرة في سورية، أو أن يكون جمع ثروة وسيارات لاستخدامه الخاص. واتهم في لقاء مع صحيفة "
ديلي تلغراف" معظم نقاده، وعدد منهم قادة فصائل أخرى، أنهم "جاؤوا للثورة متأخرين"، وأنهم من الذين يحاولون نشر أيديولوجيتهم الإسلامية التي تتناقض مع السياسة المعتدلة التي جعلته شخصية مقبولة من الخارج.
قال معروف "إذا اتهمتنا بأننا لصوص فإنك تتهم المقاتلين الذين بدأوا الثورة بالسرقة"، وأضاف أن هذا الكلام "عار على الثورة".
ويضيف أنه لم يجلس أبدا في حياته في سيارة "بي أم دبليو" كما يدعي الذين يتهمونه. وقال "لدي ثلاث زوجات و 13 ولدا ولا أملك سيارة، وحرق النظام بيتي بعد الثورة بسبعة أشهر، وأعيش اليوم في بيت للشبيحة سيطر عليه المقاتلون".
وحاز معروف على دعم من الغرب بعد تدهور الأوضاع العسكرية وتراجع قوة الجماعات الداعية للديمقراطية، والتي بدأت الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار
الأسد.
وفي الوقت الذي استطاع النظام خلال الستة أشهر الماضية تعزيز مواقعه بل والسيطرة على مواقع جديدة في القصير والقلمون، فإن مناطق المعارضة سقطت في يد الجهاديين أو تحولت إلى إمارات متنازعة.
ومع بداية محادثات جنيف-2 قررت الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا دعم قوة من المقاتلين عبرت عن استعدادها لمواجهة تأثير القاعدة في الشمال السوري. وجرى التعاون مع جمال معروف الذي كان يقود فصيلا في الثورة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب وهو "كتيبة شهداء سوريا". وتقول الصحيفة إن جمال معروف كان المرشح الجيد، وبغضون أسابيع جرت حملة علاقات عامة لتعزيز موقفه وترشيحه للعب دور من خلال صحافيين وسياسيين وعدد من شركات العلاقات العامة التي بدأت بتلميع صورته ولها صلة مع الخارجية البريطانية. وتقول الصحيفة إن تعزيز موقعه القيادي ودعم الغرب له جاء مقابل دعم معروف وفصيله محادثات جنيف-2.
وأكد معروف في أكثر من مناسبة أنه "مسلم جيد" لكن فهمه للدين لا يشمل على استخدام القوة أو تطبيق عقوبات صارمة مثل التي تقوم بها الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتضيف الصحيفة أن معروف والمقاتلين معه بدأوا معركة في كانون الثاني/ يناير الماضي، واستمرت حتى الأسبوع الحالي، واستطاعوا إخراج مقاتلي الدولة والجهاديين من منطقة إدلب، مما سمح للغرب ورعاة مؤتمر جنيف للقول إنهم عثروا على "الثورة" التي يمكنهم دعمها.
وتشير الصحيفة إلى أن اختيار معروف كقائد كان منذ البداية مثيرا للجدل. فقد اتهمته جماعات أخرى بتهريب النفط وتحقيق أرباح شخصية. واتهمه آخرون بمنع هجمات على قاعدة عسكرية في وادي الضيف لخشيته من توقف أموال الدعم السعودي.
واتهم حسن عبود قائد "كتائب أحرار الشام" مقاتلي معروف بقوله "ما هم إلا عصابة سرقوا من الثورة". ونقلت عن مسؤول بارز في فصيل منتم لجبهة ثوار سوريا وصفه لمعروف بأنه "قاطع طريق، وربما قائد قطاع الطرق".
واعترف معروف بأنه تلقى أربعة ملايين دولار من السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية، وحصل على مساعدات من الولايات المتحدة تم توزيعها من خلال المجلس العسكري للثوار. ويقول إن المعدات العسكرية التي لديه تتناقص رغم الوعود التي تلقاها قائلا "معظم الأسلحة التي نملكها هي تلك التي أخذناها من مخازن السلاح التابعة للنظام"، مؤكدا أن أسلحة لم تصل من دول الخليج رغم الحديث عن "حملة الربيع" التي قيل إنها ستبدأ قريبا.
وترى الصحيفة أنه مهما كان سجل معروف فيظل يمثل الأمل الأخير للغرب في سوريا.
رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا زار عشية مؤتمر جنيف-2 منطقة إدلب في زيارة وصفت بالرمزية، والتقطت صورة له مع معروف وهما محاطان بالحرس، واعتبرت الزيارة دعما من الجناح السياسي لجبهة ثوار سوريا ومعروف تحديدا.