يرى محللون عسكريون أن سقوط مدينة
يبرود في القلمون، الأحد، على أيدي
قوات النظام يعود بشكل رئيس لضعف الإمكانات العسكرية التي بحوزة المعارضة في المدينة، وعدم توحدها تحت قيادة واحدة.
وسيطرت قوات النظام المدعومة بعناصر مسلحة من
حزب الله اللبناني على مدينة يبرود في القلمون السوري في ريف دمشق، الأحد، بعد أكثر من شهر من المعارك مع قوات المعارضة المتمركزة في المدينة، حيث دخلت "حرب مدن" تمكنت بعدها قوات النظام المدعومة من عناصر حزب الله اللبناني من السيطرة على المدينة بعد محاصرتها.
من جهته، لم يبد المحلل العسكري اللواء المتقاعد الأردني، فايز الدويري لـ"عربي 21"، استغرابه من سيطرة النظام على المدينة، معتبرا أن "القراءات الأولية كانت تشير إلى ذلك، فيبرود وقعت تحت أيدي النظام منذ عدة أيام، واليوم كان إعلان السيطرة بشكل كامل وحقيقي على المدينة، حيث سيطرت قوات النظام المدعومة بحزب الله اللبناني على السواحل والمناطق الاستراتيجية المحيطة بيبرود السورية، وقد اعتمدت أسلوب التطويق وتجفيف مصادر القوة لدى المقاتلين من المعارضة داخل المدينة والقبض المتدرج على محيطها".
ويرى الدويري أن من أسباب سقوط المدينة عدم توحد مقاتلي المعارضة تحت قيادة واحدة، فهم غير متفاهمين وعملهم العسكري غير منسق، ولهذا بمجرد سيطرة قوات الأسد وحزب الله على يبرود يجري الحديث الآن عن انسحاب 1500 مقاتل من المعارضة، وفي المقابل نرى قوات مدربة وتحت قيادة مركزية وإمكانيات متميزة لدى الجيش السوري وقوات حزب الله المدربة جيدا.
وحول الأهمية الاستراتيجية لمدينة يبرود، أضاف أنه "لو تم الحفاظ على يبرود من قبل المعارضة لكانت نقطة ارتكاز مهمة للمناورات العسكرية ضد النظام، فيبرود تقع على الطريق الدولي المهم الذي يربط العاصمة دمشق وحمص والسواحل، عدا عن الجانب النفسي والرمزي، وتعد يبرود أيضا نقطة تواصل جغرافي مهمة من دمشق وحتى اللاذقية وكونها منطقة حدودية مع لبنان".
الأمر الذي وافقه الخبير الأمني والاستراتيجي العسكري المصري، اللواء عبد الحميد عمران، موضحا لـ"عربي 21" أن سيطرة قوات النظام على يبرود ستؤدي إلى وصول الإمدادات العسكرية للجيش السوري في الجبهات المغلقة، ما سيغير موازين القوى على الساحة العسكرية في المنطقة.
واعتبر أن موقف
المعارضة السورية أصبح حرجا في ظل عدم وقوف المجتمع الدولي إلى جانبها وإمدادها بالأسلحة المتوسطة والثقيلة حتى تستطيع مواجهة أسلحة النظام السوري.
ويعتقد اللواء عمران أن امتلاك المعارضة صواريخ مضادة للطائرات وأخرى متوسطة وقصيرة المدى، وإمدادها بالمساعدات اللازمة ما كان ليسمح لمقاتلي النظام حسم المعركة لصالحهم.
ولكن الدكتور عمران يرى أن "القصة ليست قصة مدينة، حيث سيستمر النظام على نهجه، وسيطرته على أي مدينة لا يعيده قبول الناس له أو تأييدهم فيها مهما قتل أو سيطر"، معتبرا أن "يبرود كانت بمثابة اختبار كبير للجيش الحر، تجعله يقف مع نفسه ويعيد ترتيب أوراقه".
ويقول عمران إن المعارضة الآن موقفها حرج لأنه لا يوجد من يساعدها من المجتمع الدولي، فالعالم ينظر إلى الشعب السوري وهو يقتل بلا حراك، فما يحدث الآن يصب في مصلحة إسرائيل بحيث تبقى المنطقة مستعرة كما يريدون، فهم لا يريدون أن تهدأ المنطقة ولذلك لا نرى دعما نوعيا دوليا للمعارضة السورية.
أما بالنسبة إلى حزب الله اللبناني فأهمية السيطرة على يبرود -بحسب دويري- أنه بذلك "يحمي لبنان، حيث يزعم بأن مصدر السيارات المفخخة التي تنفجر في لبنان هي مدينة يبرود".
وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" نقلت عن مصدر عسكري تابع للنظام، أن وحدات من الجيش السوري تقدمت داخل مدينة يبرود، ولفت إلى حدوث انهيار كبير في صفوف المعارضة المسلحة ومقتل وإصابة أعداد كبيرة منهم.
ومنذ أكثر من شهر، تشن قوات النظام السوري بدعم من مقاتلي حزب الله، حملة عسكرية واسعة على مدينة "يبرود" بمنطقة القلمون، التي يقطنها سكان مسلمون ومسيحيون، بغية استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة.
ومنطقة القلمون هي سلسلة جبلية تقع جنوب غربي
سوريا، وتسمى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشكل حداً فاصلاً بين لبنان وسوريا، وتضم من الجهة السورية عشرات المدن والبلدات، أبرزها: دير عطية ومعلولا والنبك ويبرود وغيرها.
يذكر أن حزب الله اللبناني يقاتل إلى جانب قوات النظام السوي في سوريا ضد مقاتلي المعارضة، في حين أدانت ذلك أطياف معارضة ودول عربية وغربية، كما طالبت أطراف سياسية في لبنان بسحب عناصر الحزب من سوريا، محذرة من مغبة ذلك على بلادهم، كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تورط الحزب في النزاع السوري، فيما يقول حزب الله إن مشاركته في القتال هناك يحصن لبنان من "الإرهابيين والتكفيريين".