فيما يعد تراجعاً عن روايتها الأصلية، رجحت مصادر عسكرية
إسرائيلية أن تكون الصواريخ التي ضبطها سلاح البحرية الإسرائيلي فجر الأربعاء قبالة ميناء "بور سودان" السوداني متجهة إلى
سيناء وليس إلى حركة حماس في قطاع
غزة.
وفي مقال نشره موقع "واي نت" الخميس، أوضح المعلق العسكري رون بن يشاي أن التقديرات العسكرية الإسرائيلية ترجح أن حمولة السفينة البنمية من الصواريخ كانت موجهة إلى جماعات داخل سيناء لاستخدامها في قصف إسرائيل في حال تعرضت
إيران لضربة إسرائيلية.
ونوه بن يشاي إلى أن الصواريخ التي كانت في طريقها لسيناء "كاسرة للتوازن"، مشيراً إلى أنه في حال تم استخدامها ضد "إسرائيل" فأنه سيكون من الصعب على المنظومات المضادة للصواريخ، سيما "القبة الحديدية" إسقاطها بسبب وزنها الكبير.
ويستدل من خلال التعليقات التي أدلت بها النخب الحاكمة في تل أبيب أن "إسرائيل" حرصت على توظيف ضبط السفينة لتعزيز خطها الدعائي ضد المشروع النووي الإيراني، ومحاولة اقناع الدول الكبرى بعدم إبداء أي مرونة في المفاوضات التي تدور حالياً في جنيف بين ممثليها وممثلي إيران بشأن الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي الإيراني.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" الخميس عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور حالياً واشنط قوله: "إيران التي تواصل الابتسام في الظاهر لدول العالم تواصل في السر أنشطتها العدائية، وترسل السلاح للمنظمات الإرهابية من أجل المس بمواطنين مدنيين عزل".
واعتبر نتنياهو أن ضبط الصواريخ يدلل على أنه يتوجب العمل على عدم السماح لإيران بالتحول لقوة نووية، ونحن سنواصل العمل من أجل حماية مواطني إسرائيل".
من ناحيته أوضح أمير أورن، المعلق العسكري لصحيفة هارتس أنه إذا كانت حمولة السلاح متجهة إلى قطاع غزة فإن ضبطها ومصادرتها سيحرر إسرائيل من الحاجة إلى شن حملات عسكرية ضد قطاع غزة.
وفي مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر الخميس أوضح أورن أن ضبط السفينة يدلل على الدور الكبير الذي بات يضطلع به سلاح البحرية في الجهد الحربي الإسرائيلي.
من ناحيتها أشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أن إسرائيل فشلت في توظيف ضبط السلاح للمس بمكانة إيران، بسبب اهتمام العالم بما يجري في أوكرانيا.
وفي تقرير نشرته الخميس، نوهت الصحيفة إلى أن نتنياهو توقع أن يوظف وسائل الإعلام الأمريكية في شن حملة دعائية قوية ومؤثرة على إيران وحماس إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية ظلت مشغولة بما يحدث في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
وحول طابع الصواريخ التي ضبطت نشر موقع "وللا" تقريراً زعم فيه أن الصواريخ من طراز "M-302" التي أنتجت في سوريا، تقوم على أساس تكنلوجية صينية، مشيراً إلى أن هذه الصواريخ تشبه إلى حد كبير الصواريخ التي أطلقت على حيفا خلال حرب لبنان الثانية 2006.
ونقل الموقع صباح اليوم الخميس عن طال عنبر، رئيس "مركز فيشر لأبحاث الفضاء" أن صاروخ" M-302"، بإمكانه إصابة أي منطقة مأهولة داخل "إسرائيل" محذراً من أنه قد يفضي إلى المس بحياة عدد كبير من الإسرائيليين.
زعيم المعارضة بإرتيريا: سفينة الأسلحة الإيرانية للحوثيين وليست لغزة
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن سفينة الأسلحة التي سيطر الاحتلال الإسرائيلي عليها في البحر الأحمر كانت متوجهة للحوثيين في اليمن، بحسب ما أورد موقع "قدس الإخبارية".
ونقلت الصحيفة عن زعيم المتمردين في إريتريا قوله: "إن السفينة التي تم احتجازها في البحر الأحمر كانت يجب أن ترسوا في ميناء إريتريا ومن ثم تتوجه إلى الحوثيين في اليمن".
كما نقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصدر في المعارضة الأريترية تأكيده أن سفينة الأسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن.
وقال المصدر الأريتري المعارض للصحيفة، إن السفينة ضبطت بالقرب من الساحل الأريتري قرب ميناء حسمت، مؤكدا أنها "لم تكن متجهة إلى غزة ولكن لمخازن أسلحة في أريتريا ثم إلى الحوثيين في اليمن".
وذكر المصدر "أنه على الرغم من أن العلاقات ممتازة بين إيران والنظام الأريتري، إلا أن العلاقات التي تربط أريتريا بإسرائيل لا تجعلها تغامر باستقبال سفينة إيرانية مرسلة بأسلحة إلى غزة".
وأضاف أن "العلاقات المتوترة بين إيران وحماس على خلفية الموقف من النظام السوري لا ترجح إرسال أسلحة إلى غزة من إيران"، وزاد أن الإعلان الإسرائيلي عن أن وجهة السفينة إلى غزة يأتي لغرض الضغط على إيران بشأن الملف النووي.
وختم المصدر تصريحاته بقوله "إن التعاون وثيق بين إسرائيل والنظام في أسمرا، وإن الإسرائيليين متواجدون في الجزر الأريترية في البحر الأحمر منذ زمن طويل، وهي مكان تخزين السلاح الإيراني"، حسب قوله.
وكانت مصادر صحافية كشفت سابقا وجود معسكرات يديرها الحرس الثوري الإيراني على الأراضي الأريترية لتدريب الحوثيين.