أقرت
إسرائيل أن مصالحها الاستراتيجية ستتضرر كثيرا في حال لم يتم وضع حد للأزمة الأوكرانية المتفاقمة، مشيرة إلى أن
إيران ستكون أكبر الرابحين منها.
وعلى الرغم من حرص قيادة إسرائيل على
الصمت وعدم إبداء موقف مما يحدث في أوكرانيا منذ تفجر
الأزمة، إلا أن وزير الشؤون الاستخبارية والعلاقات الدولية في الحكومة الإسرائيلية، يوفال شطاينتس، حذر في مقابلة له مع الإذاعة الإسرائيلية صباح الثلاثاء من أنه في حال لم يتم تطويق الأزمة المتفجرة بين روسيا من جهة والغرب فإن روسيا ستنسحب من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والغرب وبتحريض من إسرائيل والهادفة إلى إحباط المشروع النووي الإيراني.
وأضاف شطاينتس، الذي يرافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته الحالية لواشنطن، أن " ما يحدث خطير، هناك حاجة لتطويق الأزمة، لضمان استمرار روسيا في موقفها الداعم لتجريد إيران من قدراتها النووية، في حال تواصلت الأزمة، فإن موقف إيران في المفاوضات الجارية حاليا في جنيف للتوصل لاتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي سيتعزز، وسيؤدي الأمر إلى "حدوث تطرف على مواقف القيادة الإيرانية".
ونقلت الإذاعة عن محافل إسرائيلية رسمية قولها إن أي تحرك غربي لفرض عقوبات على روسيا سيؤدي تحديدا إلى دفع الرئيس الروسي بوتين إلى تحدي الغرب عبر تعزيز العلاقات مع طهران وتوفير البيئة التي تقلص من الضغوط الدولية على إيران والهادفة إلى إحباط مشروعها النووي.
وأشارت المحافل إلى أن ما أسمته بـ "تحالف المحاصرين"، الذي قد ينشأ بين طهران وموسكو سيوجد بيئة دولية حاضنة للمشروع النووي الإيراني، وسيقلص من فرص نجاح جهود إسرائيل والغرب في فرض عقوبات رادعة على الإيرانيين.
ونوهت المحافل إلى أن ما يفاقم المخاطر الاستراتيجية على إسرائيل هو أن الأزمة الأوكرانية تسهم في تقليص مكانة واشنطن كالقوة الأعظم في العالم، وهذا يفضي للمس بمصالح إسرائيل، مشيرة إلى أن كثيرا من الدول تتطوع لتقديم خدمات لإسرائيل على اعتبار أن لديها نفوذا لدى واشنطن.
وأشارت المحافل الإسرائيلية إلى أن قدرة إسرائيل على المناورة باتت محدودة جدا، مشيرة إلى أن "إسرائيل" ليس بإمكانها مواصلة تطوير العلاقات مع روسيا، في الوقت الذي يتخذ فيه الغرب إجراءات عقابية ضدها.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت النقاب، الأحد الماضي، عن أن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت طلبا من الحاخام الأكبر ليهود أوكرانيا للتدخل من أجل حماية اليهود الأوكرانيين الذين يتعرضون لاعتداءات على خلفية "لاسامية".
ونوهت الإذاعة إلى أن الحاخام توجه إلى كل من نتنياهو ووزير دفاعه موشيه بوغي يعلون، طلبا للحماية، إلا أن كلا منهما اختار تجاهل طلب الحاخام، وعدم الرد عليه.
ونقلت الإذاعة عن مصادر في ديوان نتنياهو قولها إنه يتوجب على الحاخام الأكبر في أوكرانيا أن يقنع اليهود بالهجرة إلى "إسرائيل"، بدلا من الدعوة للقيام بخطوة قد تؤثر سلبا على مصالح إسرائيل. الحيوية.