مصادر تحدثت عن تطور الأزمة لفرض عقوبات اقتصادية على قطر - أرشيفية
يبدو أن الخلافات الخليجية العميقة طفت على السطح بقرار المحور الثلاثي السعودي الإماراتي البحريني سحب سفرائه من العاصمة القطرية الدوحة.
ويظهر لعدد من المراقبين أن الأزمة الخليجية لن تقف عند حد سحب السفراء بل ربما تتطور لخطوات عقابية من جانب المثلث الخليجي المؤيد للانقلاب في مصر تجاه قطر الداعمة لانتخابات الشعب المصري التي جاءت بمرسي.
فقد اعتبر الكاتب عبد الوهاب بدرخان قرار سحب السفراء مؤشرا على قوة الخلافات في وجهات النظر في مجلس التعاون بين جناحين، تتزعم أحدهما السعودية، والآخر قطر منضمة لها سلطنة عمان.
وقال بدرخان لـ"عربي21" إن الموقف في مصر، ومن الإخوان تحديداً هو نقطة الخلاف "بسبب تخوف دول الخليج منهم".
وأشار بدرخان إلى تجاهل بيان مجلس الوزراء القطري لذكر الاتفاق الموقع بين دول الخليج، والذي تحدث عنه بيان سحب السفراء، مؤكداً أن الاختلاف بين الدول الثلاث وقطر على مدى تطبيق الاتفاق.
وحول الاتهامات الخليجية لقطر بدعم الحوثيين والإخوان قال بدرخان: "عندما يكون الاتهام أمنيا يجب أن يكون مصحوباً بدلائل وقرائن حقيقية" وأضاف: "يبدو أن تقارب قطر مع إيران أزعج السعودية والبحرين وهو الذي أشعل فتيل الأزمة". وأكد أن القرار "لن يؤثر على قطر على المستوى القريب".
من جانبه قال الكاتب عبدالباري عطوان على صفحته في الفيس بوك "إن تحديد مصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها موضع خلاف شديد بين قطر والمثلث الجديد المعارض لها، فبينما ترى الأولى، أي قطر، أن هذه المصالح هي في الوقوف ضد السلطات المصرية الحالية التي انتزعت الحكم من رئيس منتخب، يرى المثلث السعودي الإماراتي البحريني العكس تماما".
ولفت إلى أن المثلث المؤيد للانقلاب ضخ أكثر من عشرين مليار دولار لمساعدة مصر ما بعد حكم الإخوان المسلمين، وكان العاهل السعودي أول المهنئين للفريق أول عبد الفتاح السيسي، وبعد دقائق من عزل الرئيس مرسي.
واعتبر أن هذه الأزمة هي "الأخطر في تاريخ مجلس التعاون، وقد تؤسس لقيام الاتحاد الخليجي الفدرالي أو الكونفدرالي على أنقاض مجلس التعاون الحالي، وبداية الطلاق البائن بين الثلاثي السعودي الإماراتي البحريني وقطر، وربما سلطنة عمان أيضا".
وأشار إلى أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أطلق تصريحا لافتا للنظر عندما قال إن الاتحاد الخليجي "سيقوم" قبل انعقاد القمة الخليجية المقبلة في كانون الأول/ ديسمبر من هذا العام.
وقال عطوان إن شروط المثلث الخليجي قد تراها قطر "تعجيزية" ولا تستطيع تلبيتها لأن دعم حركة الإخوان سياسة استراتيجية تمتد جذورها لأكثر من عشرين عاما على الأقل ولا يمكن تغييرها بسهولة، ولأن حاكمها الفعلي أو "مرشدها الأعلى" الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، او "الأمير الوالد" حسب اللقب الرسمي، رجل يتسم بالعناد ومن الصعب أن يقدم تنازلات، ويرضخ لهذه المطالب.
وتحدث عن أن مصادر إعلامية سعودية موثوقة على صلة بالنظامين السعودي والإماراتي تحدثت عن عدة احتمالات وإجراءات من بينها إغلاق الحدود البرية مع دولة قطر، وكذلك الأجواء الجوية، وممارسة ضغوط وحصارات اقتصادية، في حال أصرت الأخيرة، أي قطر، على مواقفها، بل إنها تحدثت أيضا، أي تلك المصادر، عن إجراءات عسكرية.
وقال عطوان إنه "ليس من قبيل الصدفة أن الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين، التي سحبت السفراء كانت شريكة في مؤامرة عسكرية عام 1995 للإطاحة بوالد أمير قطر الحالي أي الشيخ حمد بن خليفة، وإعادة والده الشيخ خليفة المعزول في حينها إلى الحكم عبر تدخل عسكري، وليس صدفة أن الشيخ خليفة نقل مقره الرسمي إلى فندق الانتركونتيننتال في أبو ظبي، وليس صدفة للمرة الثانية أيضا أن ضباطا مصريين كانوا مشاركين بشكل مباشر في تنفيذ خطط التدخل هذه".
من جانبه قال رئيس شرطة دبي المثير للجدل ضاحي خلفان في "تويتر": "في مراحل النزاع تعتبر درجة سحب سفير درجة شديدة في التأزم.
وأضاف خلفان: "الدول الخليجية الثلاث استنفدت على ما يبدو كل السبل الممكنة لعلاج الموقف".
أما الكاتب الأردني ماهر أبو طير فقد أشار في مقالته على صحيفة الدستور الأردنية إلى أن ملف العلاقات القطرية الخليجية، والعلاقات القطرية العربية، قد يتفجر خلال القمة العربية المقررة هذا الشهر، وهذا يفسر من جهة أخرى توقيت إعلان سحب السفراء، والأرجح أنه يأتي في سياق تصعيد مدروس توطئة للقمة العربية.
الكاتب في "العرب القطرية" ياسر الزعاترة يؤكد بأن الخلاف إزاء مصر هو ما فجر الأزمة، ويرى بأن: "أولوية إيران التي يرفعونها شعارا (السعودية والإمارات والبحرين) ما تلبث أن تختفي حين يكون الخصم الآخر هو الثورات وربيع العرب أو الإسلاميين".
وشنت الصحف القطرية هجوما شديدا على خطوة المثلث الخليجي بسحب السفراء حيث قال الكاتب جابر الحرمي في صحيفة الشرق القطرية: "إن عبارة قطر تغرد خارج السرب.. مقولة باتت ممجوجة، نعم قطر لديها مواقفها التي تنطلق من مبادئها وقيمها، ولا يمكن أن تتزحزح عنها مهما واجهت من تكالب البعض عليها، وفي نفس الوقت قطر تلتزم وتحترم التزاماتها، حتى تلك التي تقولها شفاهة، فما بالكم بالمكتوبة".
أما صحيفة العرب القطرية، فأشارت في افتتاحيتها إلى أن "بعض الأشقاء في الخليج ما زال يعيش بعقلية الإملاءات، متناسيا أن قطر تنتهج سياسة مبدئية مستقلة وترفض التبعية لأحد".
واستعادت الصحيفة قول أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني "نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا ولا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهة ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيهنا".