لم يعد انتشار مراكز اللياقة البدنية والرياضة في الوطن العربي أمراً مستغرباً بعد أن غدت
السمنة المرض الأخطر الذي يعاني منه 50 % من سكان الوطن العربي بحسب مراقبين.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يزيد على 1.6 مليار شخص بالغ حول العالم يعانون من الوزن الزائد وثمة 400 مليون آخرون يعانون من السمنة، كما تشير المنظمة أيضاً إلى أنّ الرقم مرشح للتضاعف بحلول عام 2015.
الدكتور نعيم شلتوني اختصاصي الأمراض النسائية وخبير الاستشارات التربوية في الأردن أشار إلى أن أغلب الأسر العربية تتابع
الرياضة ولا تمارسها مشيراً إلى أن الثقافة الرياضية قد تكون شبه منعدمة في بعض الأسر.
وعن انتشار أندية اللياقة قال شلتوني لـ"عربي 21" إن مواطني الطبقة المتوسطة بدأوا بارتياد الأندية بعد أن كانت مقتصرة في السابق على النخب وأصحاب الدخل المرتفع مع الإشارة إلى الفارق بين مراكز النخب والمراكز العادية من حيث الأدوات والأجهزة أو طاقم الإشراف التدريبي والإرشاد الغذائي.
وعن دور الأسرة أكد خبير الاستشارات التربوية أن على الأهل مشاركة أبنائهم النشاط الرياضي في المنزل أو ارتياد المراكز الرياضية معهم مشيراً إلى أن أغلب الأمراض المنتشرة هي إما بسبب قلة الحركة أو سوء
التغذية.
مديرة مركز بايلاندو للّياقة في العاصمة الأردنية عمان رويدا مخامرة ترى في انتشار مراكز اللياقة السريع مؤخراً عاملاً إيجابياً كما رأت في إقبال السيدات عليها أمراً ممتازاً مشيرة إلى أن الكثيرين بدأوا بتشجيع زوجاتهم على ارتيادها.
وتقول مخامرة لـ"عربي 21" أن أغلب مرتادي المركز الذي تديره هم من ربات المنازل خصوصاً في الفترة الصباحية وطالبات الجامعات والموظفات في الفترة المسائية، في حين يتنوع مرتادو المركز بين من يعانين الوزن الزائد أو الأرق والتوتر ليجدن ضالتهن في المركز المخصص للسيدات فقط.
ترى عشتار ناصر من الأردن أن مراكز اللياقة مفيدة جداً خصوصاً للسيدات لكونها أكثر راحة وبإشراف مختصين لتعذر التحرك بحرية في المناطق المفتوحة.
وتروي عشتار تجربتها التي لم تكن بقدر توقعاتها لـ "عربي 21" حيث تخطط لتنتقل من أحد المراكز إلى آخر قد يكون أكثر تكلفة إلا أنها مضطرة لذلك قائلة: "لم أجد أي نوع من أنواع المتابعة"،"تأتي المشرفة لتأخذ الوزن وترشدك إلى الآلات وتختفي، لا يوجد خصومات في النوادي المعروفة لكنني مضطرة للتسجيل فيها".
أما الأردنية إيمان جود فقالت لـ"عربي 21" أنها تنقلت بين مركزين للّياقة كان الوضع فيها "مأساوياً" بسبب عدم الإشراف والافتقار للنظافة فيما لم تؤكد أو تنفي نيتها للتسجيل في نادٍ آخر.
وفي زحمة مراكز اللياقة وتكاليف الأجهزة الرياضية المنزلية تبقى رياضة المشي بحسب مختصين الخيار الأفضل للكثيرين، فهي لا تحتاج لأكثر من حذاء مريح وملابس رياضية وعشر دقائق قد تقي من أمراض القلب والأوعية الدموية وتقضي على السمنة والوزن الزائد.
وما قد يثير الدهشة هو أن 65 % من سكان العالم يعيشون في بلدان يقتل فيها فرط الوزن والسمنة أضعاف ما يتسبّب فيه نقص الوزن من وفيات بحسب منظمة الصحة العالمية.