جاء
تفجير الحافلة السياحية فى
طابا الأحد الماضي، بمثابة ضربة قاصمة للاقتصاد
المصري المنهك بما فيه الكفاية، وكان في أشد الإحتياج لعودة السياح إلى البلاد حتى يتعافى مرة أخرى.
وقال وزير
السياحة هشام زعزوع: "إن التفجير يشكل لطمة عنيفة للقطاع، الذي كان بالكاد قد بدأ في إلتقاط أنفاسه".
وأضاف, خلال مداخلة هاتفية لقناة "الحياة" الثلاثاء: "الحادث سيؤثر بشدة على السياحة، لاسيما وأن القاهرة نفسها أصبحت مقصدا غير آمن للسياح، بينما كانت سيناء مكانهم المفضل".
وأسفر
هجوم إنتحاري استهدف حافلة سياحية بالقرب من منفذ طابا الحدودي بين مصر وإسرائيل، عن مصرع أربعة أشخاص بينهم ثلاثة سياح كوريين وإصابة 14 آخرين.
وكشف مجدى صالح رئيس غرفة شركات السياحة بالأحمر الأحمر "أنه بعد استقرار الحركة السياحية بجنوب سيناء، وتجاوز الإقبال نسبة 60%، أتى هذا الحادث ليعيد البلاد ثلاث سنوات للوراء"، على حد قوله.
وقالت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية: "إن الحادث يعتبر "كارثة سياحية" كبرى لمصر، جاءت في وقت حرج جدا سياسيا واقتصاديا، حيث تزداد الأوضاع في مصر سوءا بعد الإنقلاب".
تحذيرات وإلغاء رحلات
وأكد حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية الثلاثاء "أن الآثار السلبية لحادث طابا بدأت تظهر بالفعل".
وفي اليوم التالي للحادث، نصحت وزارة السياحة الروسية، السياح الروس المتواجدين فى مصر بعدم مغادرة المنتجعات السياحية، وتوخى الحذر وتجنب زيارة المدن الكبيرة، وقالت: "إن خطر العمليات الإرهابية والإجرامية ارتفع جدا في تلك المناطق".
وقامت الخارجية الألمانية بتحذير رعاياها من زيارة مصر، خوفا من تعرضهم لهجمات مماثلة، كما نصحت الخارجية الفرنسية رعاياها فى مصر إلى اتباع البيانات والإجراءات الأمنية المدرجة عبر بوابة "إرشادات السفر" الإلكترونية التابعة للوزارة.
وطالبت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، من مواطنيها مغادرة سيناء على الفور، وألغت شركات السياحة الكورية الجنوبية رحلاتها إلى مصر، وقالت إن عملاءها الراغبين في زيارة الشرق الأوسط سيكتفون بالذهاب إلى الأردن وإسرائيل.
ويوم الجمعة الماضي، عادت 27 دولة أجنبية من جديد إلى وضع مصر على قوائم الحظر بعد الانفجارات الأخيرة، التي شهدتها العاصمة منذ عدة أسابيع ماضية، واعتبرتها منطقة شديدة الخطورة.
مهلة للمغادرة
وحذرت "جماعة أنصار
بيت المقدس"، السياح في مصر من البقاء في البلاد بعد يوم الخميس المقبل، وهددت بمهاجمة أي سائح يبقى بعد انتهاء هذه المهلة.
وأطلقت الجماعة هذا التهديد من خلال حساب تابع لها على موقع تويتر، معلنة مسؤوليتها عن الهجوم الأخير.
وبعد تفجير طابا، التي تقع في محافظة جنوب سيناء وتضم شرم الشيخ ونوبيع ودهب وسانت كاترين، لم يتبق من المناطق السياحية في مصر، سوى البحر الأحمر التي تعد آمنة نسبيا، ولم تشهد اضطرابات سياسية أو تهديدات أمنية.
ويعد هذا الهجوم الأول ضد الأجانب فى مصر، منذ ثورة يناير التى أطاحت بالرئيس حسنى مبارك فى فبراير 2011، حيث كان آخر "هجوم إرهابى" يستهدف الأجانب فى مصر يوم 22 فبراير 2009.
وتسببت التوترات السياسية وأعمال العنف فى مصر، منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن، إلى انخفاض عدد السياح القادمين بشكل هائل.
حرب عصابات
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن مصدر أمني قوله: "إن الجماعات المتشددة في سيناء، وعلى رأسها "أنصار بيت المقدس"، ستستهدف تدمير السياحة في جنوب سيناء بالكامل، مستغلة مناطق الجبال الوعرة التي تحيط بها.
وأكد أن تفجير طابا كان إشارة البدء لاستئناف الهجمات على السياح في المناطق السياحة الأشهر، مثل شرم الشيخ ودهب ونويبع، لإجبار الدول الأجنبية على منع رعاياها من زيارة مصر.
وقالت وكالة رويترز: "إن تفجير طابا يمثل تحولا استراتيجيا نحو الاهداف السهلة، قد يلحق مزيدا من الضرر باقتصاد البلاد المنهك بما فيه الكفاية، حيث اختار المهاجمون منطقة عمليتهم بدهاء، فهي منطقة عازلة ضعيفة الحراسة تقع في جنوب سيناء بين مصر وإسرائيل.
ورغم أن الخسائر في الأرواح قليلة نسبيا، يعلم المتشددون أن اللقطات التلفزيونية للحافلة ستساهم في إحجام السياح عن القدوم إلى البلاد، وتلحق مزيدا من الضرر بالسياحة التي تعد حيوية لاقتصادها.
وتمثل السياحة أكثر من عشرة في المئة من الناتج الاجمالي المحلي المصري قبل ثورة يناير.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "إن الهجمات المسلحة التي اقتصرت في السابق على قوات الجيش والشرطة، تحولت مع تزايد الحملة الأمنية ضد المتشددين، لتضرب في كل الاتجاهات وتطول المدنيين والأجانب، ليصبح الوضع في مصر الآن أشبه بـ"حرب عصابات".