انتقد
ناثان براون استاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن، والباحث في وقفية كارنيجي للسلام، ما يواجهه
عمرو حمزاوي وعماد شاهين من قضايا مسيسة بعد الانقلاب ودافع عنهما حيث أنهما صديقين مقربين له.
وفي مقاله الأخير بمجلة "نيو ريبابليك"، سخر براون من التهم الموجهه إلى حمزاوي قائلا: "اذا تم تجريم حمزاوي فربما يساعد ذلك على حل أزمة البطالة في
مصر، حيث ستسجن مصر نصف الشعب كي يستطيع النصف الآخر ايجاد فرص عمل".
كما استبعد الكاتب أن تكون شخصية متواضعة ومحبوبة بين الطلاب، مثل الاستاذ الجامعي
عماد شاهين، متورط في قضية تخابر متهم فيها أيضا رئيس الجمهورية السابق محمد مرسي.
ووصف الباحث حمزاوي وشاهين قائلا: "إنهما ليس لديهما أية أسرار، وأنهما يعبران عن آرائهما بكل وضوح سواء كتابة أو قولا، والاثنان أكاديميان، ولكنهما أيضا انتقدا النظام السياسي في مصر، منذ عصر مبارك.
ويصف براون حمزاوي وشاهين قائلا: "إنهما من الشخصيات التوافقية في مصر، على الرغم من ميل كلا منهما إلى تيار سياسي معين، (حمزاوي إلى الليبرالية وشاهين إلى الإسلام السياسي)، وعلى الرغم من النتقادهما للأنظمة السياسية الثلاثة التي مرت بمصر منذ مبارك (مبارك والعسكر ومرسي)، إلا أنهما لم يخرقا القانون تحت أي ظرف.
ويعلق براون على استهداف حمزاوي وشاهين، بالرغم من مواقفهما التوافقية قائلا: "إن مصر على أعتاب فترة أشد قساوة من جميع ما سبق، حيث لا تطيق الفئة
الدكتاتورية الحاكمة أي نقد كان.
ولكنه يستطرد قائلا: "إن مشكلة مصر لم تعد متمثلة في شخص مستبد واحد، ولكنها مجموعة من المؤسسات الدكتاتورية، التي يتماهى معها المجتمع.
ويستشهد براون بالرئيس المؤقت عدلي منصور قائلا: "إنه ليس شبيه لموسوليني وعبد الفتاح السيسي، لا يبدو أنه قادر على إدارة التفاصيل الدقيقة داخل مؤسسات الدولة.
ولكن المشكلة الآن تكمن في العاملين بمؤسسات الدولة، الذين قضوا أعواما تحت حكم مبارك الفاسد، وأصبحوا الآن أحرارا للقيام بما يريدونه، وكل منهم لديه شعور بالرغبة في الانتقام.
فمؤسسة القضاء على سبيل المثال، قد تأقلمت على نظام مبارك، وكذلك نجت من محاولات تطهير على يد مرسي، ولكنها الآن تشعر بالحرية والرغبة في الانتقام.
أما عن المؤسسة الأمنية، فهي تعتير الفترة الحالية وقت الثأر، فهذه المؤسسات (الشرطة والمخابرات) تستطيع التحرك بحصانة ضد كل من انتقدهم في السابق، وهذا يشمل تقديم بلاغات ملفقة وتقارير مبالغ فيها للإعلام، وخطاب المؤسسة الامنية يشير أحيانا كثيرة إلى وجود تهديدات داخلية وخارجية، ضد مصر بسبب جماعة إرهابية تسعى إلى تقسيم المجتمع.
ويعتقد براون أن ما يدفع تلك المؤسسات إلى التمادي في القمع، ليس فقط انعدام سيادة القانون، ولكن أيضا المناخ الشعبي المؤيد لذلك و الذي ربما يرى في حمزاوي وشاهين تهديدا للأمن القومي المصري.
ويختم الباحث قائلا: "إن بعض المشاركين في ثورة يناير، والداعمين لانقلاب يوليو، يؤيدون الوضع الاستبدادي الحالي في مصر، "فالمشكلة في الثورة المصرية ليس أنها تأكل أبناءها ولكن أبناؤها يفترسونها".