"ويكيليكس البغدادي": تسريب أم اختراق؟

ينشط حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في كشف ما يقول إنها حقائق عن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) منذ نشأته في العراق ثم امتداده إلى سورية.

ويتناول الحساب "ويكيليكس البغدادي" (@wikibaghdady) الذي أطلق أول تغريدة له 10 كانون الأول/ ديسمبر الماضي؛ التنظيم منذ إنشائه على يد أبو عمر البغدادي ثم تولي أبي بكر البغدادي من بعده.

ويصف الحساب نفسه بأنه "حساب يهتم بأسرار وخفايا تنظيم داعش (دولة العراق والشام) وكيف تتم إدارتها من الداخل".

وفي قسم كبير من تغريداته ركز الحساب على شخص اسمه العقيد حجي بكر. ويقول إن حجي هو ضابط سابق في الجيش العراقي برتبة عقيد وأنه أصبح العقل المدبر للتنظيم بعد انضمامه إليه. لكن لاحقا كتب الحساب أن حجي بكر قُتل، وأن أبو أيمن العراقي (والي الساحل) بدأ يحتل مكانه.

وكان اسم حجي بكر قد ذُكر أيضا على لسان الشيخ السوري عدنان العرعور الذي قال إن "داعش" تدار من أجهزة المخابرات، وخصوصا العراقية. كما ورد أيضا اسم أبو أيمن العراقي المتهم بقتل عدد من قادة الجيش الحر.

 كما يتحدث الحساب عن شخصيات في التنظيم، لكنه يوضح أن الحلقة الضيقة المحيطة بالبغدادي كلها من العراقيين. في حين أنه بعد الانتقال إلى سورية بدأت تبرز شخصيات مثل السعودي عمر القحطاني أو عمرو العبسي (أبو الاثير السوري).

ويسرد الحساب عبر سلسلة من التغريدات على دفعات؛ رحلة التنظيم من العراق إلى سورية، وعلاقة "داعش" بجبهة النصر وزعيمها أبو محمد الجولاني، والصراع بينهما. كما يتناول عمليات تصفية وملاحقة خصومه والمنشقين عنه.

وقد نشر الحساب حتى الآن 17 مجموعة من التغريدات، كل مجموعة تتكون من نحو 50 تغريدة.

ولكن من يقف وراء هذا الحساب؟ لم يستطع أحد أن يجيب على وجه الدقة عن هذا السؤال. ولكن الشيخ السعودي محمد المسعري يعتبر أن غالبية المعلومات التي يوردها هذا الحساب صحيحة وتتطابق مع ما ورد من مصادر أخرى.

ووصف المسعري في تسجيل مصور نشر على يوتيوب؛ ما ينشره الحساب بأنه "تسريبات عن دولة البغدادي وكيف نشأت بتفاصيل مدهشة".

وقال المسعري المقيم في لندن: "لا يستطيع الإنسان إلا أن يقول إما أنها معلومات مخترعة لا أساس لها في العالم، وهذا يحتاج لخيال مبدع وفظيع لا يتصوره عقل، أو أن أكثرها حق"، مضيفا: "الذي يجعل الجانب الثاني هو المرجح أن أكثر التفاصيل الذي ذكرها (الحساب) ما عدا التفاصيل الخاصة جدا؛ مطابقة لما علمناه من مصادر عراقية ومصادر شامية أخرى وسبق أن أعلّناه".

وأوضح المسعري أن المعلومات التي يوردها "ويكيليكس البغدادي" تتميز "بتطابقها مع مصادر متعددة، وتميزها بالدقة وانطباقها على وقائع، وكشفها لأمور وأحداث لم نكن نفهمها في الماضي كيف هي يدل على أن الرجل صادق".

وألمح المسعري إلى أن صاحب الحساب ربما يكون شخصا من داخل التنظيم أو كان فيه. وقال إنه ربما تكون بعض المعلومات "غير دقيقة.. هذا وارد"، وهذا يعود - بحسب المسعري - إلى أن "الرجل لم يكن في كل مكان بل يعتمد على الأماكن التي كان فيها"، أو "يعتمد على ما يعرفه من الثقات والمطلعين على الأمور.. وهؤلاء قد يصيبون وقد يخطئون.. وقد يوجد فيهم بعض الكذابين.. هذا وارد جدا".

من جهته، وصف الباحث محمد أبو رمان قضية هذا الحساب بأنها "أمر محيّر". وأضاف: "لا يمكن استبعاد أيد استخباراتية من الأمر، مع وجود قدرة "غير محددة" في صيغتها ونوعيتها على اختراق داعش، إما عبر التجسس أو عبر أشخاص معينين".