نسبت صحيفة هآرتس إلى ما أسمته بالمصدر الأردني المقرب قوله"مرة اخرى بدأوا يتحدثون في الأردن عن الخوف من
الوطن البديل وأن يصبح
الاردن الدولة الفلسطينية".
وأشار الكاتب في هآرتس تسفي برئيل في مقالته المنشورة في "هآرتس"، الأحد، إلى لقاءٍ جمع بين رئيس الوزراء الاردني الأسبق، زيد الرفاعي، مع مجموعة من كبار السياسيين. ونسب الكاتب إلى الرفاعي قوله إنّ "المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين لن تعطي ثماراً واستقبل الحاضرون كلامه بالرضا.
من جانبها مارست قيادات سياسية فاعلة ممّن "تنصت لهم أذن الملك" ضغوطاً من أجل "اتخاذ سياسة فاعلة في المحادثات الجارية بين
إسرائيل والفلسطينيين" وفقاً لبرئيل.
فيما جرى الحديث بحسب الكاتب عن مخاوف أردنية من "ألا يصمد الفلسطينيون أمام الضغط الامريكي فيقدموا تنازلات تأتي على حساب الاردن".
وأكد برئيل أنّ مصدر القلق الاردني يكمن "في مسألة اللاجئين، أو الأدق، في مكانة نحو مليوني لاجيء فلسطيني يحمل معظمهم هوية اردنية، آلاف اللاجئين الذين يحملون جوازات سفر اردنية ولكنهم ليسوا مواطنين، ولاجئين من غزة لا يحملون هويات".
ونسب الكاتب إلى المصدر إياه قوله "بحسب المعلومات التي لدينا، تقترح الولايات المتحدة تعويض الاردن عن "فترة الاستضافة" التي مكث فيها اللاجئون في الاردن منذ 1948 شريطة أن يبقى هؤلاء اللاجئون في الاردن وألا يطالبوا بالتعويض".
وأضاف المصدر "اذا كان ثمة بالفعل اقتراح كهذا، واذا ما أُخذ به، فمعناه هزة عميقة للميزان الديمغرافي في الاردن، وعمليا، فقدان هويتنا الاردنية"، على حد تعبيره.
وأشار الكاتب إلى أنّ مجلساً خاصاً في الأردن أقيم بسبب هذه المخاوف يضم الى جانب السياسيين الكبار رئيس المخابرات، فيصل الشوبكي، رئيس مكتب الملك عماد الفاخوري، رئيس البرلمان ورئيس مجلس الأعيان. ويفترض بهذا المجلس أن يصيغ موقف الاردن ومطالبه ويعرضها على وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
ونوّه إلى "القلق الاردني الذي ترافق وتلميحات علنية في أن محمود عباس يدير قناة محادثات سرية مع الامريكيين من خلف ظهر الاردن، دفعت عباس لأن يبعث بعباس زكي، المسؤول عن الملف العربي في م.ت.ف الى لقاءات تهدئة مع الروابدة والبخيت للتأكيد لهما أن ليس هناك أي قناة سرية وأن كل اتفاق يتحقق لن يكون على حساب الاردن".
وشكك برئيل بإمكانية نجاح المحادثات في تهدئة قيادة الحكم في الاردن.
وبحسب الكاتب حذر رئيس الوزرء الاردني الأسبق معروف البخيت من أن يضطر الفلسطينيون للخضوع للضغوط ولا سيما في مسألة اللاجيئين. وأبدى مخاوف الاردن من الفاتورة السياسية التي ستعرض عليه. فمع أن الاردن يؤيد حل الدولتين ولكنه لن يؤيد بأي حال أن يكون هو واحدة منهما.
وختم برئيل بالإشارة إلى رفض الاردن أن تحتفظ قوات اسرائيلية أو امريكية بغور الاردن، ولكنه قلق ايضا من أن تحتفظ قوات فلسطينية وحدها بالحدود. وقد اقترح الاردن في حينه شراكة قوات فلسطينية واردنية تقوم بأعمال الدورية على جانبي الحدود وتستعين بتكنولوجيا امريكية.
وشدّد على أنّ هذا "الاقتراح غير مقبول من اسرائيل التي تطالب بأن تحتفظ لنفسها بالغور بل وربما ضمه".
ولكن على حد قول مصادر الصحيفة في الاردن، فإن مسألة الغور هي "فنية في جوهرها، ومن السابق لأوانه البحث فيها ولا سيما على خلفية مشروع القانون الاسرائيلي لضم الغور، المشروع الذي اذا ما أُقر فانه بكل الاحوال سيقوض المفاوضات".