نقلت صحيفة "إندبندنت" عن مسؤول في منظمة العفو الدولية "أمنستي إنترناشونال" قوله إن "الأرقام المتوفرة لدينا تشير إلى أن هناك وفاة يومية" لأشخاص في
مخيم اليرموك للاجئين .
وجاء تعليقه ضمن تغطية موسعة لقصة وفاة الطفلة إسراء المصري التي توفيت بسبب الجوع وسوء التغذية التي سببها
حصار عام كامل لأكبر مخيم فلسطيني في سورية. وقالت في تحقيقها تحت عنوان "أبرياء وجوعى على حافة الموت: ضحية واحدة من الحصار الذي يخجل سورية".
وقال الصحيفة إن هناك 18 ألف لاجيء فلسطيني محاصرون منذ أشهر مغلقة عليهم الابواب في المخيم الذي لا يبعد سوى أميال عن العاصمة دمشق. وهؤلاء هم من تبقوا من 160 الفا من سكانه الذين كانوا يعيشون فيه قبل الإنتفاضة عام 2011.
وأضافت أن إسراء المصري خسرت صراعها مع الحياة وتوقف قلبها عن النبض، لكنها تركت وراءها صورتها التي تحولت لرمز عن "كابوس مرعب"، فإسراء بوجهها المتعب هي حكاية آلاف الفلسطينيين العالقين ممن يتضورون جوعا في مخيم اليرموك.
وتشير الصحيفة إلى أنه وبعد دخول المسلحين إلى المخيم في كانون الأول/ ديسمبر 2012، حاصر الجيش السوري المخيم وقطع عنه المساعدات، ورفض السماح لقوافل المساعدات الإنسانية الدخول اليه وترك السكان يبحثون عنه الطعام من أي مصدر، وباتوا يأكلون طعام الحيوانات والأعشاب.
ويقول التقرير إن النساء أصبحن هدفا لرصاص القناصة وهنّ يجمعن الأعشاب وجذور النباتات لإطعام أبنائهن.
وتعتبر إسراء واحدة من 50 شخصا ماتوا لأسباب تتعلق بالحصار والمرض والجوع منذ تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
ويقول قيس سعيد "الناس يأكلون الحشائش وبدأوا يتناولون القطط والكلاب كوجبات عادية". وتشير الصحيفة إلى أن الجماعات الفلسطينية الموالية للأسد تلقي اللوم على 2500 مسلح دخلوا المخيم. وتقول إن إمام جامع فلسطين في المخيم الشيخ محمد أبو خير أصدر العام الماضي فتوى حلل فيها تناول القطط والكلاب بعد وفاة أربعة اشخاص بسبب سوء التغذية، وقد ارتفع العدد الآن إلى خمسين حالة.
وبحسب شهادة ممرضة عاملة في المخيم قالت إن عدة نسوة تعرضن للموت بسب رصاص القناصة "كل يوم نستقبل أربع حالات مصابة جراء رصاص القناصة الذين يستهدفون النسوة وهن يجمعن ما يتوفر في الأرض من حشائش". وتقول النسوة إنهن يفضلن تعريض حياتهن للخطر لإنقاذ حياة أبنائهن".
وتقول الصحيفة إن المخيم تحول إلى كتل من الأنقاض وهو صورة مؤسفة عن حالته الأولى، فقد بني عام 1957 لاستيعاب الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من بلادهم بعد نكبة عام 1948، وبمرور الوقت تحول المخيم لحي شعبي للفلسطينيين والسوريين، ولكنه اليوم في حالة يرثى لها مقارنة مع المطاعم المفتوحة والحياة العادية في وسط دمشق.
ونقلت وكالة أنباء أسوشيتدس برس عن أم حسن قولها "لم يعد هناك سكان في مخيم اليرموك، فقط هياكل عظمية ووجوها هزيلة".
وكان المتحدث باسم الأونروا كيس غانيس قال إن السكان في المخيم بمن فيهم الأطفال الصغار يعتمدون في طعامهم على الخضار الذابل والأعشاب، وصلصة البندورة وطعام الحيوانات.
.وبالإضافة إلى ذلك يعاني المخيم من انقطاع دائم للكهرباء ونقص المياه. كل هذا في وقت الشتاء مما اضطر بعض العائلات إلى حرق أثاث البيوت من أجل توفير التدفئة.
وبسبب انقطاع الكهرباء تأثر عمل المستشفى الوحيد في المخيم الذي لا يزال يستقبل المرضى، وأدى غياب العناية الطبية إلى وفاة نساء أثناء الولادة. وأدى سوء التغذية خاصة بين الأطفال إلى انتشار أمراض مثل فقر الدم ونقص البروتين والشلل.
وأشارت الصحيفة إلى شجب الحكومة البريطانية موقف الحكومة السورية ومنعها المتعمد لدخول المواد الإنسانية. وقالت الصحيفة إن المخيم قد تعرض لقصف بالبراميل المتفجرة في الأيام الماضية، مما دفع ألف شخص من السكان إلى الهرب تجاه البوابة الشمالية، لكن قناصة النظام اطلقوا النار عليهم ومنعوهم من الخروج.