كتب مايكل ماغو وهو أحد كتاب التحرير في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" عن الكيفية التي أثر فيها حلم بوش لنشر الديموقراطية في الشرق الأوسط على مسيحيي الشرق عموما، وعلى المسيحيين في
العراق بشكل خاص. ويقول الكاتب "واحد من الآثار غير المتوقعة والمثيرة للحزن لغزو العراق هي عمليات تراجع عدد مسيحيي البلد بشكل متزايد، وهو البلد الذي توجد فيه كنائس تعود لأيام المسيحية الأولى".
ويتحدث الكاتب عن التفجير الذي نفذ يوم عيد الميلاد في بغداد مشيرا لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز" التي "لاحظت أن عدد المسيحيين في العراق قبل الغزو عام 2003 كان مليون ونصف ولكن العدد تناقص للنصف" منذ ذلك.
ويضيف الكاتب إن "الرئيس بوش ربما لم ينتبه لنزيف السكاني المسيحي (وهو الرئيس الذي للمفارقة اتهم من قبل المسلمين بشن حملة صليبية على المنطقة)، ولكن الفكرة كانت في ذهن البابا يوحنا بولص الثاني؛ "فذلك البابا لم يكن متحمسا لحرب الولايات المتحدة ضد
صدام حسين، الذي أعطى مثل بقية الديكتاتوريين العرب، كالأسد في سورية، ومبارك في مصرـ نوعا من الحماية والشرعية للمسيحيين".
ويقول مايكل ماغو أنه زار مصر في التسعينات من القرن الماضي وأنه دهش أثناء هذه الزيارة من عدد الصور المعلقة لمبارك في الكنائس.
ولهذا السبب، يضيف الكاتب، "لم تكن من قبيل الصدفة دعوة البابا فرانسيس الأول للصلاة من أجل السلام عندما بدا وكأن الولايات المتحدة عازمة على ضرب سورية ومعاقبة
بشار الأسد على استخدامه السلاح الكيماوي، وبلا شك كان البابا يشعر بالرعب من إمكانية خسارة الأرواح بسبب العملية، ولكن من المحتمل أن دبلوماسيي الفاتيكان قد أخبروه أن حياة المسيحيين في مرحلة ما بعد الأسد ستكون كابوسا من التمييز والإقتلاع".
ويضيف الكاتب "ليس كل المسيحيين في الشرق يدعمون الأنظمة الديكتاتورية، فقد انضم بعض الأقباط إلى المسلمين والعلمانيين الذين يعارضون مبارك وطالبوا بالديمقراطية. ولكن في الأعم الأغلب فضل المسيحيون قادة شموليين وشبه علمانيين مثل صدام حسين والأسد على أنظمة ديمقراطية يحكم فيها الإسلام السياسي ويتعرض فيها المسيحيون للتهميش".
ويقول "هل هناك من أحد يعتقد أننا مخطئون"؟
و "من المفارقة أن الكثير من الأمريكيين الذي يشتكون من "لحرب على المسيحيين" في الشرق الأوسط كانوا أول من دعم غزو بوش للعراق وكانوا أول من يدعو لعمل عسكري للإطاحة بالأسد".