اتهم رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى
ميشال دجوتوديا، الرئيس المخلوع
فرانسوا بوزيزيه بتمويل مليشيات الدفاع الذاتي المعروفة باسم "مناهضو -
بالاكا" التي يلقي عليها باللائمة في قتل مئات المسلمين في البلاد المضطربة.
فيما أعرب رغبته في التفاوض مع تلك المليشيات من أجل استعادة السلام والتعايش في البلاد.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء نيكولا تيانجاي، مساء الثلاثاء، قال الرئيس: "بوزيزيه يداه ملطختان بالدماء، لأنه كان يقوم بتمويل ‘مناهضو-بالاكا‘ الذين قتلوا المئات من المسلمين في هذه البلاد".
وأضاف "أنا أعرف الكثير من الأشخاص الذين كانوا يذهبون إلى البنك لسحب مبالغ ضخمة من المال أرسلت لهم من جانب بوزيزيه من فرنسا، لشراء السواطير وغيرها من الأسلحة لـ‘مناهضو-بالاكا‘".
ونصح "أولئك الذين يتلقون الأموال من بوزيزيه بالتوقف، وإلا سيتم القبض عليهم و محاكمتهم"، محذرا من أن "المخابرات تتعقب كل هؤلاء الذين يتلقون أموالا لزعزعة استقرار بلدنا".
وأضاف مهددا "إذا لم تتوقفوا الآن سنقوم باعتقالكم".
واتهم الزعيم الحالي للبلاد الرئيس الذي تمت الإطاحة به بالفشل، قائلا: " بوزيزيه لم يفعل شيئا رغم أنه ظل في السلطة طيلة 10 أعوام".
وأضاف الرئيس في المؤتمر الصحفي الذي حضره 10 وزراء إلى جانب ممثلين عن الطائفتين المسيحية والإسلامية "كل ما لدينا هي الطرق السيئة والمستشفيات غير المجهزة، ونظام تعليم فقير".
وأشار إلى أنه "عندما هرب بوزيزيه من البلاد، قال لوسائل الإعلام الفرنسية أنه سيعود إلى السلطة من خلال القتال".
ونصح دجوتوديا سلفه بـ"التركيز على العيش في سلام في المنفى وترك شؤون أفريقيا الوسطى إلى الإدارة الحالية".
لكنه أعرب عن رغبته في التفاوض مع المليشيات المسيحية من أجل استعادة السلام والتعايش في البلاد، قائلا: "نريد حوارا الآن لإنهاء هذه الأزمة، ثم البدء في عملية المصالحة".
وتوعد بمعاقبة السياسي المسلم والرفيق المتمرد السابق الذي هدد بتقسيم البلاد على أسس دينية، قائلا:"لن أترك أباكار سابون ينجو من العقاب لإطلاق مثل هذه التصريحات حول رغبته في تقسيم بلادنا".
وهدد زعيم الجماعة المتمردة السابقة، "حركة محررو أفريقيا الوسطى من أجل العدالة"، وزير السياحة السابق أباكار سابون، بأنه "ما لم تتوقف فرنسا عن دعم ميليشيات "مناهضو بالاكا"، سيشنون تمردا ضد الفرنسيين، ويقسمون أفريقيا الوسطى إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي".
وقال سابون إنه يتحدث نيابة عن مسلمي أفريقيا الوسطى، وكذلك بالنيابة عن "جنود سيلكا" الإسلامية السابقين، الذين، حسبما ذكر، سمحوا له بالتحدث نيابة عنهم، بينما كان يحيط به اثنين من الممثلين العسكريين لمقاتلي "سيلكا" السابقين، واثنين من زعماء الطائفة الإسلامية.
ومن جانبه، انتقد رئيس الوزراء تصريحات سابون، الاثنين الماضي، وأكد أن حكومته لن تسمح بحدوث ذلك.
وفي مارس/ آذار الماضي، انحدرت أفريقيا الوسطى إلى دوامة جديدة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا" الإسلامية بالرئيس فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "مناهضو بالاكا" المسيحيين، ما أسقط 600 قتيل خلال الأسبوعين الماضيين، وفقا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويوم الجمعة الماضي، قتل أكثر من 29 شخصا من المسلمين عندما هاجمت ميليشيا مسيحية حيا تقطنه أغلبية مسلمة على بعد 5 كم من العاصمة بانغي.