قال المبعوث الأميركي لدولتي السودان وجنوب السودان "دونالد بوث"، إن رئيس
جنوب السودان "سلفاكير ميارديت"، تعهد له باستعداده لبدء مباحثات دون شروط مسبقة مع نائبه السابق، الذي يتهمه بمحاولة
الانقلاب عليه "رياك مشار"، من أجل وقف العنف في البلاد
وأضاف بوث، خلال حديثه من "جوبا" عاصمة جنوب السودان عبر دائرة متلفزة، أن سلفاكير أخبره باستعداده لبدء الحوار في حال وافق مشار عليه. وقال بوث إن سلفاكير سهل له لقاء 11 من أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان، معتقلين حاليا في جوبا، مؤكدا أنهم في أمان ويعاملون معاملة جيدة، وأنهم أعربوا عن استعدادهم للعب دور في إنهاء العنف في البلاد عبر حوار سياسي سلمي، ومصالحة وطنية.
وأرسلت إدارة أوباما بوث إلى جنوب السودان في مطلع الأسبوع سعيا إلى حل دبلوماسي لتفادي تصاعد العنف إلى حرب أهلية عرقية.
في سياق متصل تبسط قوات
ريك مشار نفوذها على ولايتي "جونقلي"، و"الوحدة" الغنية بالنفط، فيما لا تزال القوات الحكومية تحكم قبضتها على 80% من أراضي البلاد، لا سيما التي تقطنها أغلبية من قبائل الدينكا، التي ينتمي لها الرئيس سلفا كير ميارديت
واندلعت الاشتباكات في 15 من الشهر الجاري داخل وحدة الحرس الجمهوري بالقيادة الجنوبية في جوبا، عاصمة جنوب السودان، في حين كانت حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت تفرض سيطرتها الكاملة علي ولايات البلاد العشرة.
وبمجرد انتقال موجة العنف والتمرد، صبيحة اليوم التالي، إلى خارج حدود عاصمة الدولة الجديدة، أخذت القوات الحكومية تفقد السيطرة شيئا فشيئا حتى فقدت ولايتين من أصل عشر ولايات، أي نحو 20% من أراضي البلاد، لتسيطر عليها القوات الموالية لريك مشار النائب المقال للرئيس.
وأعلن ريك مشار سيطرته علي (جونقلي) كبرى ولايات جنوب السودان حيث انحاز إليه أفراد القوات الحكومية المنحدرة من أثنيته، فامتدت دائرة القتال من بور إلى أكوبو بالولاية نفسها، ويخشي مراقبون من امتدادها إلى جميع مناطق تواجد قبيلة النوير في ولاية أعالي النيل المجاورة لجونقلي.
وإلى جانب سيطرته علي تلك المناطق تتواجد قوات مشار في مدينة بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة، شمالي البلاد، بعد أن أعلن قائد الجيش جيمس كونغ شول، تنصيب نفسه حاكما للولاية تحت سلطة مشار، الذي تتمركز عشيرته في محافظة (اللير) بولاية الوحدة، والتي يتوقع أن يكون متواجدا فيها هذه الأيام، وتسيطر القوات الموالية له علي معظم مناطق ولاية الوحدة، عدا المناطق التي تتواجد بها قبيلة الدينكا في مقاطعتي (بيمنم، فانرو).
أما القوات الحكومية فلا تزال تسيطر على بقية ولايات البلاد الثمانية الأخرى، لكنها تخشي من حدوث انشقاقات جديدة يمكن أن تقوم بها قيادات موالية لمشار، حيث لوحظ أن القوات المنشقة كلها يتزعمها عناصر من قبيلة ريك مشار كانت موجودة في الجيش.
وحتى الآن يمكن القول أن القوات الحكومية تسيطر علي 80% من أراضي البلاد، فهنالك ولايات بأكملها تقطنها قبيلة الدينكا ولا تشاركها فيها مجموعات أخري وبينها ولايات (واراب، البحيرات، شمال بحر الغزال)، كما يتوزع الدينكا علي معظم بقية ولايات إقليم بحر الغزال، وبينها إلى جانب الولايات السابقة، ولاية غرب بحر الغزال، فضلا عن تمركزها أيضا في أعالي النيل الكبرى (ولاية أعالي النيل، جزء من جونقلي) ، كما أنهم يمثلون الأغلبية في القوات الحكومية الرسمية.