في سبق صحافي، كشف المعلق العسكري
الإسرائيلي يوسي ميلمان تفاصيل جديدة حول التعاون في المجال
النووي والعسكري بين نظام الفصل العنصري في
جنوب أفريقيا و" إسرائيل "، والذي استمر لعشرين عاماً.
وفي تحقيق نشره صباح الإثنين في النسخة العبرية لموقع صحيفة " جيروسلم بوست "، نوه ميلمان إلى حقيقة أن الرئيس " الإسرائيلي " الحالي شمعون بيريس كان المسؤول الرئيس عن العلاقات السرية بين " إسرائيل " وحكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وأشار ميلمان إلى أن بيريس بصفته وزيراً للدفاع عمل على إرساء أسس التعاون في المجال النووي وبيع السلاح " الإسرائيلي " لحكومة الأبارتهايد.
وأوضح ميلمان أن نقطة التحول الفارقة في العلاقات بين الجانبين حصلت في نوفمبر 1974 عندما قام بيريس بزيارة سرية لجنوب أفريقيا، حيث تم الاتفاق على أسس التعاون في المجال النووي.
وحسب ميلمان فقد تم الاتفاق على أن تقوم جنوب أفريقيا بتوريد أطنان من اليورانيوم لإسرائيل وأن تسمح بإجراء تجارب نووية على أراضيها وفي مياهها، مقابل حصولها على معلومات وتقنيات في المجال النووي، بالإضافة إلى شراء أسلحة من " إسرائيل ".
وحسب التحقيق، فقد زودت جنوب أفريقيا "إسرائيل" بـ 600 طن من اليورانيوم، كانت تكفي لانتاج 17 قنبلة نووية، علاوة على قيام الجانبين بإجراء تجارب مشتركة في عرض المحيط الهندي انطلاقاً من قواعد بحرية جنوب أفريقية.
وأضاف ميلمان أن وزير دفاع نظام الفصل العنصري بن بوتا طلب من " إسرائيل " صواريخ " يريحو " القادرة على حمل رؤوس نووية.
وأشار ميلمان إلى أن الروس حصلوا على تفاصيل الاتفاق عن طريق رئيس مكتب بوتا الجنرال ديتر جريرهارد، الذي كان عميلاً لجهاز الاستخبارات الروسي "كي جي بي".
وشدد ميلمان على أن صفقات السلاح مع جنوب أفريقيا انقذت الصناعات العسكرية " الإسرائيلية " من الإغلاق، حيث دفع نظام الفصل العنصري لإسرائيل ما قيمته 4 مليارات دولار، مقابل صفات السلاح.
وأكد ميلمان أن جنوب أفريقيا قامت بتمويل عمليات التطوير والبحث التي أجرتها الصناعات العسكرية " الإسرائيلية " في سعيها اللحصول على مزيد من السلاح المتقدم، الذي تنتجه هذه الصناعات.
ونوه إلى أنه أطلق على الحلف بين " إسرائيل " ونظام الفصل العنصري بـ "حلف المنبوذين"، بسبب طابعه غير الأخلاقي.
ويذكر أن نخباً إسرائيلية عدت نعي قادة " إسرائيل " لنلسون مانديلا بأنه "ضرب من الرياء".
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الثلاثاء، قالت الكاتبة الإسرائيلية يعيل كورين إن إسرائيل: "عذبت" مانديلا عبر إصدار قادتها بيانات النعي بوفاته. وتساءلت كورين: "كيف يجرؤ أولئك الذين تبنوا الفكر والممارسة اللذين يناقضان فكر وممارسة مانديلا على نعيه".