امتدح باحث
إسرائيلي بارز
الدستور المصري الجديد الذي من المفترض أن يجري الاستفتاء عليه من قبل سلطة الانقلاب، على اعتبار أنه يضمن قمع
الإسلاميين.
وفي مقال نشره اليوم الأربعاء موقع " ذي بوست " الإسرائيلي، كتب المستشرق أرئيل بن شلومو أن مسودة الدستور تحقق المصالح الأمريكية والإسرائيلية لأنها تضمن اتباع سياسة القبضة الحديدية تجاه الحركات الإسلامية.
ونوه بن شلومو إلى حقيقة أن وجود الإسلاميين في دوائر صنع القرار يضمن تواصل تأجيج جذوة الصراع ويهدد المصالح الإسرائيلية والغربية في المنطقة.
واعتبر بن شلومو أن نص الدستور الجديد على حظر وجود الأحزاب الدينية جاء من أجل من تعزيز سيطرة العسكر وحلفائه العلمانيين على نظام الحكم، من خلال اقصاء قوة المعارضة الرئيسة المتمثلة في الإسلاميين.
وعد بن شلومو نص الدستور على السماح للمحاكم العسكرية بمحاكمة المدنيين أنه أداة أخرى لتمكين الجيش للهيمنة على الفضاء السياسي العام.
وأشار بن شلومو إلى أن سن قانون التظاهر الجديد منح الجيش الحق في حظر أنشطة الإسلاميين من خلال منح الأجهزة الأمنية قبول أو رفض طلبات تنظيم المظاهرات وتحديد شروطها.
السيسي على خطا مبارك
من ناحيته قال البرفسور عوزي رابي، مدير " مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا " في جامعة تل أبيب أن السيسي يتبع نفس أساليب الرئيس المخلوع حسني مبارك لضمان بقاءه السياسي، وعلى رأسها السعي نحو تقليص قوة المعارضين.
ونقل موقع " ذي بوست " عن رابي قوله إن الذي يعيق إستراتيجية السيسي هو حقيقة أن الشعب المصري بات أكثر استعداداً للاهتمام بالشأن العام ويبدي حرصاً على تحقيق مصالحه.
يدافعون عن السيسي بإهانة العرب والمسلمين
وفي سياق متصل، تحرص القيادات السياسية والعسكرية " الإسرائيلية " على الدفاع عن انقلاب السيسي من خلال إهانة الدين الإسلامي والثقافة الغربية.
فقد واصل الجنرال يسرائيل حسون، النائب السابق رئيس جهاز المخابرات الداخلية " الشاباك " انتقاده للغرب لعدم تأييده انقلاب السيسي بشكل مطلق وواضح.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية الأربعاء، قال حسون: " ما لا يدركه صناع القرار في الغرب أن الشرق الأوسط ليس سويسرا، فالدين الإسلامي والثقافة العربية يتناقضان بشكل تام مع قيم الديموقراطية "، زاعماً أن التعاطي الديموقراطي ليس مركباً أصيلاً من العرف العربي.
واعتبر حسون الذي يشغل حالياً مقعداً عن حزب " كاديما " في البرلمان إن الغرب يعمل ضد مصالحه من خلال عدم تأييد حكومة السيسي بشكل واضح وصريح، واصفاً الانقلاب بأنه " أهم ضمانات عدم عودة الإسلاميين لمقاليد الأمور".
وأضاف حسون: " على الغرب أن يقدم الشكر للسيسي ورفاقه الذين جنبوا الغرب والعالم أكبر مخاطر الربيع العربي والذي تمثل في صعود الإسلاميين".
ومن الجدير ذكره أن حسون يحتفظ بعلاقات وثيقة بقادة الانقلاب في مصر من خلال عمله السابق في جهاز "الشاباك".
واكتسب حسون سمعته من خلال دوره في ابتكار وسائل التعذيب البشعة التي وظفت خلال تحقيق المخابرات الإسرائيلية مع المعتقلين العرب والفلسطينيين.
يطالبون بدعم الانقلاب
من ناحية ثانية واصلت النخبة الإسرائيلية الدعوة لتقديم الدعم المادي للانقلاب لضمان عدم سقوطه.
وقال يوفال شطاينتس، وزير التعاون الدولي والشؤون الاستخبارية الإسرائيلية أن على العالم أن يدرك أن قدرة أن النظام الحالي في مصر على الصمود تتوقف على مدى الدعم السياسي والاقتصادي الذي يحصل عليه، معتبراً بقاء النظام ضمانة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أقر شطاينتس أن إسرائيل توضح لكل الأطراف الخارجية أهمية التحرك من أجل إنجاح الحكومة الحالية في مصر، محذراً من أن فشل الانقلاب " يعني فتح أبواب المنطقة على المجهول " على حد تعبيره.
ويذكر أن صحيفة معاريف كشفت بتاريخ 25 آب/ أغسطس2013 النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلف سفراء إسرائيل في العالم بأن يحاولوا اقناع الحكومات التي يعملوها في بلدانها بمنح شرعية دولية لحكومة الانقلاب وتبيان التداعيات "الكارثية" الناجمة عن فشلها.