تبدي
إسرائيل قلقاً كبيراً من تعاظم تواجد الحركات الإسلامية في الجزء السوري من
هضبة الجولان.
ونقلت النسخة العبرية لموقع صحيفة "هآرتس" الأحد عن قادة الجيش الإسرائيلي قولهم إن كل الدلائل تشير إلى سيطرة "الجماعات الجهادية" على كل المناطق التي تقع للشرق من الحدود، محذرين من أن وجود "الجهاديين" قد يؤذن بانتهاء أكثر من أربعة عقود من الهدوء الذي ساد على جانبي الحدود.
واعتبرت الصحيفة أن تفجير العبوة الناسفة التي زرعت على جانب طريق تسلكه دوريات إسرائيلية تتحرك على خط الحدود السبت، يعد العملية الأولى التي ينفذها "الجهاديون" ضد الجيش الاسرائيلي.
وفي ذات السياق، حذرت مجلة بحثية إسرائيلية من مغبة تعاظم دور الحركات الإسلامية في
سوريا، مشيرة إلى أن اضطلاع هذه الحركات بدور في سوريا يعني تقليص قدرة الردع الإسرائيلية.
وأشارت مجلة "عدكون استراتيجي"، الصادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلية في عددها الأخير الصادر بتاريخ 5 كانون أول/ ديسمبر، إلى أنه سيكون من العسير على إسرائيل مراكمة الردع في مواجهة حركات لا تمثل دولة.
ونوهت الدراسة في المقابل إلى أن الردع الإسرائيلي ضد النظام السوري الحالي نجح أكثر من الردع الذي مورس ضد أي نظام عربي آخر بفعل الطابع الطائفي للنظام وحرصه على البقاء بأي ثمن.
وتوقعت الدراسة أن تتوجه التنظيمات الجهادية إلى استهداف العمق الإسرائيلي على نطاق واسع في أعقاب سقوط نظام الأسد، محذرة من أن سقوط نظام الأسد سيحول سوريا إلى قاعدة انطلاق للحركات الجهادية للعمل ضد المستوطنات اليهودية التي تقع بالقرب من الحدود.
وحذرت الدراسة من أن الحركات الجهادية أكثر تجذراً واتساعاً مما يتم تغطيته في وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن ما حققته طالبان في أفغانستان في عشر سنوات، تمكنت
جبهة النصرة في تحقيقه في غضون عام .
وكانت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر بتاريخ 23 تشرين ثاني/ نوفمبر2013، قد كشفت النقاب عن أن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن بات يعتبر بقاء نظام الأسد هو أفضل الخيارات بالنسبة للمصالح الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن الوزير يعكوف بيري قوله، إنه من الواضح أنه في أعقاب تجريد نظام الأسد من سلاحه الكيماوي، فإن بقاءه يخدم المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الأسد "الضعيف" سيكون حريصاً على عدم القيام بأية خطوة تؤدي إلى مواجهة مع إسرائيل.
وفي سياق متصل، ذكر آفي سيخاروف، معلق الشؤون العربية في موقع "وللا" الإخباري أن إسرائيل تفاجأت من حرص الأسد على تطبيق الاتفاق الروسي الأمريكي لنزع سلاحه الكيماوي، مشيراً إلى أن صناع القرار في تل أبيب يرون إن "إذعان" الأسد أسهم في تأمين الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وفي مقال نشره على الموقع، قال سيخاروف، إن إسرائيل ظلت لعقود تخشى من توظيف السلاح الكيماوي السوري في هجوم عليها، موضحاً أن المخاوف تعاظمت في أعقاب تفجر الثورة، وتنامي المخاوف من وقوع مخازن السلاح الكيماوي في أيدي الإسلاميين.