قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن العنف الذي يدور في سورية والحرب بالوكالة الدائرة على أرضها بين الدول والجماعات المناهضة للنظام والداعمة له، انتقلت عدواها إلى لبنان، الجار الأقرب لسورية.
وتحولت الحرب السرية الدائرة بين
حزب الله اللبناني الذي دفع بأعداد كبيرة من عناصره للقتال إلى جانب الأسد وبين
السعودية التي تدعم بقوة المعارضة السورية المسلحة إلى حرب علنية، يتم فيها تبادل الإتهامات بين الحزب والدولة النفطية المؤثرة.
وأشارت المجلة إلى أن "خطابات حسن
نصر الله، زعيم الحزب لا يمكن التكهن بها، فهو عادة ما يتكلم من منصة أمام حشد كبير أو من مكان آمن عبر الفيديو لجمع من مؤيديه، ويقوم الزعيم الملتحي والمعمم بنظارتيه الصغيرتين بالمزج ما بين الخطابة والرسائل المعادية للغرب، وتحميس الأتباع في خلطته المعهودة لإلهام أتباعه، وشحذ همم المقاتلين الجدد وزرع الخوف في قلب العدو إسرائيل، ولكنه خرج عن النص في مقابلته مع تلفزيون "أو تي في" ليلة الثلاثاء؛ موجها هدفه إلى السعودية".
ولاحظت المجلة أن نصر الله نادرا ما يشير في تصريحاته للسعودية، وفي العادة ما يشير إليها بعبارات غامضة، "لكن كل هذا تغير ليلة الثلاثاء عندما اتهم عملاء السعودية بالوقوف وراء تفجير السفارة
الإيرانية في بيروت الشهر الماضي، والذي أدى إلى مقتل 23 شخصا.
وبقيامه بهذا فقد فتح نصر الله النار على السعودية، وأعلن الحرب عليها، مع أن المواجهة بينهما عادة ما تتم في الظل؛ أولا في لبنان بين الحزب وتيار المستقبل الذي يمثله سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005، وثانيا في سورية.
ونقلت المجلة عن طلال عتريسي، المحلل السياسي في بيروت قوله "هذه هي المرة الأولى التي نراه (نصر الله) يوجه اتهاما مباشرا ضد السعودية". مضيفا "هذا إعلان حالة من الحرب التي تدور أصلا في سورية بعد قرار السعودية دعم المقاتلين" بالسلاح.
وبالإضافة للهجوم على السعودية، فقد دافع نصر الله في لقاء استمر ساعتين ونصف، وغطى قضايا متعددة عن موقف الحزب من سورية، حيث قال إنه بدون التدخل، فإن لبنان سيعش حربا أهلية كتلك التي عاشها العراق، وتساءل "ماذا سيكون مستقبل لبنان لو وقعت سورية في يد الجماعات المسلحة، وتخلينا عن واجباتنا" متحدثا عن إمكانية اختراق الحدود الشرقية للبنان من قبل المسلحين الذين سيرسلون 100 سيارة مفخخة للبنان.
ثم تحدث عن الإتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، مؤكدا أنه في صالح لبنان، إلا أنه عاد لموضوع السعودية مرة ومرات محملا إياها مسؤولية إطالة أمد الحرب في سورية، وليس السوريين أنفسهم ولا حزب الله "فالسعودية مصمممة على القتال حتى آخر رصاصة وآخر نقطة دم".
وفي الوقت الذي أعلنت فيه القاعدة أو جماعات تابعه لها مسؤوليتها عن تفجير السفارة الإيرانية، إلا نصر الله قال إن هذه الجماعة – كتائب الشيخ عبدالله عزام- تلقت تمويلها من المخابرات السعودية، مؤكدا أنه شاهد تقريرا أمنيا، لكن عتريسي يقول إنه غير هام، فوراء تحميل السعودية المشاكل في لبنان وسورية، محاولة لاستغلال ضعف السعودية بعد توقيع اتفاق جنيف "ولحرف الإنتقاد عن الحزب ودوره في سورية، فقد وضع انتقاد السعودية للاتفاق على تناقض مع حلفائها الخليجيين الذين رأوا فيه تقدما، بالإضافة لهذا فالسعوديون هم الطرف الرافض لمؤتمر جنيف -2 الذي سيعقد في كانون الثاني/يناير، ويقولون إنهم سيرفضون دورا لإيران، ويعبرون عن شكوكهم في تحقيق السلام، ويواصلون دعمهم للجماعات المسلحة على أمل ان يحظوا بنفوذ أكبر" في سورية.
ويقول عتريسي إن "السعودية لا تتمتع بنفس التأثير السابق لها في منطقة الخليج"، وعليه قام حزب الله باستثمار هذا الضعف "ودافع عن موقفه".
ويعتبر إعلان الحرب بالمفاهيم اللبنانية مواصلة الحرب بين الطرفين والتفجيرات برأي عتريسي، وهذا على خلاف سورية التي توقع فيها مواجهات شرسة حتى بداية العام المقب، حيث سيحاول المقاتلون المدعومون من السعودية تحقيق إنجازات لإظهار النظام بمظهر الضعف ولمنع المحادثات، ويرى أن هذه الجهود ستفشل.
وتختم المجلة بالقول إن ما لم يقله هو أن "حزب الله سيقوم بعمل نفس الشيء للنظام ضامنا شهرين من المواجهات الدموية".