يعاني
اللاجئون السوريون الذين فروا إلى
بلغاريا من الخوف والجوع والتشرد، ويقول تقرير لمجلة "تايم" إن خالد وهذا ليس اسمه بقي في دمشق حتى اللحظة الأخيرة يعمل في شبكة سرية لإيصال الدعم الإنساني للمناطق المدمرة من العاصمة، وبعد تعرض معظم أفراد الشبكة للاختطاف والقتل قرر أن الوقت قد حان للرحيل، فسافر إلى تركيا ومنها قطع الحدود إلى بلغاريا، واحتجزه حرس الحدود حالة وصوله هناك.
وعندما شرح لهم وضعه كونه لاجئاً سورياُ نقل من مركز لجوء مكتظ بالمهاجرين لأخر، حتى استطاع بمعونة محامين بلغار دفع لهم مبلغ 370 دولار أمريكي وهو مبلغ كبير بالنسبة للاجيء حصل على حق العيش خارج مراكز احتجاز اللاجئين. وهو الآن حر لكنه خائف على حياته. ففي الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) نظمت جماعات اليمين تظاهرات دعت فيها الحكومة "لتنظيف المدينة أي صوفيا من فرقة المهاجرين غير الشرعيين" و "إلا قمنا بالعمل بأنفسنا"."وبعد يومين قام شخصان يعتقد انهما بلغاريان بطعن سوري عمره 17 عاماً خارج مدرسة حولتها الحكومة لمركز تجميع لاجئين، ويقيم فيها 8 آلاف مهاجر دخلوا البلاد هذا العام حيث يعيشون في ظروف بائسة. ولا تزال الشرطة تحقق في ظروف الحادث، ولكن الهجوم جاء بعد تظاهرة حليقي الرؤوس من اليمين البلغاري المتطرف. وقد أثار الحادث حالة من الهلع داخل السوريين. ويقول خالد للمجلة "كل شخص خائف ويتجنبون ذكر جنسياتهم، ونبقي داخل البيوت بعد الساعة الخامسة مساءاً، وتلقى خالد تحذيرات من بقية السوريين بعدم الخروج والذهاب إلى مركز المدينة وتجنب التحدث بالعربية.
ولم يكن السوريون الذين هربوا من الحرب والدمار يتوقعون هذه الحياة البائسة، حيث يعيشون في أوضاع مزرية وتنبعث الرائحة الكريهة من الحمامات. ونقلت المجلة عن بوريس تشتشيركوف، المتحدث باسم مفوضية اللاجئين في بلغاريا قوله إن اللاجئين وطالبي اللجوء السياسي هربوا من بلادهم بسبب النزاع والإضطهاد بحثا عن الأمان "وفي الوقت الحالي لا يزال الكثيرون يكافحون من أجل الحصول على الحاجيات الأساسية". ويقول مسؤولوا الحكومة إنهم يحاولون تقديم ما يمكنهم تقديمه خاصة أن بلادهم تعتبر الأفقر من بين الدول الأوروبية. ودعت الحكومة البلغارية لمزيد من الدعم من الإتحاد الأوروبي. ونقل عن وزير الداخلية قوله "علينا أن لا نتوقع حلا ً سريعاً للنزاع السوري"، مما يعني استمرار تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي البلغارية لمدة طويلة، وقد تطول الأزمة جيران سورية، وتواجه بلغاريا ومعها الإتحاد الأوروبي وضعا حرجاً، وقد نتعامل معها ولكن كبلد بمفردها قد نصل إلى نقطة لا نستطيع التعامل معها". وتقول المجلة إن الكثير من اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان توصلوا لقناعة من أن النزاع لن ينتهي سريعاً ولهذا بدأوا بالتفكير ببناء حياة أكثر استقراراً من الخيمة او البيت المؤقت.
ويتطلع القطاع الأكبر منهم لأوروبا كمقر إقامة دائمة. وتقول وكالة الدول الأوروبية إن أكثر من 34 .205 تقدموا بطلبات لجوء للدول الأوروبية في الفترة ما بين تموز/ يوليو 2012 إلى حزيران/ يونيو 2013. وهو رقم كبير مقارنة مع أرقام عام 2011 التي لم تتجاوز 7886 طلب. وتقول المجلة إن التحديات الملقاة على عاتق الدول الأوروبية هو توفير بيوت آمنة للاجئين وتوفير العناية الصحية لهم في ظل التقارير التي تحدثت عن انتشار مرض شلل الأطفال (بوليو) وأمراض أخرى مثل الجدري التي قد ترحل معهم.
وبالنسبة للسوريين فالمخاطر التي تواجههم أكثر خاصة أن الذين تقدموا بطلبات لجوء في الأعوام السابقة كانوا من أبناء الطبقة المتوسطة، ولكن الموجة القادمة ستكون من أبناء الطبقة الفقيرة أي الذين لا يملكون الكثير مما يعرضهم لخطر الإستغلال. ويسلك اللاجئون طرقاً خطيرة حيث مات الكثير من السوريين في عرض البحر عندما ركبوا قوارب قديمة لتنقلهم من ليبيا إلى إيطاليا ومالطة، وبحسب الإحصائيات فعدد السوريين الذين وصلوا لأوربا عبر البحر وصل 7500 شخص.
وبالنسبة للسوريين الراغبين بالسفر عبر تركيا فالطريق الأسلم لهم هو بلغاريا خاصة بعد إقامة اليونان جداراً منيعاً يمنع المهاجرين من التسلل إلى أراضيها. وفي بلغاريا يعيش السوريون خوفا وذعراَ نتيجة الهستيريا الإعلامية التي بالغت في الحديث عن حجم وأثر السوريين على مقدرات البلاد. مع أن السوريين راغبين بالحصول على أوراقهم والبحث عن بلد أوروبي آخر يقبلهم " فلا أحد يريد البقاء هنا" في بلغاريا.