يُزعم أن سائحة سويسرية قُتلت قبل عشرة أيام أثناء عطلتها مع أربعة آخرين في جانت، في جنوب شرق الجزائر.. الأناضول
قالت وزارة الخارجية السويسرية إنها تواصلت
مع السلطات الجزائرية بشأن ما أسمته "موتا عنيفا" لمواطنة سويسرية في 11
أكتوبر. وكانت الضحية ضمن مجموعة سياحية مكونة من خمسة مسافرين سويسريين في جانت
في جنوب شرق الجزائر.
ولم توضح الخارجية السويسرية، ولا نظيرتها
الجزائرية ملابسات الحادث، الذي كان السياسي الجزائري المعارض محمد العربي زيتوت
أول الجهات التي تحدثت عنه ساعات قليلة بعد وقوع وقوع الحدث.
وأورد زيتوت في تصريحات نشرها على صفحته
الرسمية على "يوتيوب"، فيديوهات توثق للحادث لحظة وقوعه، ورأى أن الجاني
يمكن أن يكون واحدا من الجماعات المتطرفة التي تعمل في المثلث الخطير بين الجزائر
وليبيا والنيجر، أو أنه يكون مدفوعا بأوامر من جهات معادية للجزائر، سواء تعلق
الأمر بجماعة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، أو جماعة فاغنر الروسية المدعومة
من الإمارات ثأرا لما تعرضت له على الحدود المالية الجزائرية قبل أسابيع.
واستغرب
زيتوت في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، من صمت السلطات السويسرية طيلة هذه
المدة على مقتل مواطنة سويسرية بطريقة بشعة على يد مسلح تم إلقاء القبض عليه بعد
أيام قليلة من الجريمة، واعتبر أن "الصمت ربما يكون بالتوافق مع السلطات الجزائرية،
التي بدأت تتحدث في الآونة الأخيرة حول شبكات تجسس تستهدف أمنها الداخلي وتتهم
أطرافا إقليمية ودولية بالضلوع في ذلك".
وأضاف: "بالنسبة للجماعات المتطرفة فهو سيناريو أستبعده، ذلك أن هؤلاء اعتادوا الإعلان عن أي أعمال يقومون بها دون مواربة. ولذلك يبقى السيناريو الرابع وهو الذس أرجحه، أن الأمر يتعلق بصراع أجنحة داخل مؤسسات الحكم، خصوصا أنه عمل يأتبي أسابيع قليلة بعد الإطاحة بجبار مهنا مدير الأمن الخارجي"، وفق تعبيره.
وكانت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية
قد نشرت أول أمس الأربعاء تقريرا مفصلا عن حادثة قتل السائحة السويسرية في جنوب
الجزائر.
وقالت الصحيفة: "وفقا لمعلوماتنا،
يُزعم أن سائحة سويسرية قُتلت قبل عشرة أيام أثناء عطلتها مع أربعة آخرين في جانت،
في جنوب شرق الجزائر. يوم الجمعة 11 أكتوبر، تم دفنها على شرفة مقهى سكانر، في وسط
المدينة، بجوار أونات، مكتب السياحة في جانت".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الواحة، الواقعة
على بعد 2300 كيلومتر جنوب الجزائر، تعتبر واحدة من "جواهر السياحة في
الجزائر"، وفقًا للصحافة الجزائرية. لكن في 11 أكتوبر، وفي غضون دقائق قليلة،
انقلب الإهمال الذي يقدمه هذا المكان المثالي رأسًا على عقب.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه "يُزعم أن
السائحة السويسرية، التي لم يتم الكشف عن هويتها، تعرضت لاعتداء وحشي من قبل رجل
مسلح بسلاح أبيض. تم إجلاؤها إلى مستشفى جانت حيث فقدت الكثير من الدماء، ولم
يتمكن الأطباء من إنقاذها".
وبحسب التقارير، فإنه تم اعتقال رجلين، أوقف
السكان أنفسهم أحدهما. "إنهما رجلان من شمال البلاد، كانا هنا منذ ستة أشهر،
يرتديان زي الطوارق.. من دون أن نعرف ما إذا كان هذا عملاً فردياً أم
ادعاءً"، يعتقد المصدر نفسه. الذي يضيف: "في الوقت الحالي، الأمر مختنق
تماماً. لا شيء يخرج، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي. في الموقع، كلمة
السر هي الصمت اللاسلكي. الجميع يستسلمون لذلك".
وأكدت صحيفة ليبيراسيون أنها اتصلت يوم
الاثنين 21 أكتوبر، وأكدت وزارة الخارجية السويسرية لأول مرة "إبلاغها بوفاة
مواطنة سويسرية وفاة عنيفة في 11 أكتوبر في جنوب شرق الجزائر". وأوضحت أنها اعتنت
بمجموعة من أربعة أشخاص كانوا معها، منذ إجلائهم إلى سويسرا، مضيفة أنه "لن
يتم تقديم أي معلومات أخرى".
قد يكون من المدهش أنه في عام 2024 لم يتم
الإبلاغ عن مثل هذه الجريمة العنيفة في منطقة سياحية في أي مكان خلال الأيام
العشرة الماضية. وخاصة من قبل السلطات الجزائرية. صحيح أن هذه الجريمة يمكن أن
توقظ ذكريات سيئة لسنوات الرصاص، في بلد يعتمد الآن على السياحة لتعزيز اقتصاده.
ووفق ليبراسيون فقد استقبلت الجزائر 3.3
مليون سائح في 2023 بما في ذلك 2.2 مليون أجنبي، و800 ألف زائر أجنبي في الربع
الأول من عام 2024 وحده. فقد تم تخفيف إصدار التأشيرات، لأول مرة في تاريخ البلاد
الحديث، بشكل كبير. ويواصل المكتب الوطني للسياحة الترويج لـ "الوجهة
الجزائرية"، التي جمعت بالفعل 1.6 مليون دولار في عام 2023.