منذ أواخر القرن
الثامن عشر وحتى يومنا هذا، مر
النظام الانتخابي الأمريكي، بالعديد من المحطات
والتغييرات، من نظام كان لا يسمح سوى بمشاركة البيض من أصحاب الأملاك والأراضي
بتحديد الرئيس، إلى نقلات كبيرة شملت فئات أخرى على مدى عقود.
ودخلت العديد من
الفئات، على مدى العقود الماضية، ضمن المسموح لهم بانتخاب الرئيس منهم المرأة
والسود والعرقيات المختلفة الحاصلة على الجنسية الأمريكية، فضلا عن تغييرات في شكل
الانتخاب، من أجل الشفافية ومنع أي تزوير.
النظام الانتخابي
الأول
بدأ النظام الانتخابي
للولايات المتحدة، المعتمد على المجمع الانتخابي، في أواخر القرن الثامن عشر، وكان
حق التصويت فيه مقتصرا على الذكور، من الإقطاعيين وأصحاب الأراضي، وجميعهم من
البيض، ضمن شروط صعبة للغاية لم تتح لأي كان المشاركة.
اظهار أخبار متعلقة
مع بدايات القرن
التاسع عشر، تصاعدت احتجاجات شعبية من أجل توسيع قاعدة الانتخاب وكسر احتكار طبقة
معينة لآراء الجميع، ومع الوقت أزيل شرط ملكية الأراضي عن المسموح لهم بالإدلاء
بأصواتهم، لكن فئة السود بقيت محرومة تماما من الحقوق الإنسانية والسياسية.
مرحلة الحرب الأهلية
أواخر القرن التاسع عشر
عقب الحرب الأهلية
الأمريكية، بدأت التغييرات الجذرية تطرأ على النظام الانتخابي، لتشمل الأمريكيين
من أصل أفريقي، رغم أن ولايات جنوبية، وضعت شروطا وقيودا لتقليل عدد المسموح لهم
بالانتخاب، مثل شرط معرفة القراءة والكتابة للإدلاء بالأصوات.
وبقيت النساء محرومة
في تلك الفترة من حق التصويت في الانتخابات، فضلا عن بعض العرقيات الحاصلة على
الجنسية الأمريكية.
المرأة والحقوق
المدنية للجميع
في بدايات القرن
العشرين، لعبت منظمات حقوق المرأة دورا مهما، في إجراء تغييرات على قوانين
الانتخاب، وجرى إقرار تعديل على الدستور سمح لها بالتصويت.
تبع ذلك، ظهور حركات
الحقوق المدنية، ومنح الأمريكيين من أصل أفريقي، كامل الحقوق المدنية والسياسية،
خاصة وأن بعض الولايات كانت لا تزال تمارس العنصرية بحقهم، وأقر عام 1965، قانون
الحقوق المدنية وحق التصويت ومنح الحماية الفيدرالية للناخبين.
الإصلاحات الحديثة
أما القرن الحالي فشهد
العديد من التحديثات من أجل سرعة الانتخاب وشفافيته، وبطريقة حديثة، تسهل الحصول
على النتائج بسرعة كبيرة.
وخلال القرن الحالي،
أدخلت الولايات المتحدة تحديثات عبر الاقتراع بالبريد، من أجل التسهيل وزيادة نسبة
الإقبال على الاقتراع.
كما جرت إصلاحات على
نظام المجمع الانتخابي، رغم أنه لا يزال مثار جدل، حيث يطالب الكثيرون بإلغائه
والاتجاه للانتخاب المباشر للرئيس، باعتباره لا يعكس إرادة الأمريكيين بالكامل،
حيث يمكن لمرشح لم يحصل على أكثرية الأصوات الفوز بالانتخابات.
فئات كانت محرومة من
المشاركة
الأمريكيون من أصل
أفريقي، ظلت هذه الفئة محرومة من المشاركة في الانتخابات، بسبب القوانين التي تعود
إلى فترة العبودية، والتمييز بحقهم، فضلا عن وضع قوانين تتعلق بحرمان الأميين
لمزيد من التضييق عليهم وعلى العرقيات الأخرى خاصة في الولايات الجنوبية من
أمريكا.
الهنود الحمر، وهم
السكان الأصليون للبلاد، ورغم أنهم نالوا الاعتراف بهم بداية القرن العشرين، إلا
أنهم ظلوا من الفئات المحرومة من التصويت بفعل التمييز ضدهم.
الأمريكيون من أصل
آسيوي كذلك، رغم حصولهم على الجنسية الأمريكية مطلع القرن العشرين، بفعل أنهم من
المهاجرين مبكرا إلى تلك البلاد، لكن المشرعين حرموهم من حقوقهم السياسية، ولم تلغ
تلك القيود إلا بعد خمسينيات القرن الماضي.
فئات العمال من غير
الإقطاعيين، حتى البيض منهم، بسبب الشروط والقيود التي كانت مفروضة على الفئات
المسموح لها بالانتخاب، وعلى مدار عقود ألغي هذا الشرط بالتدريج بعد احتجاجات
واسعة خاضوها لنيل حقوقهم.
اظهار أخبار متعلقة
الفئات الأمية في عدد
من الولايات، كان لا يسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم، في خطوة تمييزية باعتبارهم أشخاصا جاهلين بالسياسة، ولا يمكنهم تقرير مصير الولايات المتحدة بترجيح كفة أحد المرشحين
للرئاسة، لكن مع التحديثات التي جرت على نظام الانتخابات، والمطالبات الحقوقية
لهذه الفئات، طرأت تعديلات سمحت للجميع بالمشاركة بغض النظر عن مستواه التعليمي.
المجرمون والمدانون،
يجري حرمانهم من التصويت في بعض الولايات، باعتبارهم أشخاصا غير صالحين لإبداء رأي
سياسي في مصير البلاد والمساهمة في فوز أحد المرشحين.