ما زالت الخشية من إصدار المحكمة
الجنائية الدولية أوامر اعتقال، تؤرق الساسة الإسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء، بنيامين
نتنياهو الذي انتقد هذه الخطوة، واصفا ذلك بأنه "وصمة لا تمحى" على مفهوم العدالة والقانون الدوليين.
ونتنياهو الذي يواصل التحريض على الجنائية الدولية، قال خلال كلمة متلفزة، الأحد، إن المحكمة "التي تأسست نتيجة للمحرقة" يجب ألا تحاول "تقويض حق إسرائيل الأساسي في الدفاع عن النفس".
وقال نتنياهو إن الإجراءات المحتملة للمحكمة ستقيد "قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها"، ووصفها بأنها "تشويه للعدالة والتاريخ".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "حتى لو اضطرت إسرائيل إلى الوقوف بمفردها، فإننا سنقف وحدنا، وسنواصل ضرب أعدائنا بقوة حتى النصر. حتى لو اضطررنا إلى الوقوف بمفردنا، فسنواصل محاربة الشر البشري".
وفي شباط/ فبراير، قال المدعي العام للمحكمة، كريم خان، عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، إن مكتبه "يحقق بشكل مستمر ونشط في الوضع بدولة فلسطين"، وتابع: "مكتبي يحقق بنشاط في أي جرائم يُزعم ارتكابها، ومن ينتهك القانون سيحاسب".
المحكمة تحذر
وكانت المحكمة الجنائية الدولية، حذرت الجمعة، من "التهديد بالانتقام" منها أو من موظفيها، وذلك بعد تقارير أشارت إلى إمكانية إصدار المحكمة مذكرة اعتقال بحق كبار قادة
الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال مكتب المدعي العام كريم خان، إنه "يسعى للمشاركة بشكل بناء مع جميع أصحاب المصلحة في كل مرة يكون الحوار متوافقاً مع صلاحياته، للعمل بشكل مستقل ومحايد".
وأضاف في بيان عبر حساب الجنائية الدولية على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أنه "مع ذلك، فإن هذا الاستقلال وهذا الحياد يتم تقويضهما عندما يهدد الأفراد باتخاذ إجراءات انتقامية ضدّ المحكمة أو ضد موظفي المحكمة" في حال اتخاذ قرارات بشأن تحقيقات تقع ضمن صلاحياته.
وشدد على أن "مثل هذه التهديدات يمكن أن تشكل جريمة بموجب المادة 70 من نظام روما الأساسي، التي تحظر إعاقة أو تخويف موظفي المحكمة عن طريق إجبارهم أو محاولة إقناعهم بعدم أداء واجباتهم".
اظهار أخبار متعلقة
ودعت المحكمة إلى وضع حد "فوري لمحاولات العرقلة أو التخويف أو التأثير بشكل غير مبرر على مسؤوليها"، دون الإشارة إلى مصدر التهديدات التي تتعرض لها في وقت تتصاعد فيه المخاوف الإسرائيلية من إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، وعدد آخر من المسؤولين الإسرائيليين، بينهم وزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.
وقبل أيام، أدان نتنياهو الإجراء المحتمل للمحكمة الجنائية الدولية ووصفه بأنه "فضيحة على نطاق تاريخي"، متوقعا أن يستخدم الزعماء الدوليون "كل الوسائل المتاحة لهم لوقف هذه الخطوة الخطيرة".
والأحد، أعلنت وزارة خارجية الاحتلال أنها أبلغت البعثات الإسرائيلية بوجود "شائعات" عن احتمال إصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار.
ولليوم الـ213 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.