أين وصلت معادلة الصراع بالنسبة إلى استمرار
الحرب أو وقف إطلاق النار، ولا سيما بعد الردّ
الإيراني ليلة 13/14 نيسان/إبريل.
وقد شكل تطوراً جديداً هاماً في معادلة الصراع.
لقد تزايدت الضغوطات، خاصة من الرئيس
الأمريكي بايدن على نتنياهو شخصياً، لكي يسمح بمرور مساعدات أكثر إلى قطاع غزة،
وأن يتجه أكثر لاتفاق هدنة وتبادل أسرى، مع تلميح حتى، لوقف إطلاق النار. ولكن مع
تأكيد أمريكي على مواصلة مدّ جيش الكيان الصهيوني بالسلاح، مع تأكيد أيضاً، على
دعم الكيان الصهيوني وحمايته، والوقوف إلى جانبه في أيّة
مواجهة مع إيران، أو حزب
الله، ولكن مع عدم الردّ. أو طبعاً مع الاتفاق على ضرورة ضرب حماس، مع اختلاف في
الأسلوب. فأمريكا ترى العمل على تحقيق هذا الهدف، بعد وقف إطلاق النار، وليس
الاستمرار في الحرب.
في المقابل، رضخ نتنياهو لتمرير مساعدات
أكثر، ليومين أو ثلاثة. ولكنه استمر في تعطيل الوصول إلى اتفاق في المفاوضات
الجارية في مصر. ولكن مع مناورة لترك المفاوض الأمريكي يتقدّم بمشروع لهدنة،
وتبادل أسرى. وقد أفشل من خلال نتنياهو، كما من خلال رفض المقاومة مشروع الاتفاق
المقدّم من أمريكا، أو ما دار في المفاوضات، باعتباره لا يلبي الحدّ الأدنى من
الشروط التي وضعتها المقاومة.
يجب التعامل مع الحرب، بأنها مستمرة وبأعلى درجات الاحتدام والعناد. ومن ثم يجب أن تتضاعف الجهود الفلسطينية لدعم المقاومة، وتحقيق أعلى وحدة فلسطينية حولها ضد الكيان الصهيوني. ومن ثم الانشغال كلياً في دعمها، لكسب هذه الحرب.
وبهذا استمر الجيش الصهيوني، بارتكاب
المجازر وجرائم الإبادة، كما في القصف والحرب البريّة. وذلك بالرغم من فشله الذريع
فيها، وبالرغم من خسائر الجيش بالضباط والجنود والآليات يومياً. فضلاً عن استمرار
قوّة العوامل الإقليمية والعالمية، والتناقضات الداخلية الضاغطة، لوقف إطلاق النار.
ولكن دون كسر عناد نتنياهو ومجلس حربه على
مواصلة المجزرة والحرب. وقد بدا واضحاً أن قرار القيادة الصهيوني الاستمرار في
الحربين: الحرب ضد المدنيين والمعمار، وضد المقاومة في الحرب البريّة. وقد استمر
هذا العناد، بالرغم من انتقال إيران إلى المواجهة المباشرة، في الصراع مع الكيان
الصهيوني.
هذا يعني يجب التعامل مع الحرب، بأنها
مستمرة وبأعلى درجات الاحتدام والعناد. ومن ثم يجب أن تتضاعف الجهود الفلسطينية
لدعم المقاومة، وتحقيق أعلى وحدة فلسطينية حولها ضد الكيان الصهيوني. ومن ثم
الانشغال كلياً في دعمها، لكسب هذه الحرب.
وقد أصبحت نتيجتها مصيرية، أكثر فأكثر، بكل
ما تحمل هذه الكلمة من معنى. مما يتطلب عدم الانشغال بتحقيق أهداف مستحيلة
التحقيق، مثلاً، الانشغال بتشكيل "قيادة فلسطينية موحدة"، أو الوصول
إلى استراتيجية، واحدة بإحياء م.ت.ف. وهي أهداف أثبتت التجربة الطويلة جداً، بأنها
غير قابلة للتحقق.
وكذلك فإن تعزيز الجبهات المساندة
للمقاومة، وتوسيع الحراكات الجماهيرية العربية والإسلامية والعالمية، ضروري للضغط على
الدول العربية والإسلامية لاتخاذ خطوات عملية ضد الكيان الصهيوني، وضد الازدواجية
الأمريكية ـ الأوروبية.
وهذا كله في طريقه للتضاعف على الوتيرة التي
عرفناها خلال الأشهر الماضية. وهو قابل للتحقق.
كما أن الانتصار في هذه الحرب محقق بإذن
الله. وإن إعلانه صار قاب قوسين أو أدنى.