شهدت
بريطانيا اليوم أكثر من 20 مظاهرة
تضامنية مع غزة في مختلف مدنها، وقد خرج مئات الآلاف في لندن ومانشستر ومناطق أخرى للتنديد بالإبادة الجماعية التي يرتكبها
الاحتلال في قطاع غزة مع ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 33 ألفا وتزايد حالات
التهجير.
انطلقت مظاهرة العاصمة لندن من ميدان
"راسيل سكوير" وسط لندن باتجاه مقر البرلمان في ويستمنستر، رافعة شعارات
رافضة للحرب ومطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وتصادف نهاية هذا الأسبوع مرور ستة أشهر على
خروج المسيرة الوطنية المؤيدة لفلسطين إلى الشوارع في بريطانيا، لتصبح نقطة ترقيم
في أسبوع المتظاهرين ومنتقديهم وأولئك الذين يرون المتظاهرين يمرون في معظم أيام
السبت.
وكانت المسيرة إلى ساحة البرلمان واحدة من
عدة احتجاجات جرت في جميع أنحاء البلاد لمطالبة الحكومة بوقف مبيعات الأسلحة
لإسرائيل ووقف فوري لإطلاق النار في صراع غزة.
وشملت الاحتجاجات الأخرى مسيرة خارج مكاتب
شركة الطيران والدفاع العالمية جنرال دايناميكس في هاستينغز.
كما قام نشطاء باعتصامات أمام متاجر تيسكو
وفروع بنك باركليز في البلدات والمدن بما في ذلك ميلتون كينز وبيدفورد وكارلايل.
ووفقاً لصحيفة "الغارديان"، فإن
حجم المظاهرات وزخمها يمكن مقارنته بالاحتجاجات المناهضة لحرب العراق في عام 2003
عندما شارك ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص في أكبر مظاهرة في التاريخ البريطاني.
ونقلت "الغارديان" عن بن جمال مدير
حملة التضامن مع
فلسطين، إحدى المجموعات التي تنسق المسيرات، أن الاحتجاجات كانت "غير
عادية" في تأثيرها. وكانت إحدى النقاط الساخنة على وجه الخصوص هي المظاهرة
التي جرت في 11 نوفمبر، يوم الهدنة.
نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا
عدنان حميدان أشار لارتفاع الأصوات المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ومحاسبة
الاحتلال الإسرائيلي، متسائلا عن مصير قرار مجلس الأمن بذلك ومهلة الشهر التي
منحتها محكمة العدل الدولية بعد شكوى جنوب أفريقيا.
وفي مظاهرة لندن اليوم قام عدد من أبناء غزة
بقراءة أسماء الشهداء من عائلاتهم بمشهد مؤثر، خصوصا ختام عطا الله التي تحدثت عن
استشهاد 60 شخصا من عائلتها.
كما استنكر التحالف المنظم للمظاهرات إلغاء
السلطات الألمانية مؤتمرًا تضامنيا مع غزة ومنعها دخول الطبيب الجراح غسان أبو ستة.
يذكر أن هذه المظاهرات المتتالية في
بريطانيا تأتي بتنظيم من المنتدى الفلسطيني والرابطة الإسلامية وحملة التضامن
البريطانية مع فلسطين ومنظمة أصدقاء الأقصى وتحالف أوقفوا
الحرب وتحالف أوقفوا
التسليح النووي.
ودعا التحالف في الختام لمظاهرة مركزية في
قلب لندن يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري، مع تحضيرات لحراك عالمي في أول سبت
بعد ذكرى النكبة يوم 18 مايو 2024.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة،
السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى "33 ألفا و686 شهيدا و76
ألفا و309 إصابات".
جاء ذلك في تقريرها الإحصائي اليومي لضحايا
الحرب الإسرائيلية المستمرة لليوم الـ 190 على قطاع غزة.
وقالت الوزارة: "الاحتلال الإسرائيلي
يرتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 52 شهيدا و95 إصابة
خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وبذلك ترتفع "حصيلة العدوان الإسرائيلي
إلى 33686 شهيدا و76309 إصابات منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وأضافت: "ما زال عدد من الضحايا تحت
الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم
صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى
أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
وخلفت الحرب إضافة إلى الخسائر البشرية
دمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.