انطلقت في العاصمة البريطانية لندن، مظاهرة
حاشدة بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، للمطالبة بوقف العدوان على قطاع غزة والامتثال
إلى قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف إطلاق النار.
وبدأت المسيرة، التي تنتهي في الخامسة مساء، وهي الحادية عشرة المؤيدة
لفلسطين منذ الـ7 من أكتوبر 2023، من ميدان راسل، باتجاه الطرف الأغر، حاملة الأعلام
الفلسطينية ورافعة شعارات معارضة للحرب ومطالبة بوقفها، بالإضافة لمطالبة الحكومة
البريطانية بالضغط من أجل وقف شامل ودائم لإطلاق النار.
وجاءت المظاهرة تلبية لدعوة من حملة
التضامن البريطانية مع فلسطين وعدد من المنظمات التضامنية بالإضافة للمنتدى الفلسطيني في
بريطانيا، والتي حثت جميعها أنصار فلسطين في بريطانيا على المشاركة بقوة في المظارهات، حيث يواصل الاحتلال جرائم الإبادة بحق أهلنا في غزة، ولا نرى أي استجابة منه كالعادة لقرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار.
وشارك في مظاهرة اليوم الصحفي الكندي
الفلسطيني منصور شومان، والممثل والناشط البريطاني خالد عبد الله، إضافة إلى
العديد من الشخصيات الإعلامية والثقافية.
وقد قدم شومان روايات مروعة مباشرة عن محنة
الشعب الفلسطيني والحصار المفروض على غزة، حيث كان قد فُقد في غزة في وقت سابق من
هذا العام، وكان يُخشى أن يكون قد اختطف أو قُتِل على يد القوات الإسرائيلية، التي
كانت تستهدف الصحفيين، ولكن عُثِر عليه آمنًا في النهاية.
عبد الله، الذي جسّد دور دودي الفايد في
فيلم (The Crown) وأمير في فيلم (The Kite Runner)، كان عضوًا
مؤسِّسًا في مجموعة "مُصرين" في القاهرة، وهي مجموعة من صانعي الأفلام
الثوريين والناشطين، الذين كرسوا جهودهم لدعم إعلام المواطن في جميع أنحاء مصر، في
أعقاب سقوط حسني مبارك. وكان مؤيدًا قويًّا لتهم الإبادة الجماعية من جنوب أفريقيا
ضد إسرائيل.
اظهار أخبار متعلقة
ومن بين الفنانين الآخرين الذين شاركوا في
المسيرة في ميدان ترافلجار: المؤلف والممثل الكوميدي أليكسي سايل، والمغني
الرئيس إنتر شيكاري رو رينولدز، والمغني وكاتب الأغاني أوسكار جيروم، والمغني
الشعبي أليكسي مردوخ.
وقد عرفت هذه المظاهرات التي شهدتها المملكة
المتحدة زخمًا متزايدًا طوال الأشهر الستة الماضية؛ بسبب الفظائع المتزايدة التي
ارتكبتها إسرائيل في عدوانها، الذي خلف أكثر من 32 ألف شهيد ومئة ألف جريح، وأدى إلى تدمير البنية التحتية في غزة، في هجوم لا يمكن تصنيفه إلا على أنه إبادة
جماعية.
وأكد المتحدثون في المظاهرات، وهم نشطاء
مناصرون لفلسطين، أنه لم تتمكن إسرائيل من مواصلة هجومها إلا بسبب الدعم المالي
والسياسي والتسليح الكبير الذي تلقته من الحكومات الغربية، ويشمل ذلك المملكة
المتحدة.
ويوافق يوم السبت أيضًا إحياء ذكرى يوم
الأرض الفلسطيني الثامن والأربعين، وهو يوم لتسليط الضوء على سرقة إسرائيل للأراضي
الفلسطينية ومحاولاتها المستمرة توسيع مستوطناتها في الضفة الغربية.
وفي هذا السياق علق عدنان حميدان، نائب رئيس
المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، قائلًا: "بينما نجتمع لإحياء ذكرى يوم الأرض
الفلسطيني، ونقف متضامنين مع شعبنا الذي يذوق مرارة العدوان الإسرائيلي دون أي
مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك، ويستهدف أهلنا وهم صائمون جائعون منهكون من كل
هذا الخذلان الذي يعيشونه، فمن الضروري أن نواجه واقع الإبادة والعدوان الإسرائيلي
المستمر. إن الفظائع المرتكبة ضد شعبنا الأعزل، والتي خلفت آلاف الشهداء وتدمير
البنية التحتية الحيوية، لا يمكن تجاهلها. إن مظاهرة يوم السبت في لندن هي بمثابة
لحظة حاسمة لإيصال أصواتنا ضد الظلم، والمطالبة بالمحاسبة على هذه الانتهاكات
الصارخة لحقوق الإنسان. معًا نؤكد من جديد التزامنا بالعدالة والحرية وحق شعبنا في
العيش بكرامة على أرضهم".
ومع تزايد عزلة إسرائيل وتزايد الاشمئزاز
الشعبي من استمرار الإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم، تعهد منظمو المظاهرة
بمواصلة احتجاجاتهم الحاشدة حتى يصبح وقف إطلاق النار الدائم حقيقة واقعة وتصبح
فلسطين حرة.
اظهار أخبار متعلقة
وارتفعت، السبت، حصيلة ضحايا
الحرب
الإسرائيلية في قطاع غزة إلى "32 ألفا و705 شهداء، و75 ألفا و190 مصابا"
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك في التقرير الإحصائي اليومي لوزارة
الصحة الفلسطينية في القطاع، والصادر بالتزامن مع مرور 176 يوما على الحرب.
وأفاد التقرير بأن "الاحتلال
الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 82 شهيدا و98 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وأوضح أن "حصيلة العدوان ارتفعت إلى 32
ألفا و705 شهداء، و75 ألفا و190 مصابا".
وفي السياق، أشار التقرير إلى أنه لا يزال
هناك عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع
المدني الوصول إليهم.
وإلى جانب الخسائر البشرية، ومعظمها من
الأطفال والنساء، تسببت الحرب الإسرائيلية في دمار هائل بالبنى التحتية وكارثة
إنسانية، بالإضافة إلى مجاعة مستمرة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات
فلسطينية وأممية.
ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة
ارتكاب "إبادة جماعية" تواصل إسرائيل حربها على القطاع الذي تحاصره منذ
17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعا كارثية.