لماذا اختفى المسلسل
الديني من خريطة
رمضان؟ لقد ظل المسلسل الديني ضيفا ثابتا ومؤثرا في خريطة رمضانات سابقة، وقد كانت أعمال على سبيل المثال لا الحصر: كمحمد رسول الله، عمر بن عبد العزيز، سفيان الثوري، وغيرهم، كانت أعمالا تجمع الأسرة المصرية حولها، وتتعلم منها أجيال وأجيال، وتدبر هذه الأجيال أمور دينهم.
وكان يتصدى لكتابة هذه الأعمال الدرامية
ويشرف عليها كبار العلماء، ومعهم كتيبة من شيوخ الأزهر الشريف، وكانت الدولة ترصد
ميزانيات ضخمة لإنتاج مثل هذه الأعمال، فضلا على أنها توزع بالبلاد العربية.
وكانت القوة الناعمة المصرية هي مركز
الإنتاج الدرامي الديني وتصديره إلى العالم العربي، وفي نهايات القرن المنصرم، اتجه الإنتاج السوري إلى المسلسل الديني كعمر بن الخطاب وملوك الطوائف، وغيرهما من
الأعمال التي أثْرت الشاشة العربية، ولكن ومع هذا، خلت المائدة الرمضانية الدرامية
سواء السورية أو المصرية من المسلسل الديني.
والسؤال الكبير: لماذا تمت إزاحة المسلسل
الديني من خريطة
الدراما؟!! ولماذا لم تستفد الدولة في تعريف الناس بصحيح الدين
والتفقه في أمور دينهم؟!!! بل وأكثر من هذا، معرفة الأجيال الشابة بجوهر
الإسلام والقيمة المقاصدية من الدين. لقد تم صرف ميزانية ضخمة على مسلسلات الدراما
الاجتماعية، دون إعارة المسلسل الديني أي اهتمام بالدرجة الأولى، وكالعادة أدلى بدلوه البعض ورأوا أن المسلسل الديني قد تطرف كتابُه، مما جعلهم مصدر إزعاج للسلطات،
بما اعتبر تجاوزا لكل ما هو مسموح دينيا، وفي بعض الأحيان سياسيا، ولعل مسلسل سيدنا
يوسف الذي أنتجته جهة إيرانية، مثل على ذلك.
ومما هو جدير بالذكر، فقد تم تنفيذ قصة سيدنا
يوسف في فيلم المهاجر، وقد أثار هذا الفيلم لغطا كبيرا، مما اضطر يوسف شاهين وضع
لوحة تفسيرية ينفي صلة الموضوع في النسخة المصرية، ويؤكده في النسخة الفرنسية.
على أية حال، نتمنى من أولي الأمر، أن يولوا
عنايتهم تجاه إنتاج الأعمال الدينية، وعرضها وتوزيعها في العالم العربي ليعود
الزخم من جديد، وتعم الفائدة على الجميع، ودمتم.