صدور قرار من نتنياهو بالهجوم على
رفح، ولو بعد حين، يدل دلالة واضحة
على فشله وإفلاسه في كل الجبهات التي فتحها في قطاع غزة، طوال المنتصف الثاني من
تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حتى الآن. وهو يعلم أنه يتحدّى أمريكا والغرب بهذا
القرار. ليس لأنهما ضده، وإنما خوفاً من النتائج التي تزيد من مأزق الكيان
الصهيوني، وتزيد من فضيحة الغرب سياسياً وحضارياً، بسبب ما سيرتكبه من مجازر
وإبادة انسانية. ولأن نتائج الفشل العسكري تنتظر نتنياهو، ومجلس حربه.
طبعاً ما كان لنتنياهو أن يتحدّى أولياء وجود الكيان الصهيوني، لولا
ما عاناه من فشل طوال خمسة أشهر، من الخسائر العسكرية والفضائح، في نظر
الرأي
العام الذي تحرك ضميره، واتقدّ وعيه، بأن الكيان الصهيوني مجرم إبادة إنسانية،
وقاتل أطفال، وهو طروب.
هذا الفشل كان يفرض عليه، وعلى إدارة بايدن، بالخصوص، أن يوقفا الحرب
من الشهر الأول، وقبل أن ينتهي شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أو منتصف شهر نوفمبر/ تشرين
الثاني 2023. وذلك لأن كل ناظر للحرب وطبيعتها، بنظرة تراعي أصول علم الحرب، وأصول
إدارة العمل السياسي، والأخذ بالقاعدة البدهية التي تقول: إذا وقعت بحفرة لا تحفر،
أو إذا لاحت الخسارة شبه المؤكدة، تراجع لترتب أوراقك من جديد، وتستعد لجولة
ثانية، تنتصر فيها.
ستبقى يد المقاومة هي العليا. وتتصاعد مشاركة محور المقاومة، كما غضب الرأي العام الغربي، بالخصوص. فالهزيمة ستكون بانتظار نتنياهو، ومجلس الحرب والجيش. فضلاً عن تأزيم علاقاته بمصر، كما تأزيم الداخل المصري، إن لم يردّ عليه.
أما الإصرار على الدخول في معركة خاسرة، وعلى أمل خلّب بالانتصار،
وإنما بسبب عدم القدرة على استيعاب ضربة ثقيلة جداً، حتى لو أحدثت زلزالاً، فهذا
يعني أنك فقدت الصواب، وجننت. فتصرفت مثل المقامر الذي خسر كل ماله. ولم يستطع أن
يقوم من طاولة القمار إلاّ إلى الانتحار، أو التسوّل في الشوارع مخموراً منهنهاً.
من هنا إذا نفذ نتنياهو قراره، فسيتكرر ما حدث في كل مدن القطاع
ومخيماته: قتل جماعي وتدمير هائل، مما يفاقم دخوله في جرائم الإبادة أكثر فأكثر.
أما بالنسبة إلى جيشه فمزيد من القتلى والجرحى، بخسارة الضباط والجنود والآليات،
بلا جدوى.
وبهذا ستبقى يد المقاومة هي العليا. وتتصاعد مشاركة محور المقاومة،
كما غضب الرأي العام الغربي، بالخصوص. فالهزيمة ستكون بانتظار نتنياهو، ومجلس
الحرب والجيش. فضلاً عن تأزيم علاقاته بمصر، كما تأزيم الداخل المصري، إن لم يردّ
عليه.
وبهذا ستزيد احتمالات، وقف العدوان بعد حرب رفح، إن وقعت. وذلك
بزيادة قوة كل العوامل التي تضغط لوقفه. فضلاً عن خروج المقاومة وقيادتها والشعب،
منتصرين بإذن الله.