واحد من ثمانية مخيمات للاجئين
الفلسطينيين ويعد ثالث أكبر مخيم
للاجئين الفلسطينيين بعد مخيمي جباليا والشاطئ في قطاع
غزة من حيث السكان
والمساحة، ويضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من ديارهم في نكبة عام
1948.
يقع
مخيم النصيرات على بعد 8 كم جنوب مدينة غزة، وعلى بعد 6 كم شمال
بلدة دير البلح، وبشكل أكثر دقة يقع في وسط قطاع غزة، أما الوادي المعروف باسم
وادي غزة فهو يفصل بين شمال النصيرات وبين مدينة الزهراء.
يحد المخيم، البحر الأبيض المتوسط من الغرب، ومن الشرق شارع صلاح
الدين ومخيم البريج، ومن الجنوب قرية الزوايدة، ومن الجهة الشمالية وادي غزة،
ويبعد عن مدينة القدس المحتلة حوالي 87 كيلو مترا، ويرتفع عن سطح البحر ما بين 25
و30 مترا.
وسمي بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة عرب النصيرات التي كانت تسكن المنطقة
قديما.
الشارع الرئيسي في مخيم النصيرات
تتصف أراضي المخيم بأنها أراض سهلية تغلب عليها الكثبان الرملية،
خاصة المناطق المحاذية لساحل البحر، والتي تزرع فيها أشجار الزيتون وكروم العنب.
ويعيش السكان في بيوت متلاصقة غالبيتها متداعية ومعرضة للانهيار ففي
موسم شتاء عام 1983 ونتيجة لهبوب العواصف سقط وتهدم عدد كبير منها وبخاصة الواقعة
على مقربة من الشاطئ.
بلغ عدد سكان مخيم النصيرات عند الإنشاء 16 ألف نسمة، وبلغ عام
1967 17600 نسمة، ارتفع إلى 28200 نسمة في عام 1987، وبلغ حسب تقديرات جهاز
الإحصاء المركزي لعام 2020 نحو 34194 نسمة، وهناك معلومات تقول إنه يعيش حاليا في
المخيم 77 ألف لاجئ.
وبلغت مساحة المخيم سنة الإنشاء حوالي 588 دونما.
كان المخيم قبل النكبة عبارة عن معتقل عسكري زمن حكومة الانتداب
البريطانية، وقد اهتم الجيش البريطاني إبان فترة الانتداب في فلسطين، بإقامة
معسكرات كبيرة، وتوطين بعض العائلات اليونانية بعد ترحيلها من بلادها أثناء الحرب
العالمية الثانية.
ومع حلول نكبة عام 1948 وفد إلى المخيم نحو 16 ألف لاجئ، أغلبهم من
سكان منطقة بئر السبع والقرى الجنوبية لفلسطين. وتم تقسيمه إلى أحياء أو بلوكات وكل بلوك يضم لاجئين من قرية أو
مدينة معينة في منطقة المنشأ قبل النكبة، مثل أهل اللد وبئر السبع وكوكبة وغيرها
من القرى والمدن الفلسطينية.
وفي عام 1977 شكلت لجنة محلية تولت مهمة إنشاء شبكة كهرباء في جميع
أنحاء مخيم النصيرات، وتمكنت اللجنة في عام 1980 من تأسيس شبكة مياه، واستمرت في
القيام بأعمالها وتقديم الخدمات الحياتية لسكان المخيم حتى عام 1987 حيث تحولت إلى
مجلس قروي، إلى أن صدر في عام 1996 بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، مرسوم
بتحويل المجلس القروي إلى مجلس بلدي يتبع وزارة الحكم المحلي.
جعل الحصار على غزة الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لجميع اللاجئين في
المخيم تقريبا، والذي يعاني الآن من نسب بطالة مرتفعة ومن الفقر. وفي هذه الأيام،
القليل من العائلات تستطيع إعالة نفسها، وتعتمد نسبة كبيرة من السكان على برامج
المساعدات التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين
"أونروا".
وعمل سكان المخيم الأوائل في مهنة الزراعة لوجود مساحات كبيرة من
أشجار الحمضيات وكروم العنب وكذلك زراعة أنواع مختلفة من الخضروات، لكن المهن
تنوعت مع مرور السنين، إذ يعمل سكان المخيم حاليا في مهن كثيرة، أبرزها العمل في
"أونروا"، كالصحة والتعليم،
ووظائف حكومية، وفي الصناعة والتجارة، علما بأن الشباب وأغلبيتهم من خريجي
الجامعات يعانون نسبة بطالة عالية.
وتقدم "أونروا" العديد من الخدمات في طليعتها الخدمات
التعليمية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وتشرف على هذه المدارس وتديرها، كما
أن هناك عدة مدارس حكومية للبنين والبنات ويعاني الطلبة من الازدحام الشديد في
الصفوف ونقص عدد الفصول فضلاً عن قلة عدد المدرسين والمدرسات.
وفي المخيم مركز للنشاط النسائي ومركز لرعاية وتدريب المكفوفين وروضة
أطفال ومركز لتعليم الطباعة والسكرتارية.
في مجال الخدمات الصحية توجد عيادة طبية ومستوصف صحي تابع للحكومة
ويحصل المريض على الأدوية مجانا.
ويوجد في المخيم مصنع لتصنيع الأخشاب ومصنع لتعليب الحمضيات، وهناك
عدة مصانع للطابوق الأسمنتي ومصنع للمواد الغذائية، وتكثر في المخيم المحلات
التجارية وخاصة محلات الملابس ومحلات بيع الأسماك والخضروات، ومحلات الحلاقة التي
انتشرت بشكل كبير فاق عددها المئات، وتعتبر مهنة الزراعة وصيد الأسماك مصدرا أساسيا للدخل.
ويضم المخيم عددا من المساجد الشهيرة: مسجد الشهيد حسن البنا، مسجد
عز الدين القسام، مسجد سيد قطب، الشهداء، الجمعية الإسلامية، مسجد الشهيد فتحي
الشقاقي، خالد الخطيب، الدعوة، الفاروق، وغيرها.
كما يمتاز مخيم النصيرات بوجود بعض المعالم الأثرية والسياحية فيه،
وأبرزها تل أم عامر وهو عبارة عن مدينة وكنيسة بيزنطية تم اكتشافها في عام 1995،
وتل عجول وهو منطقة أثرية وجد بها بعض الآثار والمصكوكات وتقع بالقرب من وادي غزة
جنوب شمالي المخيم، ومقبرة الشوباني وهي قديمة جدا لا تعرف الحقبة الزمنية التي
أقيمت خلالها هذه المقبرة.
يعد يوم الاثنين، يوم السوق الشعبي للمخيم، حيث يقصده التجار من
مناطق قطاع غزة كافة لعرض بضائعهم، نظرا لكونه واحدا من أضخم الأسواق التجارية في
قطاع غزة، لارتفاع عدد سكان المخيم.
بالطبع هذا الواقع تغير كثيرا بعد العدوان الإسرائيلي على غزة منذ
السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تعرض المخيم لدمار هائل من قبل المدفعية
والطيران الإسرائيلي.
مخيم النصيرات يتعرض للقصف مثل باقي المناطق في قطاع غزة
واستهدف القصف عمارات وأبراجا سكنية وأراضي زراعية وطرقا في مناطق
مختلفة من المخيم، وسقط من أبناء المخيم آلاف الشهداء والجرحى شأن باقي مناطق
القطاع.
المصادر
ـ مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا)، وكالة الأنباء والمعلومات
الفلسطينية.
ـ موسوعة المخيمات الفلسطينية.
ـ "مخيم
النصيرات.. أرض لها
تاريخ"، صحيفة الخليج، 22/7/2012.
ـ مخيم النصيرات، موقع وكالة الأمم
المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا).
ـ "كاميرا الجزيرة ترصد آثار الدمار في
مخيم النصيرات وسط غزة"، قناة الجزيرة، 8/1/2024.
ـ شبكة الخامسة للأنباء الإعلامية.
ـ موقع وصحيفة عربي21.