نشر موقع "
معهد واشنطن" لدراسات الشرق الأدنى، تحليلا حول مستقبل
الكويت في ظل عهد أمير البلاد الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بعد وفاة أخيه نواف الأحمد.
وقال المعهد؛ إن موقع الكويت الجغرافي، وثروتها النفطية تمنحاها أهمية للبلاد تفوق بكثير مساحتها وعدد سكانها.
وأضاف التحليل: "لم تكن وفاة الأمير نواف الأحمد الصباح، البالغ من العمر ستة وثمانين عاما، مفاجئة؛ بسبب تردي وضعه الصحي في الشهور الأخيرة، ولكن أخاه غير الشقيق، الشيخ مشعل، هو نفسه في الثالثة والثمانين من عمره، الأمر الذي سيثير الكثير من التكهنات حول الشخص الذي تفضله عشيرة الصباح الأوسع نطاقا، ليكون الوريث الشرعي لمشعل، وما إذا كان سيتم اختيار شخص أصغر سنا بكثير، وأكثر قدرة على الحكم لفترة أطول".
إظهار أخبار متعلقة
وفي النظام الكويتي، أمام الأمير الجديد، الذي لم يؤد اليمين الدستورية بعد في "مجلس الأمة الكويتي"، اثني عشر شهرا لاختيار وريثه. ولم تظهر بعد أسماء المرشحين المحتملين علنا.
وأضاف المعهد، "أن ذكرى غزو الكويت بقيادة الرئيس العراقي صدام حسين في عام 1990 وما تلا ذلك من تحرير البلاد على يد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة، تستحضر موقع الكويت الهش في الطرف الشمالي للخليج العربي، بين العراق والسعودية، حيث لا تبعد إيران سوى أميال قليلة عبر المياه. وتمتلك الكويت، العضو في منظمة "أوبك"، ما يقرب من 10 في المائة من النفط العالمي، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة، -70 في المائة منهم من المغتربين - وأصبح اسمها مرادفا للثروة".
وتابع: "لكن على الرغم من ذلك، تعاني البلاد من انقسامات في الحكم وسوء الإدارة. وكثيرا ما ينتقد أعضاء "مجلس الأمة" الخمسون الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف، الابن الأكبر للأمير الراحل. ونتيجة للاستجواب والمساءلة القاسيين اللذين يواجههما الوزراء في "المجلس"، شكّل الشيخ أحمد أساسا، الذي تم تعيينه في تموز/يوليو 2022، حكومته الرابعة".
وفي هذا الصدد، وصف الإصدار الأخير للنشرة الإخبارية للطاقة التابعة "للمسح الاقتصادي للشرق الأوسط" (MEES) علاقاته مع "مجلس الأمة" بأنها "مضطربة"، وجاء فيها: "في ظل هذه العلاقة المتوترة، لا تزال الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة بشدة غير مطبقة".
ومن الأمثلة الصارخة على ذلك، الحاجة الناشئة إلى استئجار محطات لتوليد الكهرباء على متن السفن؛ لأن البنية التحتية البرية الحالية بالكاد تكفي لتوفير الطاقة لأشهر الصيف، عندما يبلغ الطلب على تكييف الهواء ذروته.
وتتطلع القيادة الكويتية إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري، وتستضيف أكثر من 13000 جندي أمريكي في البلاد. يجب أن تتمنى واشنطن التوفيق للشيخ مشعل في دوره القيادي، وتأمل أن يتمكن في النهاية من اختيار خلف له، وربما أصغر سنا، من عائلة الصباح، يكون قادرا (على إدارة البلاد)، بحسب معهد واشنطن.