نشرت صحيفة "الغارديان" مقال رأي لـ مصطفى بيومي، قال فيه إن التنوع والشمول محبوب لدى الجميع إلا عندما تظهر
فلسطين.
وقال أستاذ اللغة الإنجليزية بكلية بروكلين وجامعة سيتي في نيويورك أن مدرسة وجهت له دعوة للمشاركة في حلقة نقاش لا علاقة لها بالاحتلال أو القضية الفلسطينية ولكن الآباء اتهموه بنشر "
خطاب الكراهية".
وأضاف إن مدرسة دواننينغتون، هي سادس أكبر مدرسة في منطقة بنسلفانيا زاعما أنها "منطقة القرن الحادي والعشرين الحافلة بالدفء المثالي وروعة البلدة الصغيرة".
وسرد الكاتب القصة التي حدثت له، في آذار/ مارس، إذ اتصلت به المنطقة التعليمية وعرضت عليه المشاركة في مناسبة افتراضية لدعم برنامج التنوع والمساواة والشمول لها.
وفي البداية طلب منه المنظمون تقديم برنامج عن العرب الأمريكيين، إلا أن هذا تغير وطلب منه التركيز على الطلاب اللاجئين وكيفية مساعدة عائلاتهم. وهو برنامج قريب من قلبه ويحبه لأنه عائلته منخرطة في عدد من ملامح إعادة توطين اللاجئين.
ووافق المنظمون مع الكاتب على التفاصيل وأرسل إليهم صورة شخصية له وسيرة ذاتية، وبدأت المنطقة بالإعلان عن المناسبة على موقعها على الإنترنت وأنها ستعقد في 1 تشرين الثاني/نوفمبر.
إلا إنها ألغيت والسبب هو "النزاع في الشرق الأوسط"، مع أن المدرسة اعترفت في رسالة إلكترونية أنها اتصلت به للحديث حول موضوع مختلف و "في الوقت الذي تعي فيه المنطقة أن البرنامج ليس عن النزاع في الشرق الأوسط"، إلا أن قرار إلغاء المناسبة "تأثر بشكل رئيسي بالنزاعات في الخارج والعدد الكبير من الرسائل الإلكترونية التي وصلتنا تعبر عن قلق من التوقيت".
اظهار أخبار متعلقة
ووصل إلى الكاتب رسائل مثيرة للغضب ومضللة وتحمل اعتداء على شخصيته، نظرا لدعمه للفلسطينيين في وجه الهجوم الإسرائيلي الوحشي على
غزة والذي استشهد فيها أكثر من 11.000 فلسطينيا، حسب التقديرات الفلسطينية.
وقال بيومي إن واحدا من منشوراته على إكس/ تويتر سابقا حظي في الفترة الماضية على أكبر قراءة هذا الشهر، لأنه رد على شعار جداري معاد لليهود في برونكس بنيويورك. وجاء في المنشور " الطريقة الوحيدة لتحرير فلسطين وتحرير أنفسنا هو مقاومة "كل" أشكال التعصب بما فيها معاداة السامية"، وبالتأكيد هذا خطاب كراهية!. وبالطبع انتقد الكاتب،
الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف كل الناقدين لإسرائيل" بمعاداة السامية"، كما هو الحال، ما هي إلا محاولة تحليل الاحتلال الإسرائيلي من المسؤولية وطعن في شخص الناقد وحرف الإنتباه عن الأفعال الحقيقية لمعاداة السامية والتي تحدث والتي تضع حياة اليهود في خطر.
ويقول بيومي إنه تلقى منذ إلغاء المناسبة رسائل من آباء وخريجين عبروا بشكل خاص عن غضبهم. وقال شخص "أشعر بخيبة أمل كبيرة لأن المنطقة تواصل التخلي عنا كمسلمين في التمثيل" و "لا ندعم الإلغاء لمناسبتك" و "عليك أن تعرف أن هذا مثال آخر عن إسكات الأصوات العربية والمسلمة".
ويضيف أن هذه هي النقطة المحورية ، فلو كنت فلسطينيا أو عربيا ومسلما في الولايات المتحدة أو حليفا لأي منهم فخطابك مراقب إن لم يتم اسكاتك فورا.
ويكمل :" بعد أن أرسلت رابطة مكافحة التشهير ومركز دي برانديز لحقوق الإنسان بناء على القانون رسالة إلى رؤساء الجامعات للتحقيق في جماعة مؤيدة للفلسطينيين، رد اتحاد الحريات المدنية الامريكي برسالة حث فيها بطريقة لا لبس فيها على رفض الدعوات للتحقيق وحل او معاقبة الجماعة الطلابية المؤيدة لفلسطين لأنها مارست حقها في
حرية التعبير".
وألغت كلية برنارد الأمريكية هذا الشهر مناسبة للكاتب الفلسطيني محمد الكرد، وأصبحت جامعة برانديز أول جامعة خاصة تحظر جمعية "طلاب من أجل العدالة لفلسطين"، حيث اعتبرته منظمة حرية التعبير "فاير" "عمل صارخ للتمييز ضد وجهات الرأي".
وعلقت جامعة كولومبيا فرعا لجمعية طلاب من أجل العدالة لفلسطين والصوت اليهودي للسلام حتى نهاية الفصل الدراسي بزعم أنهما "خرقتا وبشكل مستمر السياسات الجامعية المتعلقة بعقد المناسبات".
ولام مجلس النواب نائبة ميتشغان رشيدة طليب من أجل إسكات وتخويف النائبة الفلسطينية الوحيدة بالكونغرس.
ويجب على الناس قراءة تفاصيل القرار عن مجلس النواب الحافل بالتشويه وأنصاف الحقائق، مثل "دعم" طليب لحماس وهجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأنه "مبرر" في بيانها في 8 تشرين الأول/أكتوبر وهو كلام غير صحيح.
ولم تدع طليب لتدمير الاحتلال الإسرائيلي لكن تم استهدافها، في وقت لم يتعرض فيه نائب أوهايو ماكس ميلر الذي أخبر فوكس نيوز أن فلسطين "هي منطقة قد تنزع أحشاؤها لأننا سنحولها إلى موقف سيارات".
اظهار أخبار متعلقة
وربما الحديث عن حرية التعبير ليس محله في وقت تتعرض فيه غزة لازمة حادة وقصف إسرائيلي يقتل مزيدا من الفلسطينيين، لكنهما مترابطان.
وكلاهما يعتمد على تجريد الأخر من إنسانيته وقوته. والطريقة الأسرع لإسكات الناس هي منعهم التحدث عن أنفسهم، يقول الكاتب.
ويضيف :" هناك حديث تعترض عليه، ولكن الطريقة للرد على الخطاب الذي لا تحبه هو التواصل معه بخطاب آخر وبدون استخدام الأكاذيب وأنصاف الحقائق والتشويه المتعمد لمنع خطاب شخص آخر".
ويقول أنه يتم إسكات العرب والفلسطينيين والمسلمين بسرعة ويجردون من إنسانيتهم، سواء في الكونغرس أو حرم الجامعات او المناسبات على زووم، ولكن الذين يحاولون منعهم لا يمكن أن يكونوا حكما بشأن ما هو مقبول من الخطاب. و"الأهم من هذا، فلست بحاجة لأن أثبت أنسانيتي لمن يريد حرماني منها، ولن أفعل حتى من بلدة صغيرة رائعة".