قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه تلقى شهادات لنازحين
فلسطينيين تفيد بتحويل إسرائيل ممر النزوح المعلن عنه منذ أيام إلى مصيدة قتل
واعتقال فضلا عن عمليات تنكيل ممنهجة واسعة النطاق والأشكال.
وأوضح الأورومتوسطي في تقرير له اليوم السبت أرسل نسخة منه لـ
"عربي21"، أن الحديث من قبل الجيش الإسرائيلي عن ممر آمن لخروج النازحين
هو جزء من تكتيكاته العسكرية التي يستخدمها للنيل من المدنيين الفلسطينيين.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي الذي يضغط على سكان المدينة وشمالها إلى
مغادرة مناطق سكنهم باتجاه وسط وجنوب القطاع، خصص "ممرًا" على طول
شريان المرور الرئيسي، طريق صلاح الدين، بين الساعة الـ9:00 والساعة الـ16:00.
وجمع فريق الأورومتوسطي شهادات لنازحين عبروا على مدار الأيام
الثلاثة الماضية الممر المعلن عنه وتحدثوا عن إفادات صادمة عن حوادث قتل واعتقال
وإذلال متعمد لهم.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن إسرائيل أنذرت أكثر من مليون شخص ـ
أي نصف إجمالي السكان ـ بمغادرة مدينة
غزة وشمالها بعد أقل من أسبوع من إطلاقها
حربا مدمرة وغير مسبوقة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأبرز المرصد أنه حذر منذ صدور أمر الإخلاء الإسرائيلي من مخاوف
قانونية وإنسانية خطيرة ومخاوف على سلامة المدنيين الفلسطينيين فضلا عن كونه يشكل
تهجيرا قسريا وترانسفيرا ينتهك القانون الدولي الإنساني وقد يرتقي إلى جريمة
حرب.
وقال إن إسرائيل لا تكتفي بالتهجير القسري للمدنيين في غزة بل إنها
لا توفر لهم ملجأ آمنا أو وسيلة للنزوح بأمان بل وتستهدفهم خلال ذلك لتخرق بشكل
صريح قوانين الحرب التي تحظر "أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساسا إلى
بث الذعر بين السكان المدنيين".
وطالب المرصد الأورومتوسطي الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي تقدم بلاده
مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار لإسرائيل، بالتدخل الفوري لدى
إسرائيل لوقف عمليات القتل والتنكيل التي تمارسها عبر ما تقول إنه ممر آمن
للفلسطينيين.
ومنذ 36 يوما،
يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء
سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة
و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية، حتى مساء الجمعة.