طالبت مؤسسة المجلس العربي (مقرها جنيف)
المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق نزيه وفعال في الجرائم التي
ترتكبها إسرائيل في
غزة وتسلط الضوء في شكواها على جريمة الإبادة الجماعية.
وأدان المجلس في الدعوة، التي حصلت
"عربي21" على نسخة منها، بشدة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة
والمجازر العشوائية بحق المدنيين، والتدمير الواسع النطاق والممنهج للأعيان
المدنية، والذي يرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقد يرقى إلى درجة
جريمة الإبادة.
وحذر من استمرار الهجمات المكثفة والعشوائية
التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مناطق غزة المكتظة بالسكان، إلى جانب الإغلاق
التام وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والدواء عن غزة، لما تمثله من
انتهاكات خطيرة للحق في الصحة والحياة لما يقارب من 2.2 مليون شخص يعيشون في قطاع
غزة.
ودعا المجلس العربي المدعي العام للمحكمة
الجنائية الدولية كريم خان إلى إجراء تحقيق فعال ونزيه في الجرائم الإسرائيلية
بموجب نظام روما الأساسي، ولا سيما الاستهداف العشوائي لمنازل المدنيين وقتل أكثر
من 4000 مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 12000، وقتل عائلات
بأكملها. وملاحقة ومحاسبة كل فرد نفذ أو أمر بارتكاب مثل هذه الجرائم.
كما أنه طالبه بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها
للقانون الدولي والعقاب الجماعي ضد المدنيين، بما في ذلك من خلال الدعم العلني
وغير المشروط للتحقيق الحالي الذي يجريه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وطالب المجلس مكتب المدعي العام لمحكمة
الجنايات الدولية بالبقاء في حالة تأهب تحسباً لنية المسؤولين الإسرائيليين
المتمثلة بمواصلة تحريض قوات
الاحتلال الإسرائيلي وسائر الأجهزة الأمنية
الإسرائيلية على ارتكاب أبشع الجرائم الدولية ضد المدنيين، بما في ذلك التحريض على
إبادة
الفلسطينيين.
ولليوم التاسع عشر على التوالي، يتعرض قطاع
غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق
الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف الحديدية".
وفجر 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت
حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان
الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة
بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية
المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية
"السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة،
الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة.
يذكر أن المجلس العربي، هو منظمة دولية تم
تأسيسها في جنيف في فبراير عام 2022 تحت القانون السويسري باسم "مؤسسة المجلس
العربي" Arab Council
Foundation برئاسة
الدكتور محمد المنصف المرزوقي وعضوية نائبي الرئيس الأستاذة توكل كرمان والدكتور
أيمن نور.
تأتي هذه المبادرة امتداداً لتجربة
"المجلس العربي للدفاع عن الثورات الديمقراطية" الذي تم الإعلان عن
تأسيسه يوم 26 يوليو 2014 بتونس.
ويهدف المجلس لبناء تحالف للقوى الديمقراطية
المؤمنة بتكريس قيم الربيع العربي وبضرورة التصدي لمشروع تحالف قوى الاستبداد
والفساد، ويسعى لإحياء فكرة العمل العربي المشترك عبر بناء الشبكات وتقديم
المبادرات الهادفة إلى توجيه أنظار الأمة الى التحديات الكبرى الاقتصادية
والاجتماعية والبيئية والثقافية التي عجز النظام العربي القديم عن حلها، ويعمل
المجلس على تنضيج الأرضيّة الفكرية والسياسية والهيكلية للمشروع العربي المشترك
البديل.