مع تقدم
الحرب وازدياد وحشية
الاحتلال تزداد
وحشية الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتمسكه بسردية الاحتلال حول الأحداث
غير مكترث بكم ونوع الضحايا والدمار الهائل الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية.
منذ بداية الأحداث وقف الغرب بقيادة
الولايات المتحدة الأمريكية صفا واحدا في دعم قوة الاحتلال وحقها فيما يسمونه
"الدفاع عن النفس"، فانهالت على هذه القوة كل أنواع الدعم من كل حدب
وصوب وترك الشعب
الفلسطيني لوحده يتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى حتى تحول
القطاع إلى محرقة ترتكب فيه جريمة الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع من الجميع.
لم يكلف الفاشي بنيامين نتنياهو نفسه عناء
القيام بجولات مكوكية أو اتصالات للحصول على الدعم غير المحدود وعلى كافة الأصعدة
من اللحظة الأولى فكفاه نشر فرية تقطيع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء التي انتشرت
كما النار في الهشيم بعد أن تناقلتها وسائل الإعلام الغربية دون تحقق أو تحقيق،
وهو ما اعتادت عليه هذه الوسائل في كل مرة تشن فيها إسرائيل حربا على قطاع
غزة.
لم تصمد هذه الفرية التي اعتبرت ركيزة
أساسية لشن الحرب وتبرير ارتكاب المذابح فسرعان ما تراجع عنها البيت الأبيض وتبين
أن كل ما عرض في هذا الشأن دعاية كاذبة استندت إلى شائعة أطلقها أحدهم مدعومة
بصورة لكلب فبركت بالذكاء الاصطناعي على أنها جثة طفل محترقة، وعلى الرغم من ذلك
لم تعتذر وسائل الإعلام التي نشرت القصة وبقيت الفرية متداولة على ألسن تلهج بحق
قوة الاحتلال "الدفاع عن النفس".
قوة الاحتلال لا تحتاج إلى أي مبرر لارتكاب
كل هذه المذابح على مدار 75 عاما، لقد قامت على المذابح والتدمير، كما رأى العالم
على الأقل ما فعلوه في أربعة حروب سابقة على قطاع غزة، إنما ونحن في عصر السماوات
المفتوحة لا بد من ذريعة لتسريع القضاء على ما تبقى من الشعب الفلسطيني بالقتل
والتهجير.
لم يكلف الفاشي بنيامين نتنياهو نفسه عناء القيام بجولات مكوكية أو اتصالات للحصول على الدعم غير المحدود وعلى كافة الأصعدة من اللحظة الأولى فكفاه نشر فرية تقطيع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء التي انتشرت كما النار في الهشيم بعد أن تناقلتها وسائل الإعلام الغربية دون تحقق أو تحقيق، وهو ما اعتادت عليه هذه الوسائل في كل مرة تشن فيها إسرائيل حربا على قطاع غزة.
مشهد المحرقة في قطاع غزة لا تخطئه عين لكن
الغرب الرسمي وإعلامه عن سابق إصرار يتجاهل حجم الدمار والخسائر البشرية الناتجة
عن قصف الاحتلال، وبكل برود يتابعون قتل الأطفال والنساء والشيوخ فلا جثث الأطفال
المحترقة ومقطعة الأوصال ولا مقتل الأجنة في بطون أمهاتها ولا الجثث المكدسة تحت
الركام ولا الهائمون على وجوههم في الشوارع بحثا عن مأوى، ولا مشاهد المشافي
الممتلئة عن آخرها بالجرحى والموتى، ولا مشهد الأطفال الذين كتبوا أسماءهم على
أيديهم وأرجلهم تحسبًا لأي قصف فيقضوا ولا يتعرف عليهم أحد، ولا مشهد المساجد
والكنائس والمشافي والمدارس التي دمرها القصف، ولا انهيار المرفق الصحي والخدمي
فلا دواء ولا ماء ولا طعام، أيقظت فيهم ولو بعض الضمير ليقولوا كفى أوقفوا هذا الجنون.
أراد بايدن خلال الذبح المتواصل أن يرينا
بعضا من إنسانيته الزائفة قبيل صعوده الطائرة متجها لإسرائيل فعبر عن غضبه لمقتل
500 في قصف الاحتلال لمشفى المعمداني، لكنه لم يبد أي غضب لمقتل أكثر من 2900
إنسان قتلوا قبل مذبحة المعمداني، فهل هؤلاء أهداف عسكرية؟ على كل حال سرعان ما
تبدد غضبه وتبنى رواية الاحتلال الكاذبة بأن صاروخا فلسطينيا أخطأ هدفه هو من تسبب
في المجزرة، واستمرت المذابح كالعادة ولم نسمع أنه أبدى أي غضب.
لقد بدت الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة
بايدن ومعه قادة بريطانيا وأوروبا عراة تماما من أي قيم وأخلاق، وهذا ليس غريبا
على هذه الدول وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية التي أقامت نظامها على
جماجم السكان الأصليين وارتكبت المذابح في مشارق الأرض ومغاربها وكان آخرها في
العراق وأفغانستان.
ولتأكيد المؤكد وإصرارا على منهج بايدن
الدموي وبعد مرور 16 يوما على إعطاء الضوء الأخضر لذبح سكان القطاع وتهجيرهم قامت
الولايات المتحدة بتوزيع مشروع قرار على مجلس الأمن بعد فشل مشروعين تؤكد فيه على "حق
قوة الاحتلال في الدفاع عن النفس" دون أي ذكر لوقف إطلاق النار أو تدفق
المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
فأي صلف هذا وأي تعطش لمزيد من سفك الدماء
ألم يرتووا من غزير دماء الأبرياء التي أهرقت؟! لقد دخل عداد الموتى الألف الخامسة
ودخل عداد الجرحى العشرة آلاف الثانية، خمسين بالمئة من المساكن لم تعد صالحة
للسكن بسبب الهدم الكلي أو الجزئي، وسبعين بالمئة من السكان نزحوا عن مساكنهم
تتفشى بينهم الأمراض المعدية فاقدين لأي مقوم من مقومات الحياة.
الأنكى من صلف الغرب ذل النظامين العربي
والإسلامي، وصمت العديد من الدول المناوئة لسياسات الغرب، لقد أصدروا البيانات
وعقدوا مؤتمرات في مصر والسعودية وسمعنا تصريحات نارية، إلا أنهم لم يحركوا أي
ساكن فكل ما نسمعه جعجعة بغير طحن بينما قطاع غزة ينزف ويحترق.
مصر أغلقت معبر رفع وأعلنت عن نفسها بنفسها
أنها عاجزة عن فتحه إلا بإذن من إسرائيل، فأي عار هذا؟ ألا تستطيع مصر ومعها بعض
الدول الإعلان عن فتح معبر رفح والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية تحت حماية
عسكرية برا وجوا والعمل على إخلاء الجرحى وإدخال الأطباء لإنقاذ الجرحى قبل أن
يموتوا في أروقة المشافي لعدم القدرة على علاجهم.
إنهم وبالقطع يستطيعون لكن قادة 57 دولة
عربية وإسلامية لا يريدون، لا يملكون الإرادة، بل منهم من يدعم إسرائيل في مواقفها،
إنه خليط من الخيانة والعجز الذاتي مبعثه التدجين والتخويف الذي مارسته الولايات
المتحدة الأمريكية على قادة هذه الدول طوال عقود.
الشعوب في مشارق الأرض ومغاربها قالوا
كلمتهم "أوقفوا هذه الحرب"، "أغيثوا غزة" لكنهم مغلوبون على
أمرهم، لم تجد صرخاتهم وأصواتهم أي مجيب يأملون أن تترجم أمانيهم بوقف الحرب إلى
واقع عملي، يأملون أن تتحرك أنظمتهم لاتخاذ ما يلزم من إجراءات فهل يفعلها بعضهم؟
لا بد من تخطي مجلس الأمن الذي يسيطر عليه
فيتو الولايات المتحدة الأمريكية، واللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب
قرار متحدون من أجل السلام رقم (377/5) تاريخ 3/11/ 1950 الذي ينص على أنه في أية
حالة يخفق فيها مجلس الأمن، بسبب عدم توفر الإجماع بين أعضائه الخمسة دائمي
العضوية، في التصرف كما هو مطلوب للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، يمكن للجمعية
العامة أن تبحث المسألة بسرعة وقد تصدر أي توصيات تراها ضرورية من أجل استعادة
الأمن والسلم الدوليين.
انعقدت الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة
للجمعية العامة لأول مرة في أبريل 1997، بناء على طلب من الممثل الدائم لدولة قطر،
وجاءت هذه الجلسة في أعقاب سلسلة من اجتماعات مجلس الأمن والجمعية العامة بشأن
القرار الإسرائيلي بناء مستوطنة هار حوما، وهو مشروع سكني يضم 6500 وحدة سكنية، في
منطقة جبل أبو غنيم في القدس الشرقية.
نحن نواجه جبهة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل بالعدة والعتاد ومن شأن انعقاد الجمعية العامة الطارئة تشكيل جبهة مضادة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف الحرب في قطاع غزة والضغط على مصر لفتح معبر رفح وتسيير قوافل الإغاثة الإنسانية تحت مظلة الأمم المتحد
تم استئناف الجلسة الخاصة الطارئة العاشرة
في آخر خمس سنوات مرة في 13 يونيو 2018 للنظر في مشروع قرار بعنوان "حماية
السكان المدنيين الفلسطينيين"، بناءً على طلب من الجزائر وتركيا وبتاريخ
7/05/2022 استؤنفت الجلسة العاشرة بناء على طلب السودان نيابة عن المجموعة العربية
وجنوب أفريقيا نيابة عن حركة عدم الانحياز للنظر في بند جدول الأعمال حول
"الإجراءات الإسرائيلية غير المشروعة". في القدس الشرقية المحتلة وبقية
الأرض الفلسطينية المحتلة"، وفي كل قرار يتخذ في الدورة يختم ببند أن الدورة
تبقى معلقة (مفتوحة) يمكن لأي دولة عضو طلب انعقادها، فلماذا حتى اللحظة امام عجز
مجلس الامن لم تطلب أي دولة بما فيها دولة فلسطين انعقاد الجمعية العامة في صيغتها
الطارئة؟
نحن نواجه جبهة بقيادة الولايات المتحدة
الأمريكية تدعم إسرائيل بالعدة والعتاد ومن شأن انعقاد الجمعية العامة الطارئة
تشكيل جبهة مضادة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف الحرب في قطاع غزة والضغط على
مصر لفتح معبر رفح وتسيير قوافل الإغاثة الإنسانية تحت مظلة الأمم المتحدة.
كما أنه يتوجب أن يكون على جدول أعمال
الجمعية الطارئة بند إحالة ملف الإبادة الجماعية إلى محكمة العدل الدولية بموجب
اتفاقية منع الابادة الجماعية لعام 1948، كما فعلت الجمعية العامة بقرارها رقم 77/400 الذي يطلب إلى محكمة العدل الدولية إصدار فتوى بشأن طبيعة الاحتلال
الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
العار كل العار أن نقف متفرجين على محرقة
غزة، نحن في سباق مع الزمن لإنقاذ غزة من آلة الحرب الأمريكية الإسرائيلية، علينا
جميعا أن نواصل النضال والضغط على من يهمه الأمر لاتخاذ ما يلزم من إجراءات في وجه
كل أولئك الذين يسعرون حربًا دينية في المنطقة التي إن امتدت ستحرق الجميع.