طرح تحذير الولايات المتحدة الأمريكية للواء الليبي خليفة
حفتر ومطالبته بالابتعاد عن روسيا، بعض الأسئلة عن تداعيات هذا التحذير وما إذا كان حفتر سيرضخ له أم يستمر في تواصله مع
موسكو من أجل الحصول على دعم منها على عدة أصعدة.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن "واشنطن حذرت حفتر وغيره من القادة الليبيين من الاعتماد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبدية عدم رغبتها في تقاربه مع روسيا، وذلك ردا على الزيارة التي قام بها حفتر إلى موسكو قبل أيام، والتقى خلالها بالرئيس الروسي بوتين ووزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو".
"تحذير مضحك"
وذكر المتحدث باسم حفتر أنه "تم خلال الزيارة إجراء مشاورات بشأن التطورات في
ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، دون مزيد من التفاصيل".
وفي أول رد فعل على
التحذير الأمريكي لحفتر بسبب تقاربه مع موسكو، علقت السفارة الروسية لدى ليبيا بسخرية على موقف واشنطن، قائلة: "واشنطن تواصل إمتاعنا، ضحكنا طوال المساء"، بحسب ما أوردته قناة "آر تي عربية".
فما تداعيات الصدام بين الإدارة الأمريكية وحفتر الآن؟ وهل تعيد واشنطن ملف مرتزقة "فاغنر" الروسية وعلاقتها بحفتر إلى الواجهة للضغط على الأخير؟
اظهار أخبار متعلقة
"حسابات شخصية وليست وطنية"
من جهتها، قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراس إن "حفتر في كل الأحوال هو مواطن أمريكي ويجب ألا تتحمل ليبيا تداعيات الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، وعلى حفتر بصفته يمثل القوة العسكرية للمنطقة الشرقية أن يضع في حساباته سلامة الدولة الليبية وخاصة في المنطقة الشرقية التي تعتبر حفتر وقواته هم من دافعوا عنها وقدموا لها يد العون".
وأشارت في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه "يجب أن يلتزم كل القادة الليبين في شرق وغرب البلاد بضمان استقرار ليبيا وتخليهم عن شركائهم من الدول الأخرى وخاصة المتدخلين في الشأن الليبي عسكريا، كون الحفاظ على وقف إطلاق النار والتخلي عن الجماعات الأجنبية المسلحة داخل الأراضي الليبية هو أولوية في هذه الظروف التي تمر بها البلاد، فلا نريد أن تكون ليبيا ساحة للصراعات الدولية الكبرى"، وفق قولها.
"إنهاء مستقبل حفتر السياسي"
في حين قال الكاتب الليبي والمستشار السياسي السابق للقيادة العامة، محمد بويصير، إن "رد الفعل من قبل الإدارة الأمريكية على هذا التقارب سيكون موجعا لحفتر، كما حدث في أوكرانيا كون الولايات المتحدة دولة عظمى لا تفتقر للوسائل، وخاصة أنهم حذروا حفتر رسميا قبل سفره إلى موسكو ولقاء بوتين".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "رد فعل واشنطن سيكون متخطيا لمستوى الحد الأدنى المتمثل فى التصريحات والمقابلات، وعلى اعتبار أنه أدخل نفسه في خانة أعداء أمريكا فلا بد من إنهائه سياسيا وعسكريا، وأدوات أمريكا كدولة عظمى كثيرة"، بحسب تقديره.
وتابع: "ليبيا على تخوم أوروبا، والحربان العالميتان تشهدان على ارتباطها الاستراتيجي بالأمن الأوروبي، والإدارة الأمريكية تفضل دائما شركاء محليين يعتمد عليهم في تنفيذ ما خططت له"، كما قال.
اظهار أخبار متعلقة
"تنسيق خفي بين واشنطن وموسكو"
الأكاديمية الليبية والأمينة العامة السابقة لحزب الجبهة الوطنية، فيروز النعاس رأت من جانبها أن "الموقف الأمريكي غير واضح وغير جلي، وكون زيارة حفتر لروسيا جاءت مباشرة بعد لقائه بالأمريكان متمثلة في قائد قوات الأفريكوم شيء يدعو للريبة".
واستبعدت أن "يتحدى حفتر أمريكا بهكذا تصرف وأن الأمر يخفي أكثر مما يظهر وقد يصل لدرجة التنسيق بين واشنطن وموسكو في الملف الليبي، أما بخصوص تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن وحديثه عن عائلة حفتر فكل ما ورد به العالم أجمع يعلمه وليس بجديد".
وأضافت في تصريح لـ"عربي21": "الجديد يكون في حالة اتخاذ إجراءات حقيقية وحاسمة تجاه ما ورد بالتقرير أما مجرد صدور التقرير في هذا الوقت فهو عبارة عن ورقة ضغط لأغراض سياسية تخدم مصالح بعض الدول المتدخلة في الشأن الليبي، أما ملف الفاغنر فقد استخدمته أمريكا للضغط على حفتر ولكن لم تكن أبدا جادة في موقفها حيال توغل هؤلاء في ليبيا".
"استمرار التواصل مع روسيا"
وبدوره رأى المحلل السياسي الليبي، وسام عبدالكبير أن "الظروف الدولية والإقليمية الحالية مناسبة جدا للولايات المتحدة الأمريكية لإعادة ملف "فاغنر" للواجهة من جديد والتوقيت مناسب أيضا للضغط على تواجد وانتشار "فاغنر" في دول الساحل الأفريقي وليبيا".
وبين أن "الاضطرابات في مالي والحرب في السودان والترقب الحذر في النيجر والجمود السياسي في ليبيا إضافة إلى استمرار حرب الاستنزاف في أوكرانيا يجعل التوقيت مناسب جدا للضغط من قبل واشنطن للتخلص من هؤلاء المرتزقة وحصارهم"، حسب كلامه.
وبخصوص تحذير واشنطن لحفتر، قال: "التحذير يأتي في نفس السياق السابق، لكن حفتر عنيد ويعرف الأمريكان جيدا كونه يحمل الجنسية وعاش هناك سنوات لذا فهو لايثق فيهم، وبالتالي فإنه سوف يواصل تعزيز علاقاته وتحالفاته مع القيادة الروسية ولن يلتفت للتهديد الأمريكي"، بحسب رأيه وتصريحه لـ"عربي21".