حول العالم

وفاة مغربي بطلقة بارود خاطئة ضمن فعاليات "موسم عبد الله أمغار" السنوي

موسم مولاي عبد الله أمغار واحد من أكثر المواسم شعبية في المملكة المغربية.. (فيسبوك)
موسم مولاي عبد الله أمغار واحد من أكثر المواسم شعبية في المملكة المغربية.. (فيسبوك)
في مشهد مروع، لقي فارس من خيالة التبوريدة في موسم مولاي عبد الله أمغار بالجديدة أمس الأربعاء، مصرعه بعد أن تعرض لحادثة، إثر طلقة بارود.

حسب مصادر محلية، فإن الضحية يمثل سربة مولاي عبد الله أمغار، وسقط خلال كبوة فرسه، ليصاب بطلقة بارود خاطئة.

طلقة البارود الخاطئة داخل محرك التبوريدة الرئيسي لموسم مولاي عبد الله أمغار أصيب على إثرها الفارس على مستوى أسفل الظهر، ليتم نقله على وجه السرعة صوب المستشفى، إلا أنه توفي بعد وصوله مباشرة نظرا لخطورة حالته والنزيف الذي تعرض له.

ويعتبر موسم مولاي عبد الله أمغار واحدا من أكثر المواسم شعبية في المملكة، يستقطب في كل دورة من دوراته أكثر من 500 ألف شخص، وعلى امتداد سبعة أيام، حيث تأتي القبائل لنصب خيامها والاحتفال بسيد المكان وسلالته.

وبالموازاة مع هذه الاحتفالات الدينية، تقام سباقات التبوريدة (من أشهرها تلك التي يشارك فيها 3500 متسابق)، وألعاب، ومسابقات الصقور وعروض موسيقية تؤديها المجموعات الشعبية.

والتبوريدة وتسمى أيضات الفانتازيا والخيالة والباردية وأصحاب البارود، وهو اسم يطلق على عروض فروسية، تحاكي هجمات عسكرية، تمارس في دول المغرب العربي، في مختلف مناطقها، العربية والأمازيغية والصحراوية، إضافة إلى بلدان أوروبية كفرنسا وبلجيكا، بين جالياتها المغاربية.

تكمن رمزيتها في تجسيدها لتعلق شعوب المغرب العربي بالأحصنة والفروسية، التي تمثل رمزاً تاريخياً وتراثياً تتوارث الأجيال العناية به. يُستخدم في مشاهد الفانتازيا بعض ألعاب الخيل أو البارود من خلال تمثيليات لبعض الهجمات، يشنها فرسان على متن خيولهم المزينة، مطلقين عيارات من البارود. وهي ذات شعبية واسعة لدى الجمهور، وتشكل الفرجة الرئيسية للمهرجانات الثقافية والفنية (المعروفة بـ "الموسم" أو "الوعدة")، التي تنظم في المناطق القروية المغاربية. وتتمتع بجاذبية قوية بسبب قدرتها على إبهار المشاهدين بفضل صبغة الغموض والأساطير التاريخية القديمة التي تجعلها تضفي تأثيرًا وسحرًا خاصين على محبي تلك المشاهد.

في السنوات الأخيرة، عرفت ألعاب الفروسية والتبوريدة، انتعاشة كبيرة في المنطقة المغاربية؛ بحيث ارتقت إلى صنف رياضي معتمد في المغرب الأقصى، بمعايير فنية وتنافسية محددة، كما عرفت سنوات 2000، بروز العديد من المواسم والمهرجانات، ذات التغطية الإعلامية والشعبية الكبيرة، على غرار مهرجان الفرس في الجديدة، وعرفت امتداد هذا النوع الفرجوي، الذي كان حكرًا على الرجال، إلى النساء أيضًا، بظهور مجموعة من "السربات" النسوية النشيطة.

وفي سنة 2021، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، المعروفة اختصارًا باليونسكو، التبوريدة المغربية ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي؛ وذلك خلال اجتماعات الدورة السادسة عشرة للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي للمنظمة الأممية.
التعليقات (1)
امال
السبت، 12-08-2023 03:37 م
رحمة الله على الفارس. لكن ما دخل المغرب العربي بفن التبوريدة المغربي