نشرت
صحيفة "
واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور، تحدث فيه عن استخدام
أوكرانيا ذخائر عنقودية قدمتها الولايات المتحدة ضد أهداف روسية، معتبرا أن
استخدام القنابل المحظورة في 123 دولة، يأتي في لحظة محفوفة بالمخاطر أثناء الحرب.
وأشار
المقال إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد لاستعادة الأراضي المفقودة يسير بشكل أبطأ
مما يرغب فيه بعض المسؤولين الغربيين، حيث تشير التقارير الإعلامية إلى أن معاقل
روسيا
في الشرق والجنوب مزروعة بكثافة بالألغام المضادة للدبابات والأفراد، ما يعني أن
الدفاعات الروسية نجحت في تعطيل الهجوم.
ولفت
إلى أن روسيا في المقابل، اختارت إلغاء المشاركة في صفقة الحبوب التي تدعمها الأمم
المتحدة والتي تسمح بتصدير السلع الزراعية الأوكرانية، بينما كثف الجيش الضربات على
المدن الأوكرانية بما في ذلك أوديسا، القناة الرئيسية للحبوب الأوكرانية على البحر
الأسود.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح
المقال أن الأسلحة الأمريكية التي أرسلت إلى أوكرانيا هي قذائف مدفعية يمكن
إطلاقها من مدافع الهاوتزر التي بدأت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بها العام
الماضي.
وحذر
من أن نسبة عدم انفجار القنابل العنقودية يتجاوز الـ2.35 بالمئة، بينما يقدر الخبراء
أن المعدل الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، في إشارة إلى مخاطر انتشار مخلفات القنابل
العنقودية في أوكرانيا، رغم جهود الولايات المتحدة إزالة الألغام وتطهير المناطق
الملوثة بالذخائر العنقودية.
ونبه
المقال إلى أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل ومخز في استخدام القنابل
العنقودية، ظهرت في حملات القصف التي قادتها في العراق وصربيا، وكانت مستخدمة
روتينيا في حرب فيتنام.
اظهار أخبار متعلقة
ولا
تزال الذخائر غير المنفجرة التي ألقتها الولايات المتحدة منذ أكثر من نصف قرن تقتل
المدنيين حتى يومنا هذا.
أصبحت
أوكرانيا البلد الأكثر تلغيما في العالم، كما أفاد صحفيان في واشنطن بوست، حيث
يعتقد الآن أن ما يقرب من 70,000 ميل مربع من الأراضي ملوثة بالذخائر غير
المنفجرة. قد يستغرق تنظيف كل ذلك عقودا من العمل ومليارات الدولارات من
الاستثمار. ولن تؤدي جولات جديدة من الذخائر العنقودية إلا إلى تعميق المشكلة.
وقال
مايكل بوسيوركيو، المحلل المقيم في أوديسا إنه "يمكن للذخائر العنقودية أن
تجلب لكييف ميزة مؤقتة في ساحة المعركة. ومع ذلك، فإنه بمجرد انتهاء الحرب، سيظل الإرث
القاتل المحتمل لهذه الأسلحة العشوائية راسخا في الأراضي الأوكرانية لسنوات
قادمة".