نشر
موقع "
نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن الاجتماع الذي عقده الرئيس
الروسي فلاديمير
بوتين حول الوضع على جسر
القرم بعد استهدافه من قبل طائرات مسيرة
ما أدى إلى شل حركة المرور.
وقال
الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي وجه أصابع
الاتهام إلى نظام كييف، لكنه قلل من شأن عواقب الهجوم على سير العملية العسكرية.
وقال
بوتين في تعليقه على الهجوم إن "هذه الجريمة لا معنى لها لأن جسر القرم لم
يُستخدم للنقل العسكري منذ فترة طويلة"، مؤكدا أن "
روسيا سترد على
الهجوم الإرهابي وتتولى وزارة الدفاع الروسية إعداد المقترحات المناسبة".
وأصدر
بوتين تعليمات لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي ولجنة التحقيق في روسيا للتحقيق في تفاصيل
الواقعة، مشيرا إلى أنه ينتظر مقترحات لتعزيز الأمن على مستوى الجسر، علما بأن هذا
الهجوم الإرهابي الثاني الذي يشهده الجسر.
اظهار أخبار متعلقة
تقديم
الدعم للعامة
أشار
بوتين إلى ضرورة تقديم الدعم للأشخاص الذين يواجهون صعوبات بسبب إغلاق الجسر، وطلب
تقديم تقارير عن نوع المساعدة التي يتلقونها، مضيفا: "نحتاج إلى إجراء تقييم
شامل للأضرار الناجمة عن الهجوم الإرهابي على جسر القرم واستعادة كل شيء في أسرع
وقت ممكن. إن عدم إلحاق ضرر بأعمدة جسر القرم أهم شيء".
وذكر
بوتين: "الحالة بشكل عام تبدو واضحة، الجميع يعلم واجباته. أعلق آمالا على
تنظيم العمل بشكل إيقاعي ومتناغم وعودته بالنتائج التي نتطلع إليها".
اعتراف
الحكومة بتوقع أسوأ الأضرار
وذكر
موقع "نيوز ري" أن نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي مارات خوسنولين قام
قبل الاجتماع شخصيا بفحص الجسر، وقد تبين أن جزءا واحدا من الطريق قد دمّر مع
صعوبة ترميمه بينما تعرض مسار واحد لجزء سكة الحديد من الجسر لأضرار طفيفة، وقد
فحص الغواصون الدعامات للتأكد من سلامتها.
متى
سيتم استعادة حركة مرور السيارات على جسر القرم؟
أكد
خوسنولين أن السيارات ستكون قادرة على التحرك عبر الجسر بحلول نهاية اليوم، في حين
أن حركة السيارات ستكون عكسية أي في كلا الاتجاهين. ومن المقرر إطلاق حركة المرور
في اتجاهين على جانب واحد من جسر القرم في 15 أيلول/ سبتمبر وعلى الجانب الثاني
بحلول بداية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الجاري.
اظهار أخبار متعلقة
هل
سيكون الهجوم المضاد أكثر صرامة؟
وأورد
الموقع أن نائب مجلس الدوما أوليغ ماتفيتشيف اقترح الرد على الهجوم بقصف المباني
الإدارية الأوكرانية ووسائل الاتصال.
وذكر
ماتفيتشيف: "بعد الهجوم الأول على جسر القرم، رُفع الحظر المفروض على قصف
البنية التحتية. تمتلك كييف أنظمة اتصالات أخرى ولا يزال الأوكرانيون يشاهدون
التلفزيون ويستخدمون الهواتف والإنترنت. هذه مراكز ومحطات ضعيفة للغاية، مثل
معالجة البيانات. يؤدي فقدان المركز اللوجستي إلى تعقيد الحياة بشكل كبير".
ووفقا
لماتفيشيف، ينجر عن دعم المجتمع الأوكراني للهجمات الإرهابية مثل الهجوم الحالي
تواتر الضربات الروسية.
وفي
خطابه الذي توجه به إلى السلطات الأوكرانية قال ماتفيشيف: "إذا كنت تريد
القتال، فقاتل في ساحة المعركة، لكن توقف عن تنظيم الهجمات الإرهابية في
مناطقنا".
لا
يمكنهم إحراز تقدم في ساحة المعركة لذلك يستهدفون المدنيين.
نقل
الموقع عن عضو لجنة الأمن ومكافحة الفساد في مجلس الدوما الروسي عبد الحكيم
جادجييف قوله إن رد موسكو على الهجوم سيكون مواصلة العملية الخاصة وتحقيق جميع
أهدافها.
وأضاف
أن "الانفجارات تحت جسر القرم عمل إرهابي آخر هدد حياة المدنيين. وعلى الرغم
من تزويدها بأسلحة غربية فشلت القوات المسلحة لأوكرانيا في تحقيق نجاحات داخل ساحة
المعركة ولجأت إلى ضرب المدنيين".
ويرى
جادجييف أن الهجوم لا يهدف فقط إلى ضرب الموسم السياحي في روسيا، بل تكمن وراءه
رغبة أوكرانيا في ممارسة ضغوط سياسية على موسكو، غير مستبعد أن تكون محاولة تعطيل
صفقة الحبوب وتدهور العلاقات بين روسيا وتركيا أحد أهداف هذا الهجوم.
وأشار
إلى أن "جسر القرم لا يزال محميا بحرا وجوا وبرا. وقد تم التصدي للعديد من الهجمات
التي لم يتم الإبلاغ عنها. ولولا مجهود خدماتنا الخاصة، لكان هناك عدد كبير من
الضحايا".
اظهار أخبار متعلقة
كيف
سيكون منطق الضربة الانتقامية؟
وأشار
المراسل العسكري أولكسندر سلادكوف إلى أنه بعد الهجوم الأخير على الجسر شنت روسيا
قصفا مكثفا على منشآت وحدة القوات المسلحة في جميع أنحاء أوكرانيا، لذلك
"منطقيا يمكن توقع نوع من الاستجابة واسعة النطاق هذه المرة".
ويعتقد
المحلل العسكري غيرمان كوليكوفسكي أن أفضل رد يتمثل في ضرب الجسور على نهر دنيبر،
عن طريق تدمير أو إلحاق أقصى قدر من الضرر بالجسور عبر النهر.
ومن
جهته، يرى الصحفي أندريه ميدفيديف أن الهجوم الإرهابي على جسر القرم لن يؤدي إلا
إلى زيادة غطرسة الجنود الأوكرانيين وتنفيذهم غارات باستخدام طائرات دون طيار على
موسكو، مستبعدا تسجيل تداعيات عسكرية لذلك.
متى
تعرض جسر القرم للهجوم آخر مرة؟
في
الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، هاجمت شاحنة محملة بالمتفجرات جسر
القرم مما أودى بحياة أربعة أشخاص واشتعال النيران في خزانات الوقود بالسكة
الحديدية.
وبعد
الإصلاحات، تم فتح الجسر بالكامل أمام حركة المرور في شباط/ فبراير من العام
الجاري.
وردا
على ذلك الهجوم أمر بوتين بتوجيه ضربات مكثفة باستخدام أسلحة بعيدة المدى من الجو
والبحر والبر عالية الدقة ضد مواقع الطاقة الأوكرانية والقيادة العسكرية ومنشآت
الاتصالات.