نشرت
صحيفة "
الغارديان" تقريرا أعده لورد هاردينغ، قال فيه إن التمرد قد انتهى
ولكنه كشف عن ضعف
بوتين.
وقال
إن بريغوجين ظل لأشهر طويلة يقوم بهجمات مسرحية ضد القادة العسكريين، وشجب وسب وزير
الدفاع سيرغي شويغو وقائد القوات العسكرية الروسية للعملية في أوكرانيا فاليرير غيراسيموف
واتهمهما بالتلاعب وعدم الكفاءة.
بدأ
العداء بين شويغو وبريغوجين حقيقيا، لكن النظام الغامض لبوتين جعل من الصعب فهم الوضع،
لأن الرئيس ظل وعلى مدى عقدين يلعب دور المحكم الأعلى ويلعب مع أي طامح في الكرملين ضد
آخر، وهي الطرق القديمة في "فرق تسد". وأثبت بريغوجين نفسه في الماضي أنه
حليف موال لبوتين ورجل المهام الخاصة، مثل محاولة تخريب الانتخابات الرئاسية الأمريكية
عام 2016.
وبحسب
بعض التفسيرات، فإن الهجمات المرة لبريغوجين ضد شويغو كانت مرخصة من الرجل الذي يقف
على القمة. ولكن الأحداث التي شهدتها
روسيا خلال 24 ساعة في يوم السبت، تعطي صورة أن
الصفقة هذه، لو وجدت، فإنها انتهت. فقد كان مطلب بريغوجين عزل وزير الدفاع وكامل القيادة
العسكرية، وانتهى مساء السبت داعيا مقاتليه للعودة إلى ثكناتهم في أوكرانيا بذريعة
"حقن الدماء".
ففي
صباح 24 حزيران/ يونيو قامت قوات
فاغنر بالتحرك من داخل مناطق أوكرانيا نحو الحدود
الروسية وسيطرت بدون أي مقاومة على روستون أون دون، وأعلن بريغوجين حملته التي أسماها
المسيرة من أجل العدالة، ودعاه الجنرالات الفزعون إلى التخلي عن "انقلابه"، ولكنه
أرسل الدبابات نحو موسكو لحماية وزارة الدفاع والمراكز البيروقراطية تحسبا لهجوم داخلي.
وأعادت صور الدبابات باتجاه موسكو، مشاهد مماثلة في عام 1991، عندما حاول المتطرفون
في كي جي بي حماية النظام الشيوعي المترنح. ومن المبكر الحديث عن إعادة تكرار التاريخ،
فبريغوجين، ليس رجل سلام وشعاره هو الدخول في حرب بأوكرانيا وبطريقة أكثر تنظيما وتسلسل
قيادي أفضل.
ويتهم
بريغوجين، شويغو بأنه تستر على حجم الخسائر الروسية في أوكرانيا ولم يكن راضيا عن التراجع
الروسي في العام الماضي عندما أجبر الجيش الروسي على التخلي عن خيرسون في شمال شرق أوكرانيا.
اظهار أخبار متعلقة
ومهما
كانت نتيجة أحداث نهاية الأسبوع، فقد كشفت عن ضعف بوتين ولأول مرة منذ توليه السلطة
عام 2000، وثبت أن قراره غزو أوكرانيا كان كارثة، وأكبر خطأ في تاريخه السياسي وسيجبره
عاجلا أم أجلا على الخروج من السلطة.
وقالت
الصحيفة إن تلاشي التمرد لا يعني تلاشي أثره الذي سيظل لشهور قادمة، وحتى بعد إعلان
بوتين عن قوانين مكافحة الإرهاب واتهامه المتمردين بالخيانة. كما أن التمرد سيترك تأثيره
على الحرب في أوكرانيا، وقد ترك عدد من المقاتلين أماكنهم في لوغانسك ودونتسيك، وهناك
تقارير عن انتهاز الأوكرانيين الفرصة وسيطرتهم على عدد من الشوارع المدمرة في باخموت.
وأثبتت قوات فاغنر والمجرمون الذين تم الإفراج عنهم من السجن أنهم قوة أفضل من القوات
الروسية، وقد اختفوا من المشهد وذهبوا إلى روسيا، على الأقل في الوقت الحالي.
وبدأ
الهجوم الأوكراني المضاد على أمل فتح ممر بين دونباس وشبه جزيرة القرم، وكان بطيء التقدم
لدرجة جعلت الكثير من المحللين يتحدثون عن جمود في ساحة الحرب وظهور حدود فعلية على
طول 600 ميل. إلا أن تمرد بريغوجين، غير المعادلة، ومن الحماقة التقليل من قدرة القوات
الروسية، لكن فرص اختراق لأوكرانيا هذا الصيف، زادت بشرط حدوث تشتت داخل القوات الروسية
وتراجع المعنويات بين الجنود الروس.
وتوقف
حلم بوتين في احتلال أوكرانيا وتوحيدها مع روسيا، وبدا وكأنه فانتازيا قامت على معلومات
استخباراتية فقيرة وتفكير قيامي وعزلة بوتين المتطرفة بسبب كوفيد، وروسيا تواجه حاليا اضطرابات
مدنية والنصر في كييف بات بعيدا.