رجح الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي في
المغرب الكاتب
والمفكر حسن أوريد أن يحضر المغرب بثقله في
القمة العربية المقبلة المنتظر
انعقادها في العاصمة
السعودية الرياض يوم الجمعة المقبل، بالنظر لما قال إنه
"سياق دولي متحول، وبالنظر لوزن السعودية، وللعلاقات المتميزة، بل
الاستراتيجية بين المملكة المغربية والمملكة السعودية".
وقال أوريد في سلسلة تغريدات نشرها على صفحته الخاصة على موقع التواصل
الاجتماعي "تويتر": "إنه في ظل السياق الجديد الذي أعقب 11 أيلول
(سبتمبر) 2001، حرص المغرب على أعلى مستوى الحضور في القمة العربية التي انعقدت
بالعاصمة اللبنانية بيروت في مارس 2002، التي کرست ما عُرف بالمبادرة العربية،
وقدمتها المملكة العربية السعودية، من أجل حل الدولتين".
وأضاف: "في ظل التحولات العالمية الكبرى والإقليمية كذلك، ينظر
المراقبون إلى القمة العربية في العاصمة السعودية الرياض المقرر انعقادها في أيار
(مايو) الجاري، باهتمام بالغ، ويرون فيها قمة غير القمم التي انعقدت في السنين
السالفة، والتي كانت أغلبها جعجعة من غير طحن.. والمُعوّل أن يحضر المغرب بثقله في
هذه القمة بالنظر للسياق الدولي المتحول، وبالنظر لوزن السعودية، وللعلاقات
المتميزة، بل الاستراتيجية بين المملكة المغربية والمملكة السعودية".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "لا بأس أن نذكر ببعض القضايا المعلومة وهو أن مركز
القوة والتأثير في العالم العربي انتقل إلى منطقة الخليج، مثلما أن بؤرة العالم، هي
آسيا والمحيط الهادئ".
وأكد أوريد أن "حضور المملكة النوعي في قمة الرياض لن يكون إلا تكريسا
للرؤية الاستراتيجية التي انتهجتها الرباط منذ عقدين في خضم التغيير الذي يعرفه العالم،
وينعكس على العالم العربي".
وحول
الموقف من عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، قال أوريد:
"ينبغي تبني مقاربة واقعية، أو فلنقل برغماتية حيال الملف السوري. لا يمكن أن نبقى حبيسي الرؤية
الرومانسية لمقاربة "أصدقاء سوريا"، وينبغي أن نضع نصب أعيننا الوشائج
التي تربطنا بالشعب السوري، فدماء جنودنا البواسل سالت في هضبة الجولان، وهو موثق
يربطنا بالشعب السوري، بغض النظر عن التحولات التي تعرفها السياسة".
وشدد أوريد على أنه وعلى مستوى العلاقات الدولية فإن العمق الإفريقي للمغرب لا يتنافى والبعد العربي للمغرب، وقال: "ينبغي أن نستثمر في هذا البعد
ليس لاعتبارات رومانسية، ولكن لأن ذلك يخدم مصالحنا الاستراتيجية، ومنها وحدتنا
الترابية".
ورأى أوريد أن "المغرب كانت له دوما سياسة عربية مقدامة، وتجلت
في محطات أساسية كانت مناسبة لتنقية الأجواء، على الساحة العربية، أو تبني تصورات
جوهرية استراتيجية".
اظهار أخبار متعلقة
وقال: "احتضنت مدينة الرباط مؤتمرا في سنة 1974، في إطار قمم
الجامعة العربية عقب حرب أكتوبر في سنة 1973، وهي القمة التي كرّست منظمة التحرير
الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأنهت من ثمة الخلاف ما بين
المملكة الأردنية الهاشمية ومنظمة التحرير، الشيء الذي هيأ للزعيم ياسر عرفات أن
يلقي خطابه الشهير في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1974، وكان أشهر ما جاء
فيه: "جئت إليكم وأنا أحمل غصن زيتون في يدي، وفي اليد الأخرى أحمل بندقية
الثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي"".
ولفت الكاتب المغربي، إلى أن "المغرب تبنى مخطط قمة فاس، في سنة
1982 الذي شكل الأرضية الأولى لاختراق في ملف النزاع العربي الإسرائيلي، وانعقدت
قمة الدار البيضاء التي كرست عودة مصر إلى جامعة الدول العربية. اهتز العالم
العربي مع أزمة الخليج، إثر اجتياح العراق للكويت في أغسطس سنة 1990، حيث كان المغرب
أول دولة تُدين فعل القوة، في مجلس وزراء برئاسة الراحل الحسن الثاني هذا للتذكير
بثوابت السياسة العربية للمملكة، تغير العالم العربي، وتغيرت الأولويات والأسلوب".
ومنذ قمة الجزائر عام 2005 لم يحضر الملك المغربي شخصياً لأية قمة
عربية، حيث أن جميع القمم العربية التي جرت بعد هذا التاريخ كان يحضرها إما شقيقه
الأمير رشيد، أو رئيس الحكومة المغربية، أو وزير الخارجية، ومرة واحدة فقط التي
مثل فيها المغرب وزير العدل خلال القمة العربية التي أقيمت في تونس 31 آذار (مارس)
2019.
وستكون قمة الرياض المقبلة هي القمة رقم 50 في تاريخ قمم الجامعة
العربية على مدار 77 عاما، وفق رصد "الأناضول".
ومنذ أول قمة انعقدت بمصر عام 1946 وحتى قمة الجزائر، جاءت القمم
العربية على نحو 31 قمة عادية و14 قمة طارئة و4 قمم اقتصادية اجتماعية تنموية.