المعلومات المتوفرة عنه قليلة جدا رغم أنه يعتبر مؤرخا للصحافة
الفلسطينية، وحين انتقل إلى رحمته تعالى عام 1976 لم يجد من يكتب عنه مع أنه ألف
كتابا ترجم فيه لحياة 400 شخصية فلسطينية.
ولد أحمد خليل العقاد في مدينة يافا عام 1916 وتلقى علومه في يافا ثم
في الكلية الإسلامية في بيروت.
عمل في بداية حياته في النجارة عدة سنوات، وفي عام 1935 عين معلما في
مدرسة قرب مدينة يافا لكنه استقال من وظيفته هذه بعد عام واحد ليعمل محررا صحفيا
في يومية "الجامعة الإسلامية" التي كان يملكها سليمان التاجي الفاروقي،
وما لبث العقاد أن انتقل منها إلى صحيفة "فلسطين" التي كان مالكها ورئيس
تحريرها رجا العيسى، ثم غادرها إلى يومية "الدفاع" لمالكها ورئيس
تحريرها إبراهيم الشنطي، وبقي العقاد فيها حتى عام 1936.
أحمد
خليل العقاد
في بداية ثورة فلسطين الكبرى ما بين عامي 1936 و 1939 اعتقلت سلطات
الانتداب العقاد مع ثلاثة صحافيين، وبعد الإفراج عنه سافر إلى بيروت حيث عمل مدرسا
للغة العربية والتاريخ، وعاد إلى فلسطين عام 1940 وأصدر صحيفة "المهد"،
وبعد عامين أسس مكتب الصحافة والنشر في مدينة يافا، وهو أول مكتب عربي قام بأعمال
الصحافة والنشر والدعاية في فلسطين.
وبعد الحرب العالمية الثانية أسس العقاد مجلة "الرأي
العام" الأسبوعية في يافا عام 1946، وكانت تلك المجلة رائدة المجلات
الكاريكاتيرية في فلسطين.
وحين نشطت جماعة "الإخوان المسلمين" في فلسطين غداة الحرب
العالمية الثانية انضم العقاد إلى شعبتها في يافا.
وانخرط في الأنشطة النقابية حيث أسس عام 1945 "نقابة عمال
النجارة الفلسطينية" وانتخب سكرتيرا لها، وكان قد افتتح عام 1945 مصنعا أو
ورشة لصناعة الموبيليا، كما أنه اشترك في تأسيس "جمعية العمال العرب
الفلسطينيين" وانتخب عضوا في هيئتها الإدارية.
وبعد النكبة عام 1948، انتقل إلى بيروت وتابع إصدار "الرأي
العام" من هناك.
وفي أواخر عام 1949 انتقل إلى الأردن وأقام في القدس وواصل إصدار
"الرأي العام" حتى صدور قرار إلغاء امتياز عدد من الصحف والمجلات وكانت
"الرأي العام" من بينها فتوقفت عن الصدور.
انتقل إلى دمشق وسكن في مخيم اليرموك في نهاية الستينيات من القرن
الماضي، وظل مواظبا على الاهتمام بأخبار فلسطين وبالصحف الصادرة عنها وبكل ما
يتعلق بالصحافة العربية.
إضافة لموهبته الصحافية فإنه كان شاعرا؛ فأصدر ديوان "الشعر
الشعبي الوطني في فلسطين" عام 1939. وفي عام 1946 صدر له كتاب "من هو" الذي يعرف برجالات
فلسطين ويقدمهم لأبناء الأمة، وقدم في كتابه نحو 400 ترجمة لشخصيات فلسطينية عاملة
في مختلف الميادين من علم وصناعة وتجارة وسياسة وما إلى ذلك، في أثناء حياتهم،
بقصد إرشاد الناس إلى بعضهم بعض، وإقامة المعاملات والمنافع المتبادلة على أساس التعارف.
وكان كتابه الأهم "تاريخ الصحافة العربية في فلسطين" ثمرة
جهد وبحث متواصلين داما 20 عاما، جمع فيه أسماء الذين عملوا في الصحافة الفلسطينية
منذ نشأتها من كتاب ومحررين ومراسلين في كافة المدن والأقضية الفلسطينية، كما أنه
أرخ لكل الصحف التي صدرت في فلسطين أو أصدرها فلسطينيون في البلاد العربية، وطبع
الكتاب مرتين في دمشق: الأولى عام 1966 والثانية عام 1967.
ثم لاحقا أصدر كتاب "تاريخ الصحافة العربية في المملكة الأردنية".
أصيب بالشلل عام 1960، وكانت زوجته هي يديه ورجليه، وتجولت معه في كل
رحلاته تدفع المقعد أمامها طيلة 17 عاما متصلة، كان صابرا على مصابه ضحوكا متفائلا
دوما، وبقي كذلك حتى وفاته، فدفن في مقبرة الدحداح في دمشق.
العقاد
وزوجته التي اعتنت به بعد مرضه.
منح اسمه "وسام القدس للثقافة والفنون" من قبل منظمة
التحرير الفلسطينية عام 1990.
المصادر
ـ سائد العقاد، المؤرخ العربي الفلسطيني
أحمد خليل العـقاد، متحف العقاد للتراث والآثار الفلسطينية.
ـ نبيل السهلي، أحمد خليل العقاد.. سيرة
واحد من رموز الصحافة الفلسطينية، عربي21، 19/10/2021.
ـ أحمد خليل العقاد، الصحافة العربية في
فلسطين، 1966.
ـ مركز المعلومات الوطني الفلسطيني،
وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
ـ خليل الصمادي، أحمد خليل العقاد مؤرخ الصحافة الفلسطينية، موقع
دنيا الوطن، 5/2/2007.