على الرغم من خضوعه لإجراءات أمنية داخل
المحكمة، مثل أخذ البصمات، ومثوله أمام القاضي، فلم يكن دونالد ترامب، أول
رئيس
أمريكي يتم توقيفه.
وأورد موقع الإذاعة الأمريكية العامة (أن بي
آر) أن الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة، يوليسيس غرانت، الذي تولى الرئاسة في
الفترة من 1869 إلى 1877 هو في الواقع أول رئيس يتم
اعتقاله، وهو في السلطة.
وحدث ذلك عام 1872 عندما كان غرانت ينطلق مسرعا
بعربة تجرها الخيول في العاصمة الأمريكية، واشنطن، قبل أن يوقفه ضابط من أصول
أفريقية اسمه، وليام ويست.
وكان الضابط في ذلك الوقت، وفق واشنطن بوست،
يحقق في دهس أم وطفلها بسبب عربات مسرعة في المنطقة، ليشاهد غرانت مسرعا ويأمره
بالتوقف.
اظهار أخبار متعلقة
وأبقى الضابط ويست على قصة الاعتقال لعقود من
الزمن، قبل أن يفصح عنها لصحيفة واشنطن إيفنينغ ستار في عام 1908، التي أعادت نشر
مقتطفات منها صحيفة واشنطت بوست.
وتقول الصحيفة إنه عندها أدرك الضابط أن من
أوقفه هو رئيس الولايات المتحدة، وقال له: "سيدي الرئيس! أريد أن أبلغك أنك
تنتهك القانون. قيادتك المسرعة للعربة، سيدي، تضع مثالا للسادة الآخرين".
ورد الرئيس: "أعلم أنني كنت أسير بسرعة
كبيرة. أعدك أنني لن أفعل ذلك مرة أخرى".
في اليوم التالي، رأى نفس الضابط الرئيس غرانت
مرة أخرى وهو يتجول بعربته مسرعا، فأوقفه وقال له الرئيس: "هل تعتقد أنني
انتهكت قوانين السرعة؟"، ورد ويست: " آسف جدا، سيدي الرئيس، لأنني مضطر
للقيام بذلك، لأنك رئيس الأمة، وأنا لست سوى شرطي، لكن الواجب واجب، يا سيدي،
سأضطر إلى وضعك رهن الاعتقال".
وأخذه إلى مركز الشرطة مع آخرين من المخالفين.
وأكدت هذه الرواية القائدة السابقة لشرطة
العاصمة، كاثي لانير، التي قالت إن غرانت تم توقيفه من قبل 3 مرات لتجاوز السرعة.
ويقول تقرير "أن بي آر" إن الرئيس
اعتذر للضابط الذي شعر بالحرج، وقال له: "يجب أن تعتقلني. لا تشعر بالسوء
حيال ذلك".
وتشير إلى أنه بعد احتجازه في مركز الشرطة، لم
يكن أفراد القسم متأكدين من إمكانية توجيه اتهامات ضد رئيس في السلطة.
وفي اليوم التالي، تمت محاكمة المخالفين، وحكم
عليهم القاضي بدفع "غرامات باهظة" ووجه لهم "توبيخا لاذعا"،
لكن الرئيس لم يكن من بينهم، إذ لم يحضر جلسة المحاكمة.
وكان غرانت، وفق البيت الأبيض، قد قاد جيش
الاتحاد في الحرب الأهلية ضد الولايات الكونفدرالية، قبل انتخابه رئيسا في 1869.
وخلال فترة رئاسته، فإنه عمل على إزالة بقايا العبودية.
وتقول "أن بي آر" إن غرانت صرح من
قبل بأنه أراد أن يصبح رئيسا فقط للتأكد من أن الحرب الأهلية كانت ناجحة فعلا،
واللافت أن الضابط ويست كان من أصل أفريقي.
الضابط ويست