الأرقام تقول إن الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً في الصين سيصلون إلى 300 مليون بحلول عام 2025
شعبها يشيخ، وشبابها لا يريدون الزواج، رغم إغراءات رئيسها لهم خوفا من نسف حلم "إمبراطوريته الاقتصادية".
الصين.. بلد الأكثر من مليار نسمة مُهدد بالشيخوخة ونقص الخُصوبة والإنجاب، وسط أرقام مُفزعة تقول إنه على شفا "كارثة ديمغرافية " ما القصة؟
طفل واحد لا يكفي؟
دفع غرامة مالية السجن والحرمان من الوظائف الإجهاض الإجباري أو الإخصاء عقوبات تنتظر كل صيني ينجب "طفلا ثانيا" عام 1979 ويخالف قانون "سياسة الطفل الواحد" المفروضة من النظام الشيوعي آنذاك للحد من نمو السكان، وتحقيق طفرة اقتصادية سياسة قاسية طُبقت لأكثر من أربعين عاما.
تقول الأمم المتحدة إنها كانت سببا لمنع ولادة حوالى 400 مليون طفل نتيجة "الإجهاض الانتقائي" القائم على نوع الجنس، وتفضيل الذكور على الإناث عند الولادة، تراجعت بمقتضاه نسب الخصوبة والإنجاب، إذ وصل معدل المواليد المُسجل عام 2021 إلى 7.52 لكل ألف شخص، وهو الأدنى منذ عام 1949، مع تراجع معدل النمو الطبيعي للسكان الذي بلغ 0.034 بالمئة في 2021.
وهو أيضا الأدنى منذ 1960 تزامن مع ارتفاع متوسط عمر المواطن من 21.5 عاما في 1978 إلى 38.4 عاما في 2021، وسط توقعات بصعود متوسط الأعمار إلى أكثر من 50 عاما بحلول عام 2050، وفق ما نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.
اظهار أخبار متعلقة
أرقام مفزعة دقت ناقوس الكارثة، رغم إعلان الرئيس شي جين بينغ عام 2016 نهاية "سياسة الطفل الواحد"، والسماح لكل الأزواج بإنجاب طفل ثان، مع إقرار جملة من الحوافز المالية والإعفاء من الضرائب، مع تمديد إجازة الأمومة؛ تجنبا لكارثة تسارع الشيخوخة السكانية.
إغراءات الرئيس لم تجد نفعا، بل فشل في تشجيع شعبه على الإنجاب رغم تأكيده أنها "قضية قومية" تضمن صيرورة الاقتصاد الصيني القائم على اليد العاملة الشابة التي هي أيضا مُهددة بالشيخوخة، وسط أرقام تقول إن الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً سيصلون إلى 300 مليون بحلول عام 2025، ما يعني أن هنا كارثة اقتصادية للحكومة التي ستُجبر على دفع رواتب المتقاعدين، وتلبية احتياجات الرعاية للمسنين في وقت هي في أمّس الحاجة لعمّال يواصلون معها بناء العملاق الصيني، في ظل وجود شباب لا يريد الزواج، وبات يبحث عن الحرية الشخصية بعيدا عن تكاليف الحياة الزوجية المرهقة ومصاريف رعاية الأطفال المرتفعة، مع التركيز أكثر على العمل والسعادة الفردية، توجهات جيل كامل في الصين قد يقوّض صعودها إلى قمة العالم، وترك المجال لغريمتها الهند ثم أمريكا كقوى ديمغرافية عملاقة.