تقارير

3 قرى مدمرة باسم أبو شوشة في فلسطين.. معالم هوية

يوجد في فلسطين عدد من القرى تحمل اسم أبو شوشة.. هذه معالمها  (عربي21)
يوجد في فلسطين عدد من القرى تحمل اسم أبو شوشة.. هذه معالمها (عربي21)
يوجد في فلسطين عدد من القرى تحمل اسم أبو شوشة وعلى الأقل هناك ثلاث قرى شهدت أحداثا هامة تحمل اسم أبو شوشة في الرملة وحيفا وطبرية، وجميع هذه القرى مدمرة ومهجرة شرد سكانها في حرب 1948 على يد العصابات الصهيونية.

أبو شوشة/ قضاء الرملة:

قرية تقع على بعد نحو 80 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة الرملة، وكان لموقعها الجغرافي منذ القديم أهمية كبيرة من الباحثين التجارية والعسكرية فهي تسكن على الطريق القديم بين المنطقة الجبلية والسهل الساحلي، ونشأت فوق تل جازر ذي الأهمية الاستراتيجية.


                                     قرية أبو شوشة المهجّرة قضاء مدينة الرملة

قامت أبو شوشة على موقع مدينة جازر الفلسطينية التي تعود بتاريخها إلى العصر الحجري الحديث، وكشفت التنقيبات التي جرت في أبو شوشة عن مصنوعات يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد (أوائل العصر البرونزي) وقد حوّل الكنعانيون الموضع إلى مدينة وأحاطوها بسور. كما ذُكرت في عداد المدن التي استولى عليها تحوتمس الثالث في عام 1469 قبل الميلاد تقريبا. كذلك فإنها ازدهرت في ظل الفرس واليونان.

وذكرت في العهد الروماني باسم "جازار" من أعمال عمواس، وذكرتها مصادر الإفرنج باسم "مونت جيرارد".

وكانت بيوتها تتألف من الطوب والحجر، وضمت القرية مسجدا وبعض الحوانيت، ومدرسة ابتدائية صغيرة بلغ عدد طلابها في عام 1947 نحو 33 طالبا. وتحيط بها آثار كثيرة إلى جانب الآثار الموجودة داخل القرية نفسها. وتشتمل على الآبار والقاعات والقبور المحفورة في الصخر والأبنية والمغاور.

بلغت مساحة أراضي أبو شوشة 9.425 دونما، منها 192 دونما للطرق والأودية، و6.337 دونما تسربت إلى الصهيونيين الذين أنشأوا في عام 1945 مستعمرة "جزء" بظاهر تل الجزر الشمالي.

بلغ عدد سكانها عام 1922 نحو 603 نسمة، زاد عددهم إلى 627 نسمة عام 1931، وإلى 870 نسمة عام 1945. وكان معظم سكانها يعملون في الزراعة وتربية المواشي. وفي عام 1948 قام الصهاينة بطرد هؤلاء السكان العرب وتدمير قريتهم التي أصبحت أثرا تاريخيا. وأنشئت في عام 1952 مستعمرة "بتاحيا" في ظاهر أبو شوشة الجنوبي الغربي، وأنشأوا في عام 1955 مستعمرة "بيت عزيل" في ظاهر أبو شوشة الغربي.

هوجمت أبو شوشة أول مرة في الأشهر الأولى من حرب عام 1948، خلال ما وصفته عصابة الهاغاناه بـ"نموذج لعلمية انتقامية مدروسة". وقامت فصيلتان من الكتيبة الثانية في لواء غفعاتي، تصاحبهما قوات أخرى، بالتسلل إلى القرية، واحتل لواء غفعاتي القرية في سياق "عملية براك" بتاريخ 14 أيار/مايو 1948؛ واستنادا إلى المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس فإن الوحدات المهاجمة قصفت أبو شوشة بمدافع الهاون في الليلة التي سبقت سقوطها، وقد فر السكان ونسفت بعض منازل القرية بالديناميت.

أبو شوشة/ قضاء طبرية:

تقع إلى الشمال الغربي من مدينة طبرية، وتربطها طريق ثانوية بطريق طبرية ـ صفد الرئيسية، وتتفرع منها عدة دروب ترابية.

نشأت أبو شوشة في غور أبو شوشة، وهو سهل انهدامي ـ غوري يمتد إلى الجنوب من سهل الغوير. وتنخفض القرية 175 مترا عن سطح البحر.


                         المستعمرة التي أقيمت على أراضي قرية أبو شوشة طبرية

مساحة الأرض التابعة للقرية 12.098 دونما، منها 50 دونما للطرق والأودية. وزرع البرتقال في 200 دونم منها. وقد أقيمت مزارع البرتقال حول القرية في الجهات الغربية والشمالية والجنوبية.

بلغ عدد سكان أبو شوشة في عام 1945 قرابة 1.240 نسمة. وقد أخرجهم اليهود من ديارهم في عام 1948، وأقاموا مستعمرة "جينوسار" على الشاطئ الغربي لبحيرة طبرية، أمام قرية أبو شوشة، وعلى بعد كيلومترين إلى الشمال من المجدل.

أبو شوشة/ قضاء حيفا:

 تقع على بعد 25 كم جنوب شرق حيفا. وتمر طريق حيفا ـ جنين المعبدة بشمال القرية الشرقي، وترتبط بها طريق غير معبدة طولها نصف كيلومتر.

أنشئت أبو شوشة على السفح الشمالي الشرقي لجبل الكرمل، وهي بذلك تطل على مرج ابن عامر، وترتفع 125 مترا عن سطح البحر. يمر نهر المقطّع بشمالها على بعد 4 كم.

 ومن الأودية الأخرى التي تبدأ من أراضي القرية أو تمر بها وادي عين التينة الذي ينتهي في نهر المقطّع، ووادي القصب الذي يمر بغربها ثم يتجه نحو الشمال الشرقي ليرفد نهر المقطّع، وهو الحد الفاصل بين أراضيها وأراضي قرية أبو زريق الواقعة في شمالها الغربي، وأخيراً وادي أبو شوشة.


             لم يبق من قرية أبو شوشة حيفا سوى حطام المنازل الذي يغطيه نبات الصبّار

اشتهرت القرية بكثرة ينابيعها، ففي شمالها تقع عين التينة التي اعتمد عليها السكان في الشرب والأغراض المنزلية، وعين الصّنع وعيون وادي القصب، وفي جنوبها توجد عين أبو شوشة، وفي جنوبها الغربي توجد عين الكوع، وبير بيت داس، وفي غربها توجد عين الباشا، وعين زهية.

وأبو شوشة من القرى المبعثرة المخطط، وتتناثر مساكنها على امتداد سفح جبل الكرمل تبعا للملكيات الزراعية. وفي عام 1931 كان فيها 155 مسكنا بنيت من الحجارة والاسمنت، أو الحجارة والطين، أو الاسمنت المسلح، وسقف بعضها بالأخشاب والقش والطين. وفي عام 1945 كانت مساحة أراضي القرية 8.960 دونما لا يملك الإسرائيليون منها شيئا. وتقع نصف هذه المساحة في مرج ابن عامر، والباقي في جبل الكرمل.

كان في أبو شوشة 12 عربيا فقط في عام 1922، ارتفع عددهم إلى 831 نسمة في عام 1931، وأصبح عددهم 720 نسمة في عام 1945.

كان في القرية مطحنة للحبوب وجامع ومدرسة ابتدائية خاصة، وكان قسم من أطفالها يدرسون في مدرسة قرية أبو زريق المجاورة.

شرد الصهاينة سكان القرية العرب، ودمروها تدميرا تاما في عام 1948، وأصبحت أراضيها تابعة لمستعمرة "مشمر هاعِمِقِ" التي قامت بالقرب منها منذ عام 1926.

المراجع:

ـ مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج7 ق2، وج4 ق2، وج6 ق3، بيروت 1972، 1974.
ـ أبو شوشة (قرية)، الموسوعة الفلسطينية، 24/4/2013.
ـ الدكتور وليد الخالدي، احتلال القرية وتطهيرها عرقيا، كتاب كي لا ننسى.
ـ نبذة تاريخية عن أبو شوشة ـ الرملة، موقع فلسطين في الذاكرة، 1/6/2013.
ـ عارف العارف، النكبة الفلسطينية .
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم