كشف صحفي
إسرائيلي
مختص بالشؤون الأمنية، عن سبب ارتكاز
قمة العقبة، على المسؤولين الأمنيين في
الأردن ومصر والاحتلال الإسرائيلي، ولعبهم الدور الأساسي فيه، واعتبار الجهات
السياسية أطرافا ثانوية في ما تمخض عنه.
وقال تسفي برئيل بمقال
له في صحيفة
هآرتس العبرية، إن الافتراض الرئيس في اللقاء، أن رؤساء أجهزة
المخابرات في الأردن والسلطة وإسرائيل، يمكنهم التعاون بشكل ناجع وودي، أكثر من
المستويات السياسية، وهو افتراض له أساس على الأرض، بسبب العلاقات التي يقيمها
الشاباك مع نظرائه في السلطة الفلسطينية والأردن.
وكشف أن ذلك لا يقل
أهمية عن "الاعتراف الخفي، الذي يكمن في مجرد عقد لقاء كهذا، عبر استنتاج أنه
يستهدف إيجاد حزام أمان يقيد قدرة حكومة نتنياهو على إشعال المنطقة وإشعال انتفاضة
إقليمية".
اظهار أخبار متعلقة
ولفت إلى أن المبادرين للقاء، يأملون في أن
الشاباك لا يزال له تأثير كبير على قرارات نتنياهو الأمنية، على الأقل في كل ما
يتعلق بإدارة المعركة بالضفة، والردود
العاصفة التي أسمعها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن الوطني إيتمار بن
غفير، وغيرهما، على مجرد عقد اللقاء والتصريحات التي خرجت منه حول عدم الدفع قدما
بالبناء الجديد في المناطق، والنفي من جانب نتنياهو، الذي عرف ووافق على البيان
المشترك الذي خرج من اللقاء، تدل على أن شركاء القمة، لديهم ما يستندون إليه في
مخاوفهم.
وتساءل برئيل:
"هل إزاء التطورات العنيفة في الضفة والقدس، سيكون هناك جدوى من اجتماع آخر، أم إن حزام الأمان هذا يمكنه لعب دور في وقف الانفجار القادم".
وشدد على أن اللقاء
الذي جرى أول أمس في العقبة، اعتبر لقاء أمنيا وليس سياسيا، وكان يهدف لفحص طرق
التعاون، من أجل وقف التدهور الأمني في الضفة والقطاع، ويبدو أن الحديث يدور عن
اجتماع لذوي مصالح، وأمام أعينهم هدف مشترك، ليس فقط منع اشتعال النار، بل وقف
انتشارها إلى دول مجاورة.
ولفت الصحفي
الإسرائيلي، إلى أن الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت نقاشات مع
مصر بشأن قطاع
غزة،
والإعمار وتبادل الأسرى، ومع الأردن بشأن الحرم القدسي، ومع السلطة في مسائل التنسيق
الأمني.
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "لكن بعد
بداية ولاية حكومة بنيامين نتنياهو وتوزيع الوظائف الرئيسية، على ممثلي اليهودية
المتطرفة والتصريحات المثيرة عن شرعنة التسع بؤر وبناء آلاف الوحدات السكنية، ونقل
جزء من صلاحيات الحكم في المناطق من الجيش إلى وزراء ومسؤولين مدنيين، كان من
الواضح أن الحوار الأمني الثنائي بين إسرائيل وكل جارة من جيرانها على حدة لن
يكون كافيا، والتهديد السياسي لشبكة العلاقات الهشة أصلا بين إسرائيل والاردن،
دفع رئيس الحكومة لزيارة عمان بشكل مستعجل والتعهد بأن مكانة الأردن في الحرم لن
تتغير".
وشدد على أن أي تطورات عنيفة في الضفة
الغربية، "يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في المملكة المجاورة، وباتت الطريقة معروفة
هناك، المظاهرات بداية ستحمل شعارات ضد الاحتلال، وتحظى بالشرعية، ثم تتحول بعد
وقت قصير، للتركيز على العجز الاقتصادي ومواجهة الفقر، وبالتالي ضد الملك
نفسه".
ولفت إلى أن تأثير
الأردن على إسرائيل في السياسة بالضفة الغربية محدود، فالأردن ليس الإمارات التي
منحت نتنياهو هدية كبيرة، على شكل اتفاق
سلام، وتجارة بالمليارات، ومقابل أبو ظبي فإن عمان لا تعتبر شريكة محتملة في
المعركة ضد إيران. لذلك فإن الأردن بحاجة إلى حزام أمان عربي أوسع كي يستطيع الدفاع
عن نفسه من التهديد من الغرب.